I-
مقدمــــــــــة
ظاهرة التعليل كما يرى أستاذنا المنصف عاشور
مسألة نظرية تقتضي محاولة تكوين ملامح التفسير والتنظير التي تقوم عليها آراء
النحاة في مختلف أبواب النحو، وخاصة باب الإعراب والصرف. والتعليل ضرب من
الإستدلال العقلي يصدر عن النحوي سعيا لتفهّم نظام المبادئ والقواعد المسيّرة
للّغة العربية. وهو مسألة واسعة الانتشار في النحو العربي، إذ اشتهر الخليل ابن
احمد الفراهدي (ت ما بين 170-175هـ) بأنّه "استنبط من علل النحو ما لم يستنبط أحد وما لم يسبقه إلى مثله سابق"
(الطبقات: 47). ويرى الزبيدي (928-989 م) أن عبد الله بن إسحاق الحضرمي "أول
من بعج النحو ومد القياس وشرح العلل" (الطبقات: 31). وقد نقل الزجاجي (ت 337
هـ) عن الخليل قوله "إنّ العرب نطقت على سجيتها وطباعها ... واعتللت أنا بما عندي أنّه علة لما عَلّلْتُه
منه" (الزجاجي: 66).
وقد شمل موضوع التعليل أقسام الكلم من حيث
الجوانب التي تتنازع عليها أكثر من مقولة، ومن حيث العمل الإعرابي، ولكن موضوع
الدلالة الحرفية لم يحفل به النحاة حسب "ارتشاف الضرب من لسان العرب "[1]،
وقد يعود ذلك إلى أن النحاة القدامى لم ينظروا إلى الحروف من حيث الدلالة الاصلية
والفرعية لأنّ الحرف عندهم لم يتقيد بمعنى اساسي بقدر تأثيره المعنوي. ولذلك
تتساوى كل المعاني التي يكتسبها في التركيب فلا ينبو أحدها على الآخرين. ولم ينظر
النحاة في أن ذلك قد ينطبق على كل الاقسام بما في ذلك الاسم والفعل. فالدراسات
اللسانية الحديثة تحاول اجتياز المعنى المعجمي إلى المعنى السياقي الموضعي أو
النسقي على قرار ما قام به النحاة العرب في حروف المعاني استجابة للحد المجمع عليه
والذي أسند للحرف منذ سيبويه؛ وبالتالي تنتفي مصداقية تعريف الحرف إلى حد ما
باعتبار انه يمكننا القول تجوزا إنّ الاسم كلمة تدل على معنى في غيرها وكذلك
الفعل.
سنحاول الكشف ما استطعنا عن الدلالة الاصلية
والدلالة الفرعية للحروف التي وسمت بحروف المعاني من خلال المؤلف المذكور، وفي هذا
المجال سنتقصى الكتاب باحثين عن المعاني المذكورة من خلال مسألة "حروف
المعاني: وصفها وتصنيفها حسب الدلالة الأصلية والدلالة الفرعية مجارين في ذلك
معايير يفرضها المقام، ومنها:
1-
ترتيب المعاني، معاني الحروف في الكتاب المذكور حسب الاقدمية، إذ
نعتبر المعنى الأول للحرف معنى أصليا وسائر المعاني اللاحقة معان فرعية لأن أبا
حيان الأندلسي على غرار سابقيه لم ينهج منهج التصنيف هذا مع انه قد يتخذ مواقف
تقريرية نحو "والصحيح أن كأنّ لا تفارق التشبيه" (الارتشاف، ج2: 117)، كما أنّه قد يحدث تنازع على ما
أسميناه الدلالة الأصلية إذ يجعل الاندلسي (أنّ) للتوكيد ويردف معنى أصليا آخر
ذكره الزمخشري والأستاذ أبو على هو معنى السبب والاتصال.
2-
تقديم المعنى المتفق عليه من طرف أكثر النحاة.
3-
في حالة عدم ذكر أية دلالة للحرف نعتمد السمة الأساسية التي ألحها
النحاة بها مثل دلالة التحقيق في "قد" والتنبيه في "ها"،
والجواب في "نعم" و"أجل".
وفي ضوء ما ذكرنا، نشير إلى ان الحروف عامة
وحروف المعاني خاصة تكاد تضاهي الاسم من حيث التركيب الصوتمي phonème أو الصرفمي morphème. فالحرف "بسيط ومركب؛
البسيط أحادي ثنائي ثلاثي رباعي خماسي: الأحادي: الواو، الفاء، الباء، اللام،
الكاف، الهمزة، ...؛ والثنائي ام، او، بل، لا، ما، إن، لن، من، عن، في، من، لو،
لم، أي، آ، قد، هل، ها، كي، مع، أي، ال؛ والثلاثي: على، إلى، ربّ، عدا، خلت، منذ،
إنّ، أنّ، ليت، سوف، أيّ، أيا، هيا، إذن، ألا، أجل، بجل، نعم، بلى، ثمّ؛ والرباعي:
حتّى، حاشا، إلاّ، إمّا، أمّا، لعلّ؛ والخماسي كلّما، لكنّ. والمركب كأنّ، لولا،
لوما، إلاّ، هلاّ، وإذما على مذهب سيبويه، ولمّا على مذهب سيبويه أنها حرف لا ظرف.
