بعد 15 سنة من السجن والمعاناة
وحزن الأهل والأصدقاء ومعاناة جيل تهجمت عليه القوى التي يقودها جورج بوش الأرعن
والببغاء تومي بلير اللذين عاثا في الأرض فسادا؛ تلفيقا وتزويرا وقتلا وتنكيلا دون
ان ينبس وكر الأمم المتحدة ببنت شفة رغم الأصوات الحقوقية التي تصاعدت في العالم
نتج عنها اعتذار هزيل لبلير عما جرى في العراق دون الاعتذار عن السجون السرية
والرحلات المكوكية التي تلتقط ضحايا أبريا بقوا في السجون الحالكة وسط تعذيب نفسي
منقط النظير ينبني على التحطيم النفسي والاحتقار الديني يجعل السجين أقلّ حظا من
الكلاب الامريكية والغربية التي ترقد في فنادقة مخصصة بخدمة الـVIP يعجز 90% من سكان العالم عن دفع ثمنها.
وصل السجين الموريتانا ولد صلاحي أوّل أمس في طائرة خاصة بعد أن اختطفت
الحكومة الموريتانية والامريكية 15 سنة من عمره تحت يافطة تهم باطلة لا ترتقي إلى
درجة الثمن الباهظ الذي دفعه وأسرته واصدقاءه والموريتانيين من عناء وانتظار تحرير.
وصل بعد أن برّأه القضاء العسكري الآمريكي من تهمة التخطيط لهجمات 11 من سبتمبر. وقد
شكر محيي أدب السجون كلّ من ساهم وجاهد وناضل، كل فترة سجنه، في إطلاق سراه من
برلمانيين وحكوميين وحقوقيين وصحفيين.
تجدر الإشارة إلى أنّ ولد صلاحي هو السجين الوحيد الذي دوّن مذكراته في
كتاب ترجم إلى لغات عديدة تكرّم فيه بالسماح لكل جلاديه، من مخطّطين وسماسرة أودعوه في "قبر قوانتنامو"
حسب تعبيره. ركز في يومياته على معاناة السجين من تنكيل وتعذيب وما إلى ذلك من
امور تلقاها الضحية المسلم في سجون انواكشوط وعمان وكوانتنامو، من جلادي وكر الشرّ
الموصوف بالدموقراطية في حين أنه لم يتجاوز عهود الوسترن والحرب الاهلية وما إلى
ذلك من عنصرية وازدارء لكل ما يختلف عن الثقافة الامريكية التي تريد بسط نفوذها في
العالم سياسيا وثقافيا واقتصاديا ودينيا وعسكريا، مما أدّى به إلى تلفيق اسباب
الحروب المدمرة التي لازال صداها يتردّد في العراق في مدن السنّة خاصّة.