وذهب أبو ابقاسم حسين بن العريف إلى أنّ: إنّما وربّما مركبة لا بسيطة"
(الارتشاف، ج5: 2363). ومن هذه الحروف أيضا ما بحث له النحاة عن وزن صرفي مثل
"إنّ"، ومنها ما تنازعته سمتا الاسمية والحرفية؛ إلا أنّ سمة البناء
الأصلية في الحرف ظلت متصلة به. وقد حاول الانباري تبيين هذا اللبس بمبدإ مفاده أن
الاصول تشهد على ان كلّ إسم تضمن معنى الحرف وجب ان يكون مبنيا (الانباري:
105-106)
إن كلّ هذه
الاختلافات إضافة إلى ما يمكن تسميته بالإسترسال السيمي بين الحروف والاقسام
الأخرى، او استبدال الحرف الواحد لعدة حروف أو ظروف في المعنى تجعل الدارس أمام
معضلة كبرى أثناء عملية التصنيف. فهل ما جمع أبوحيان حروف أم ظروف أم أفعال أم
أسماء أم ادوات، ام أنّها حروف تستعمل في معنى الظرف في بعض السياقات (الارتشاف،ج4:
1696). وتحل محل الجمل في سياقات أخرى مثل حروف الجواب، وبالتالي يكون السياق
الموضعي هو المحدد لهذه المعاني وعلى ذلك يكون للحرف سمات سياقية موضعية تغيّر
هوية الحرفية تارة وتحل محلها الظرفية أو الإسمية وحتى الفعلية أخرى.
II-وصف الحروف وتصنيفها حسب
الدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
تعتبر علة
الأصل والفرع من بين العلل النحوية الهامة التي يسعى النحاة من خلالها إلى سبر
الأسس والمقومات التي بها تُحدّد أو تجدول ظاهرة نحوية أو لغوية ما في جداول أصلية
أو فرعية على غرار ما ذهب إليه الانباري في اللمع من قياس نائب الفاعل على الفاعل
معتبرا الفاعل أصلا في الرفع ونائب الفاعل أو ما لم يسم فاعله فرعا فيه (اللمع:
93)، أو ما ذهب إليه الزجاجي في الإيضاح في علل النحو من مضارعة "إنّ"
للفعل المتعدي. ونحن في مسعانا هذا لن نقوم بقياس معاني الحروف على مراجع معينة
لاستخلاص ما اصطلحنا عليه بالدلالة الأصلية والدلالة الفرعية على غرار ما وجدنا
عند الزجاجي والأنباري وإنما سنقوم بمحاولة توزيع آخر نرصد من خلاله المعنى الأصلي
والمعاني الفرعية على أساس معايير ذكرناها في التقديم، وسنتتبع في هذا المجال نهجا
ثنائيا يقوم على تقسيم الحروف حسب العمل الإعرابي إلى حروف عاملة وحروف غير عاملة.
وفي إطار
الدلالة الأصلية والدلالة الفرعية التي نحاول استخراجها من جداول حروف المعاني حسب
معيار علة الأصل والفرع، نذكر ان حروف المعاني إذا ما عزلت عن السياق فقدت دلالتها المكتسبة بدليل اعتبار ان الحرف
"جاء لمعنى" كما يرى سبويه، خلافا للصرافم الأخرى مثل أسماء الاجناس
والضمائر. فالضمير يرتبط بمعناه في التجريد والانجاز تماما كالعدد. ولكن دخول
الحرف في السياق يؤثر فيه تأثير الإعراب في الاسم باعتبار أن السياق قبل ذلك قالب
جاهز لاكتساب الدور الذي يخلعه عليه الحرف. ويؤكذ ذلك بقاء الحروف على اصلها الذي
هو البناء مطلقا "لأنه لم يعرض لها ما يخرجها عن اصولها (الزجاجي: 77). ولذلك
لم يأخذ الحرف معنى الاسم لأنه لا يمكن ان يكون معمولا البتة، إذ ليست له معاني
ذاتية مثل ما يعتور الاسم كالفاعلية والمفعولية والإضافة المحددة بالإعراب الذي
"دخل الكلام للفصل بين المعاني المشكلة فيه، ويدل به على الفاعل والمفعول
والمضاف والمضاف إليه وسائر ذلك من المعاني التي تعتور الاسماء" (الزجاجي: ن.
ص). فهو أي الحرف إما ان يكون عاملا وإما أن يكون غير ذلك. فقد أجمع "الخليل
وسيبويه وجميع البصريين[على أن] المستحق للإعراب من الكلام الأسماء والمستحق
للبناء الأفعال والحروف" (الزجاجي: ن. ص). اتفق الفعل الحرف على أصلية البناء
واتفقا على العاملية ولكن فهل ان الاصل في العاملية الحروف باعتبارها تعمل في
الاسم والفعل خاصة ان الكوفيون يدمجون الأفعال في زمرة المستحق للإعراب؟
إنّ ما أشرنا
إليه يؤكد خلو الحرف من المعنى خارج السياق الموضعي كما يؤكد ان المعاني التي
تعتور الاسم مثل الفاعلية والمفعولية والإضافة يكتسبها من دلالة الحرف العامل
وتأثيره النحوي، فحتى إن كانت مقولة الفاعلية ترتبط بالنواة الإسنادية الفعلية او
الإسمية فإن الحرف قد شبه بالفعل، ثم إنه يرفع الاسم وإن كانت هناك أقوال مخالفة
اخرى حول نظرية العامل في النحو وفي اللسانيات الحديثة، التوليدية خاصة.
فالحروف إذن
هي اكثر مولدات الدلالة النحوية الوظيفية ويمكن ان نضيف الدلالة الإنشائية
الخبرية. فقد جاء حرف الباء في عملنا هذا في أربعة عشر معنى فرعيا تراوحت بين
الإنشاء والخبر. وقد أعطت كل حروف النداء بفروعها أو بمعانيها المختلفة معاني مثل
(الاستغاثة والندبة والتعجب) وهي معاني إنشائية بدليل اعتبار أبي حيان أن "النداء
إنشاء، وقيل إن كان بالصفة فهو خبر نحو: يا فاسق" (الارتشاف، ج4: 2179). وقس
على ذلك باقي الحروف سواء منها العاملة أو غير العاملة.
إن حروف المعاني
رغم نقصانها الدلالي المتمثل في عامليتها، تضيف معنى جديدا غير المعنى التركيبي.
فمثلا دخول "إنّ" على جملة "العلم نور" يعطيها معنى جديدا هو
معنى التأكيد. وهو معنى ولده التركيب الجديد الحاصل من تأثير العامل
"إنّ" على النواة الإسنادية الإسمية.
I - الحروف العاملة من خلال الدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية.
1 - الحروف العاملة في الاسم:
نقصد بالحروف
العاملة تلك التي تُدخِل معاني نحوية جديدة على التركيب النحوي، إذ تدخل على الاسم
فترفعه أو تنصبه أو تجره فمثلا تنصب إنّ المبتدأ وترفع الخبر أو أنّها تنصب الأول
ويبقى الثاني على حاله مرفوعا باعتبار أن الأصل في الأسماء الرفع. وتدخل على الفعل
فتنصبه او تجزمه. ولكننا هنا لن نهتم كثيرا بالجانب الإعرابي التركيبي وإن اعتبره
بعض النحاة تأثيرا فاصلا بين معاني النحو لفائدة التواصل، فـ"الإعراب تابع
لفائدة الكلام والكلام موضوع للتفاهم فيجب أن يكون مقارنا للكلام كمقارنة الفرد
لمعناه" (العكبري، المسألة الثالثة عشرة: 81). فتلك مسألة أخرى حولها خلاف،
وإنما سنهتم بدلالة هذه الحروف داخل السياق الموضعي على الرغم من أن هذا المصطلح
(السياق) قد لا يخدم توجهنا لأنه يجعل معاني الحروف خاضعة لسياق ترتتبي متساو إلا
اننا في هذا المجال سنحاول التمييز ما استطعنا بين الدلالات الأصلية والدلالات
الفرعية كما أشرنا. وفي هذا السياق سنبدأ بالحروف العاملة في الاسماء لعدة أسباب
منها:
-
أنّ سيبويه وسائر النحاة قدم الإسم على بقية
الأقسام إذ الكلم حسبه اسم وفعل وحرف.
-
يرد الإسم مسندا ومسندا غليه.
-
إنّ الاسم حسب البصريين أو اسم الحدث هو
الأصل في الاشتقاق.
-
استعمل الاسم عند الفلاسفة في الصدارة لأنه
يعني الجوهر، وقد عرف سيبويه الاسم بأنه: "رجل فرس وحائط" وهذه الاسماء،
أسماء أجناس يمكن أن تكون منطلقات لأصل الاشتقاق والتوليد النحوي الدلالي.
سنبدا بحروف الجر رهن إشارة الأستاذ المنصف
عاشور باعتبار أن الإسم قد حُدّ بحرف الجرّ، وباعتبار أنّ الإضافة تتكون من تلازم
اسمين يكون الأول منهما جزءً او صورة من الثاني عادة، بالإضافة إلى أن الإضافة
المحضة يحدث بتقدير الحرف عند بعض النحاة. ثم أنّ الإضافة من جهة أخرى مقولة نحوية
علمها الجر نتيجة تركيب الإسم بالإسم. وسنقوم بوضع الحروف في جدول ثلاثي القوالب،
يحدّد الحرف ودلالته الأصلية ودلالاته الفرعية إن وجدت، وبذكر بعض الأمثلة من أجل
تقريب الدلالات المذكورة.
1. 1- حروف الجر والدلالة الأصلية والدلالة
الفرعية
لقد قسّم أبو حيان الأندلسي حروف الجر إلى أحادية
وثنائية وثلاثية دون أنْ يحدد الدلالة الاصلية والفرعية للحرف، ولكنّنا بالمعايير
التي ذكرنا سنحاول التمييز بينها في جداول متبعين التقسيم الثلاثي المذكور
والترتيب الذي اعتمده الاندلسي.
أ - الحروف الاحادية
وهي الباء، واللام، والكاف، والواو، والتاء، والميم،
وهمزة القطع، وهمزة الاستفهام.
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
الباء
|
الإلصاق او الإلزاق
|
النقل
|
السببية
|
||
الاستعانة
|
||
المصاحبة
|
||
الظرفية
|
||
القسمية
|
||
التعليل
|
||
البدل
|
||
المقابلة الداخلة على الاثمان والأعراض
|
||
التبعيض
|
||
الاستعلاء
|
||
التشبيه
|
||
الاستحقاق
|
||
اللام
|
الملكية
|
النسب
|
التعليل
|
||
التبليغ
|
||
التبيين
|
||
الصيرورة
|
||
الموافقة
|
||
العندية
|
||
انتهاء الغاية
|
||
البعدية
|
||
الاستعلاء
|
||
ابتداء الغاية
|
||
الاستعلاء
|
||
الكاف
|
التشبيه
|
التعليل
|
الرجاء
|
||
التقليل
|
||
الواو
|
الجمع
|
من أوّل المعاني التي ذكرها أبو حيان للباء هو
معنى الإلصاق مؤكدا بذلك توجه سيبويه
مضيفا صفة من أطلق عليهم "أصحابنا" ليبين أن هذا المعنى متفق عليه من
قبل النحاة "وقال أصحابنا لا تكون إلا بمعنى الالزاق ... إذا لم تكن
زائدة" (الارتشاف، ج4: 1695). وهذا المعنى حسب أبي حيان يكون حقيقة نحو: وصلت
هذا بهذا، وقد يكون مجازا نحو مررت بزيد. ويعني ذلك إذن أنّ الدلالة الأصلية قد
تتجزّأ إلى دلالات أصغر حسب المقام، وهذا ما فعل مع الدلالة الأصلية في اللام، إذ
قسّمها إلى شبه الملك نحو: أدوم لك ما تدوم لي، والتمليك نحو: هَيت لزيد، وشبه
التمليك نحو قوله تعالى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا" (النحل: 72). وفي نطاق المعاني
الفرعية قد يلجأ الأندلسي إلى ذكر اختلافات النحاة حول بعض المعاني؛ من ذلك
اعتباره معنى البدل معنى فرعيا في الباء ومثل لذلك بقول الشاعر:
فَلَيْتَ لِي بِهِمْ قَوْمًا إِذَا أَكَبُّوا شَنُّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَاناً
ثم يردف ذلك بقول بعض النحاة يعتبر أنّ معنى الباء في
البيت المذكور هو معنى السبب معلّقا على ذلك بقوله "والصحيح أنّ معناها السبب"
(الارتشاف، ج4: 1695 فما بعدها). وقد اشتركت الدلالات الفرعية
للحروف المذكورة في الجدول في دلالة الاستعلاء باستثناء التاء والواو ومُ وهمزة
القطع وهمزة الاستفهام المشتركة في معنى القسم كما سنرى في حروف القسم. ونميز هنا "واو"
ربّ من "واو" القسم لتمييز النحاة بينهما من ناحية العمل الإعرابي. فـ"واو"
الجر أو "واو" ربّ تعمل بمعنى رب خلافا لواو القسم.
ب- الحروف الثنائية
وهي من، وفي، وعن، ومع، وها، وكي
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
من
|
ابتداء الغاية
|
التبعيض
|
الغاية
|
||
التعليل
|
||
البدل
|
||
المجاورة
|
||
الاستعلاء
|
||
الالصاق
|
||
الظرفية
|
||
في
|
الظرفية
|
المصاحبة
|
الوعاء
|
||
الاستعلاء
|
||
الإلصاق
|
||
ابتداء الغاية
|
||
المقايسة
|
||
عن
|
المجاوزة
|
الاستعلاء
|
الاستعانة
|
||
التعليل
|
||
البدل
|
||
الظرفية
|
||
التأصيل
|
لقد تمايزت
آراء النحاة حول المعنى الأصلي لـ
"من" فذهب سيبويه إلى أنها لا تخلو من التبعيض إذا كانت بعد أفعل
التفضيل وأنها للغاية. وذهب البعض إلى أنّها لابتداء الغاية في المكان، وفي
الزمان، كما أنّها لابتداء الغاية في غير المكان؛ ومثّل لذلك بـ: قرأت من أوّل سورة
البقرة إلى آخرها؛ من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم، إلا
أنّ الاندلسي يؤكد معنى ابتداء الغاية بقوله: "وذهب المبرد والأخفش الصغير
وابن السراج وطائفة من الحذاق ومن اصحاب السهيلي إلى انها لا تكون للتبعيض وإنما
هي لابتداء الغاية وأن سائر المعاني التي ذكرها راجعة إلى هذا المعنى (الارتشاف،
باب المجرور: 1695 فما بعدها).
وأما فيما يتعلّق بـ "مع"
و"كي" و"ها" فلم يفصل فيها أبو حيان القول. إذ اكتفى ببعض
الآراء فغلب سمة الإسمية على الحرفية في "مع" سواء أكان مفتوح العين أو
ساكنه، واعتبر الحرف "ها" للتنبيه مجيزا الجر به في باب القسم عوضا عن
الواو. واعتبر "كي" من حيث العمل الإعرابي حرفا متأرجحا بين النصب والجر
إذ يرى أنها مختصة بالفعل، وقيل تكون مختصة بالإسم. ويرى سيبويه وأكثر النحاة أنها
تكون جارة بمعنى اللام أي الملكية إضافة إلى نصبها للمضارع. ويرى ابن مالك أنها
تنصب وحدها إن كانت الموصولية، وبـ"أنْ" بعدها غالبا إن كانت الجارّة.
ويذهب البصريون إلى أنّ "أنْ" مضمرة بعدها وجوبا. ويرى أبو حيان أنها
تاتي بمعنى التأكيد إن كانت "كي" الجارّة. وقد اشتركت الدلالات الفرعية
للحروف في الجدول السابق في دلالة الاستعلاء.
ج- الحروف الثلاثية
وهي: إلى، على، ربّ، حتّى
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
إلى
|
انتهاء الغاية
|
المصاحبة
|
المعية
|
||
ابتداء الغاية
|
||
الإلصاق
|
||
التبيين
|
||
على
|
الاستعلاء
|
المصاحبة
|
الظرفية
|
||
ابتداء الغاية
|
||
الإلصاق
|
||
الأجلية
|
||
ربّ
|
التقليل
|
|
التكثير
|
||
المباهاة و الافتخار
|
||
منذ ومذ
|
||
عدا
|
ø الاستثناء
|
ø
|
خلا
|
ø الاستثناء
|
ø
|
متى
|
ابتداء الغاية
|
وسط
|
بَلْهَ
|
ابتداء الغاية
|
ø
|
لقد أورد أبو
حيان الاندلسي اختلاف النحاة في "على"، إذ اعتبرها البصريون حرف جرّ. وذهب
ابن الطراوة وابن طاهر وابن خروف وأبو علي الرندي (ت569هـ) وأبو الحاج (ت625هـ)
إلى أنّها اسم معتبرين أن ذلك هو رأي سيبويه. واورد أبو حيان اختلاف النحاة في
معنى "ربّ" وانتمائها دون أن يفصّل أو يعدد دلالاتها. فقد اعتبرها البصريون
حرف جرّ في حين أن الكوفيين وابن الطراوة اعتبروها اسما. أما دلالتها فيرى
البصريون أنها للتقليل ويرى الخليل أنّها للتكثير، ويذهب الكوفبون والفارسي في
كتاب "الحروف" إلى أنها للتقليل والتكثير. وذهب بعضهم إلى انّها للتكثير
في موضع المباهاة والافتخار. وذهب البعض إلى أنّها لم توضع للتقليل ولا للتكثير
وأن ذلك مستفاد من سياق الكلام وهو رأي أبي حيان.
لقد اكتفى أبو
حيان في "منذ" و"مذ" بالقول إنهما حرفان إذا جرّتا حسب
الجمهور ولم يذكر لهما معنى ولا تمثيلا، وكذلك فعل أثناء الحديث عن عدا وخلا إذ اقتصر الكلام فيهما على أنّهما صحّ الجرّ
بهما في كلام العرب. وأمّا متى فتكون بمعنى "من" ونسب بعض النحاة ذلك
لهذيل حسب ابن مالك ومثّل لذلك بـ"أخرجها متى كُمِّه": أي من كمِّه.
وذكر البعض أنّها تكون بمعنى "وَسَطَ" فتجرّ ما بعدها نحو "وضعها
متى كمّه" أي وسط كمّه. وفي أثناء حديثه عن "بَلْهَ" اعتبر أنّ
الجر بها مجمع على سماعه من لسان العرب، نحو "بَلْهَ الأُكفّ كأنّها لَمْ
تُخْلَقِ". وذهب الاخفش إلى أنّها حرف جرّ بمعنى "من".
د- الحروف الرباعية
وهي حتّى، وحاشا، وأيمُنُ، لعلّ، ولولا
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
حتى
|
انتهاء الغاية
|
الإشراك نحو: ضربت القوم حتى زيدٍ
|
أيمُنُ
|
ø
|
ø
|
لعلّ
|
ø
|
ø
|
لولا
|
ø
|
ø
|
لقد عدّد ابو
حيان الاندلسي أحكام "حتّى" أو أصنافها إذْ لها حكم في العطف، وحكم إذا
انتصب الفعل بعدها وحكم إذا جاء بعدها المبتدأ والخبر، وحكم في الجرّ. وهذا الامر
يجري على عدد كبير من حروف المعاني ولكنّ حتى مشهورة في هذا المجال، فيقال إنّ
سبويه مات وفي نسه شيء من حتى. فذهب البصريون أنّه بنفسها حرف جرّ، وجعل الفراء
الجرّ بها نيابة عن "إلى" كواو القسم وواو ربّ بدل الباء. وقد تظهر
بعدها "إلى" في بعض الأحيان نحو "جاء الخبر حتّى إلينا". وقد
تكون حتى حرف ابتداء، نحو ضربت القومَ حتّى زيدٌ مضروب، وقد لا تأتي بمعنى الغاية
نحو "العجبُ حتّى الخزٌّ يَلْبِسُ زَيْداً". وترد عاطفة على الرغم من
أنه "لغة ضعيفة" في حتى إلا أنه يتعيّن إذا اقترنت به قرينة تدل عليه
نحو: ضربت القوم حتى زيدا أيضا. ولا يُجيز البصريون هنا رفع زيد على الابتداء وحذف
الخبر، خلافا للكوفيين. ويبدو أنّ النحاة قد اتفقوا على أنّ "حتى" لا
يعطف بها إلاّ في موض الجرّ والعكس غير لازم. (الارتشاف، ج4: 1752-1757)
لقد اعتبر
الرماني أنّ "أَيْمُن" حرف جرّ خلافا للجمهور، إذ اعتبرها سيبويه اسما
مفردا وأَلِفُهُ أَلِفُ وصل. واعتبرها الفراء جمع يمين والهمزة قطعية. ولم يذكر
أبو حيان مثالا في هذا المجال. وفي ما يتعلق بالجرّ بلعلّ لم يورد أبو حيان اي
معلومة أيضا وإنما أحال إلى باب إنّ واخواتها ولكنه لم يذكر فيه حكم الجر بلعل لأسباب
نجهلها.
أجاز البصريون
أن ياتي بعد "لولا" ضمير الجرّ، وانكره المبرّد. وأشار الأندلسي في ذلك
إلى ما ذكره استاذه أبو علي إذ اعتبر هذا الأخير أن "أئمة الكوفيين والبصريين
كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء" قد اتفقو على رواية "لولاك" عن
العرب" وبالتالي فإن إنكار المبرّد للأمر "هذيان" على حدّ عبارة
أبي حيان؛ ومن هنا اعتبرت جارّة باعتبار أنّ مذهب سيبويه جعل الضمير في
"لولاك" مجرور الموضع؛ وخالف ذلك الاخفش والكوفيون باعتبار الضمير مرفوع
الموضع. (الارتشاف، ج4: 1756-1757).
2. 1- حروف القسم والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
القسم هو جملة إنشائية يؤكد بها جملة أخرى خبرية نحو
قوله تعالى: "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ" (الأنعام: 109)، (النحل: 38)، (النور: س24/ 53)، (فاطر: 42)، وحروف القسم هي: الباء، الواو، مُ، اللام،
همزة القطع، وهمزة الإستفهام، مُن، أيمُن، ها:
أ- حروف القسم الأحادية: الباء، الواو، مُ، اللام، همزة
القطع، وهمزة الإستفهام.
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
الباء
|
ø الإلصاق
|
ø
|
الواو
|
ø الجمع
|
ø
|
التاء
|
ø الجمع
|
ø
|
مُ
|
ø الوصل
|
ø ، نحو: مُ الله لأفعلنّ
|
همزة القطع
|
ø الوصل
|
ø ، فأ الله ليخرجنّ
|
همزة الاستفهام
|
ø الاستفهام
|
ø ، آالله لأفعلنّ
|
لام الوصل
|
ø الوصل
|
التعويض نحو: أفأ الله ليخرجنّ
|
الألف واللام
|
ø الوصل
|
التعويض نحو: فا آالله ليخرجن
|
ب- حروف القسم الثنائيةّ: مُن
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
مُن
|
ø الوصل
|
ø
|
ها
|
ø التنبيه
|
التعويض
|
ج- حروف القسم الرباعية: أَيْمُن
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أَيْمُن
|
ø الوصل
|
ø
|
أشار أبو حيان
الأندلسي إلى اختلاف النحاة حول حروف القسم دون أن يبيّن تمايزها، واكتفى بذكره
حروف القسم في مذهب الزجاج معتبرا أنّ ذلك مخالف لإجماع البصريين والكوفيين. وهذه
الحروف حسب الزجاج هي: الباء، والواو، والتاء، واللام، ومُن، وأَيْمُن. وقد ذكر في
باب الجر: مُ، وهمزة القطع، وهمزة الاستفهام. وقد أورد أغلب هذه الحروف في جدول
حروف الجر ولذلك نحيل عليه تفاديا للتكرار باعتبار أننا لن نذكر إلاّ ما أضاف في
هذا الباب أي باب القسم (الارتشاف، ج4: 1765). ولم يذكر أبو حيان الاندلسي أي معنى
لحروف القسم وربما يعود ذلك إلى ذكر بعضها في حروف الجر او أنها لا معنى لها أو
أنّ "دخولها كخروجها" لضعف قوة التأثير فيها عاملة كانت أو هاملة للعمل
الإعرابي، أو أنّه لا معنى لها فرعي في حكم القسم. ولذلك كثرت علامة الشغور في
الجدول مع العلم أنه لو اتبعنا الأندلسي لجاءت كلّ المعاني شاغرة ولكن المعاني
النحوية أو الوظائف النحوية للحرف أملت علينا وضع هذه الدلالات المذكورة.
تتميز الباء
بجواز حذفها في القسم، وإذا حُذف الفعل معها جاز نصب المقسم به ورفعه؛ من ذلك
تفسيرهم للمثال: "فقالت يمينَ اللهِ مالك حيلةٌ[5]
بنصب "يمين الله"، فالرفع على أنّ التقدير: قَسَمِي يَمِينُ اللهِ،
والنصب من جهة أنّه لما حُذف الحرف وصل إليه عمل فعل القسم المضمر بدليل قرينة
النصب إذ حذف وبقي أثره شاهدا عليه. وتتميز التاء بانحصارها في الدخول على اسم
الله تعالى، وهي كثيرة في القرآن الكريم، وهناك إجماع على أنها بدل من الواو في
القسم. فالواو أصل في القسم، وليست بدلا من الباء فيه[6].
تدخل على كل مضارع ظاهر يَحْسُنُ الحَليف به. وهي تجرّ بنفسها عند الكوفيين،
والمبرّد ومن وافقه. ولا يصرّح بفعل القسم معها، والتاء واللام على غرار ذلك نحو
تالله ما أكرم زيدا، لله ما أكرم زيدا. (ن. م: ن. ص)
وفي ما يتعلّق
بـ"أَيْمُن" ذهب سيبويه إلى أنّها اسم مفرد. وذهب الفراء إلى أنّها جمع
يمين. وذهب الرماني والزجاجي إلى أنّها حرف جرّ، لكنه لم يذكر معنى، لا
لـ"أيمن" ولا لـ "مُن" التي قد تكون مولدة من
"أيمُن" حذف منها الألف والياء. ويرى أبو حيان الأندلسي أنّ
"مُ" حرف أحادي بسيط يدخل على اسم الله تعالى نحو: م الله لافعلن، وليست
بدلا من واو القسم ولا أصلها "مُن" ولا أصلها أيمن حذف منها حتى بقيت
الميم خلافا لزاعمي ذلك" (الارتشاف، ج4: 1717). ومن معوضات القسم ما أطلق
عليه أبي حيان حروف التعويض وهي "ها"، و"لام الوصل"،
و"الالف واللام"، وهي لا تدخل إلا على اسم الله فتجره نيابة عن الحرف
الجار، فلا يجوز معها سوى الجر.
3. 1- الحروف الناسخة والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
الحروف
الناسخة هي إنّ، أنّ، لكنّ، كأنّ، ليت، لعلّ. يُنصب الإسم بعدها ويُرفع الخبر حسب البصريين.
وذهب الكوفيون وأتباعهم مثل السهيلي إلى أنّها تنصب المبتدأ فقط والخبر باق على
حاله الذي كان عليه قبل دخولها. وهذه الحروف بسيطة (ثلاثية، ورباعية، وخماسية)، عدا
كأنّ.
أـ الحروف
البسيطة
1- الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
إنّ
|
التأكيد
|
تقدير القسم
|
الجواب "نعم"
|
||
ليت
|
التمني
|
الترجي[7]
|
"إنّ": حرف ثلاثي بسيط يدخل على الجملة الإسمية فينصب المبتدأ
ويرفع الخبر أو يبقيه على حاله. شبّه بالفعل لعلل كثيرة ذكرها خاض فيها النحاة
واشبعوها تحليلا (الإيضاح: 64-66). وذكر له أبو حيان معنى واحدا هو التوكيد وسمي
حسب النحاة بأم الباب وكانّه أصل وباقي الحروف فروع ولذلك تسمى النواسخ الحرفية
عادة بباب إنّ واخواتها.
"أنّ": حرف ثلاثي بسيط تتنازعه الحروف الناسخة والموصولات
الحرفية، لا يتصدّر الجملة خلافا لـ"إنّ"؛ ينصب المبتدأ في تصنيفه من
أخوات "إنّ"، وغير عامل بالنسبة إلى كونه موصولا حرفيا، إذ يرد المبتدأ
بعده مرفوعا ويكون مع خبره مركّبا إسناديا صلة للموصول. ذكر له أبو حيان معنى
وحيدا هو التوكيد.
ليت حرف ثلاثي بسيط ويقال (لتّ) بإبدال الياء تاء
وإضغامها في التاء. لم يفصل أبو حيان القول فيه على غرار الكثير من الحروف بل
اقتصر على معنى واحدا او معنيين متقاربين وهما التمني والترجي. وجعل التمني في
المستحيل نحو: ليت الشباب عائد، وأيضا في الممكن نحو: ليت زيدا قادم، ونفاه في
الواجب فلا يقال: ليت غدا يجئ. وقد أشار أبو حيان الاندلسي إلى اختلاف النحاة حول
اخبار هذه الحروف يقول "والمشهور رفع أخبار هذه الحروف، وذهب ابن سلام في
طبقات الشعراء وجماعة من المتأخرين إلى جواز نصبه ... في ليت ... وكأنّ ولعلّ[8]
... وسُمع ذلك في خبر أنّ وكأنّ ... حتى عمل المولدون به" (الإرتشاف، ج3:
1242)
2- الرباعية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لعلّ
|
الترجي
|
الاشفاق
|
التوقّع
|
||
الإمكان
|
||
التعليل
|
||
الاستفهام
|
||
الشك
|
تتميّز لعلّ بأنّها لا تدخل إلاّ على الممكن
وعدّد لها معاني كثيرة الإشفاق والتوقع والإمكان والتعليل والاستفهام والشك رفضها
البصريون بل يعتبرونها اخطاء؛ كما تتميّز بأنّها لا تدخل إلاّ على الممكن، فلا يقال:
لعل الشباب يعود يوما. وقد اختلف النحاة في لام "لعلّ" الاولى فجعلها
الكوفيون أصلية وجعلها البعض زائدة للتكثير وجعلها بعضهم لام الابتداء.
3- الخماسية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لكنّ
|
الاستدراك
|
التأكيد
|
التأكيد والتحقيق: نحو ما قام زيدٌ لكنّ عمرا قاعد
|
"لكنّ". حرف خماسي بسيط يقع – حسب الاندلسي- بين النقيضين او
الضدين لا بين المتخالفين. أما عند الفراء فحرف مركّب من لكنّ وانّ وعند الكوفيين
مركّب من لا وانّ والكاف. جعل له صاحبنا معنى واحدا هو الإشتراك وقال التوكيد
والإشتراك.
ب- الحروف
المركّبة
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
كأنّ
|
التشبيه
|
التحقيق
|
الشك: إذا كان الخبر صفة أو فعلا أو جملة أو ظرفا، نحو: كأنك بالشتاء
مقبل
|
||
التقريب
|
||
التشبيه
|
||
الإنكار
|
ويعلّق أبو حيان على "كأنّ" نافيا التعدد
المعنوي معتبرا أنّها لا تفارق التشبيه (الارتشاف، ج3: 1239). وقد تمّ الاختلاف في
بساطتها وتركيبها. فذهب سيبويه وجمهور البصريين والفراء إلى أنّها مركّبة من
"الكاف" و"أنّ" وقال بعض البصريين أنّ ذلك خطأ والأولى أنْ
تكون حرفا بسيطا. وإذا لحقت "ما" غير الموصولة هذه الحروف المذكورة،
ارتفع ما بعدها ابتداء وكفّتها عن العمل وجاز ان تليها الجملة الفعلية فتكون
"ما" مهيّئة وموطئة نحو قوله تعلى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (فاطر: 27)، وقوله أيضا: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا" (المؤمنون: 115) ويقول امرؤ القيس:
وَلَكِنَّمَا أَسْعَى
لِمَجْدٍ مُؤَثَّـــــــلٍ وَقَدْ
يُدْرِكُ الْمَجْدَ الْمُؤَثَّلَ أَمْثَالِي
4. 1-
حروف النداء والاستغاثة والتعجّب والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية:
النداء لغة الدعاء واصطلاحا الدعاء بحروف مخصوصة
(الارتشاف، ج4: 2179). وحروف النداء هي: أ، آ، أيْ، أيّا، هيّا، وا، يا. وقد اختلف
فيها النحاة، "فَرَأْيُ الجمهور أنّها حروف وذهب بعض النحاة إلى أنّها أسماء
أفعال تحمل ضميرا مستكنا فيها". وحروف النداء هي حروف الاستغاثة والتعجّب
أيضا فما "صح أن يكون منادى صحّ ان يكون مستغاثا ومتعجبا منه" (الإرتشاف:
ج4: 2211). وبعض هذه الحروف المذكورة ينتمي إلى حروف الندبة مثل: "يا".
وفي نطاق الدلالات اقتصر أبو حيان على ربط الحروف المذكورة بمعانيها النحوية.
والنداء كما يرى الاندلسي إنشاء، وإنّ كان بالصفة فهو خبر نحو: يا فاسق. "والمنادى
منصوب لفظا أو تقديرا إلاّ إذا كان مستغاثا أو متعجّبا منه، فيدخل عليه لام الجرّ،
وناصبه عند الجمهور فعل مضمر بعد الاداة تقديره أنادي أو أدعو،[...] وقيل الناصب
الأداة وهي اسم فعل وقيل الحرف نفسه وقيل الحرف نيابة عن الفعل وهو مذهب سيبويه.
(الإرتشاف، ج4: 2179). وحروف النداء، أحادية وثنائية وثلاثية ورباعية:
أ- الحروف الأحادية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أ
|
ø النداء
|
القريب
|
الاستغاثة
|
||
الندبة
|
||
ø التعجّب
|
||
آ
|
ø النداء
|
القريب
|
ø البعيد
|
||
ø الاستغاثة
|
||
ø الندبة
|
ب- الحروف
الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
يا
|
ø النداء
|
القريب
|
ø البعيد
|
||
الاستغاثة
|
||
ø التعجّب
|
||
أيْ
|
ø النداء
|
القريب
|
وا
|
ø النداء
|
الاستغاثة
|
الندبة
|
ج- الحروف
الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
آيْ[9]
|
ø النداء
|
ø البعيد
|
أيا
|
ø النداء
|
ø البعيد
|
د- الحروف
الرباعية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
هيّا
|
ø النداء
|
ø البعيد
|
تراوحت هذه
الحروف البسيطة بين الأحادي (أ) والثنائي (آ، وا، أي، يا) والثلاثي (أيا، آي)
والرباعي (هيا). ويبدو أنّ أبا حيان لم يذكر أي معنى لـ"آي"
و"أيا" و"هيا" على غرار حروف كثيرة وردت في الإرتشاف دون ذكر
معانيها إلا أنّنا بحكم انتمائها لجدول حرفي معين آثرنا أنّ نخلع عليها المعاني
السارية على الجدول بناء على بعض الآراء النحوية.
تستعمل الهمزة في النداء للقريب. فقد ذكر
سيبويه رواية عن العرب أنّ الهمزة للقريب وما سواها للبعيد" (الارتشاف، ج4:
2179)، وتستعمل للاستغاثة في سياق البكاء على الميت وعندها يعتبر من حروف الندبة.
والندبة كما يرى أبو حيان الاندلسي مصدر من ندب الميّت إذا تفجّع عليه.
2-
الحروف العاملة في الفعل
1. 2- نواصب الفعل المضارع والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
نواصب الفعل المضارع هي "أنْ، لنْ، كيْ، إذنْ، لام كي، لام الجحود،
حتّى، الفاء، الواو، أو ثُمّ) وتنقسم إلى: بسيطة، (أحادية، وثنائية، وثلاثية،
رباعية)، ومركّبة.
أ- الحروف البسيطة
1- الأحادية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
الواو
|
الجمع
|
النفي المحض، نحو قوله تعالى: "وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا
مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" (آل عمران: 142)
|
الإبهام، نحو: يا ليتني كنت معهم فأفوز
|
||
التفريع
|
||
العرض
|
||
التحضيض
|
||
الدعاء
|
||
التمني
|
||
الفاء
|
السبب[10]
|
لغير السبب
|
التفريع
|
||
العرض[11]، نحو: ألا تقع الماء
فتسبح
|
||
التحضيض، نحو هلا أمرت فتطاع
|
||
الدعاء، نحو قوله تعالى: "لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ
فَأَصَّدَّقَ"
(المنافقون: 9)
|
||
التمني، نحو: يا ليتني كنت معهم فأفوز
|
||
لام كي
|
السبب
|
التوكيد، وقد أورد الاندلسي هذه الدلالة
تحت اسم معنى "أن". ومثل بقوله تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا" (التوبة: 32)
|
العاقبة نحو قوله تعالى: "فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ
عَدُوًّا وَحَزَنًا" (القصص: 30)
|
||
لام الجحود
|
النفي
|
مقابلة السين[12]
|
2- الثناية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أنْ
|
التوكيد
|
التفسير
|
دلالة إذ مع الفعل الماضي، نحو: قوله تعالى
"بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ" (قاف: 2)
|
||
الحزم، فقد اورد الاندلسي هذه الدلالة تحت اسم
معنى "ليلا"، نحو: ربطت الفرس أن تفلت
|
||
النفي، قال تعالى: "أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ" (آل عمران: 73)
|
||
المجازاة نحو: أتغضب أن أذنا قتيبة حزتا.
|
||
كي[13]
|
السبب
|
الأجلية
|
الغاية
|
||
أو[14]
|
ø التخيير
|
3-
الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
ثم
|
ø الترتيب
|
4-
الرباعية
ب- الحروف المركبة
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لن
|
نفي المساقبل أو غير الواجب
|
نفي الاستقبال بالتأبيد
|
نفي الاستقبال دون تأبيد
|
||
تأكيد ما تعطيه
|
||
نفي ما قرب[17]
|
||
إذن
|
الربط
|
الجواب
|
الجواب والجزاء
|
||
إنشاء الارتباط والشرط، نحو: إن تأتيني إذن
آتيك
|
||
التأكيد
|
يرى أبو حيان
الأندلسي أنّ (أنْ) حرف ثنائي الموضع إظهارا وإضمارا، بسيط يوصل بالماضي نحو:
أعجبني أنْ قام زيد. ويُخلص المضارع إلى المستقبل ويُؤثّر فيه النصب، نحو: يعجبني
أنْ تخرجَ. وحسب سيبويه يمكن أن يوصل بالأمر نحو، كتبت إليه بأنْ قُمْ، وبالنهي نحو : كتبت إليه بأنْ لا تفعل. ويبدو أنّها
تنقسم إلى قسمين حسب ما قبلها دو أنْ ننسى أنْ الموصولية: فإن كان ما قبلها فعل تحقيق،
نحو عَلِمَ وتيقّن وتحقّق؛ تكون في الغالب أنْ المُخَفّفة من الثقيلة. وإن تقدمها
فعل من أفعال اليقين أو الترجيح جاز أن يليه القسمان أي "أنْ" الناصبة
للمضارع وأنْ المخففة. وإذا لم يتقدمها أيّ من أفعال التحقيق واليقين والتجريح جاز
كذلك ورود القسمين عند بعض النحاة. (الإرتشاف، ج4: 1640). ومن أدلّة تعدّد أقسام
"أنْ" رغم أن فصحاء العرب ينصبون بها الفعل، فقد وجد قوم يرفعون بها
وقوم آخرون يجزمون بها. (الإرتشاف، ج4: 1642). وقد رفض
أبو حيان معنى النفي والمجازاة في (أنْ)، فحسبه لا تكون ان للمجازاة خلافا للأصمعي
والكوفيين .... ولا تكون نفيا خلافا لبعضهم. أما "إذن" فقد أشار
الأندلسي إلى أنّها حرف مركّب من "إذ" و"إنْ" حسب ما نقل
سيبويه عن الخليل، وذهب الكوفيون إلى أنها ظرف. وفي "لام كي" ذكر أنّها حرف جرّ عند البصريين، ويجيزون أنْ
تأتي بعدها "أنْ" أو"كيْ". وذهب الكوفيون إلى أنّها ناصبة
بنفسها كما قالوا في "لام الجحود" التي تنصب بإضمار "أنْ"
بعدها وجوبا حسب البصريين، ولقيامها مقامها عند ثعلب. وفي جميع الحالات يشترط فيها
أن "يكون قبلها كون ماض لفظا أو معنى، وناقص منفي بـ"ما" أو بـ"لَمْ"،
نحو قوله تعالى: "مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ" (آل عمران: 179)، ولم يكن زيد ليذهبَ.
و"لام
كي" لا تبتعد حسسب أبي حيان عن سابقتها فقد سميت بـ"لام كي"
"لأنها للسبب" (الإرتشاف، ج4: 1659). فهي حسب البصريين حرف جر يجوز أن
تأتي بعده "أنْ" أو "كيْ". وذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة بنفسها.
وأضاف ثعلب بأنها تقوم مقام "أنْ". أما "الواو"
و"الفاء" فيعتبر البصريون أنّ النصب بعدهما بإضمار أن وجوبا لأنهما حرفا
عطف. وذهب الكسائي والجرمي إلى أنّ النصب بهما أنفسهما، وذهب الفراء وبعض الكوفيين
إلى أن النصب بالخلاف.
لقد ترك ابو
حيان الأندلسي بعض هذه الحروف دون أن يفصّل القول فيها مكتفيا بذكر ورودها في
التركيب وخلاف النحات حول سماتها التمييزية، فلم يذكر أي معنى لـ"ثمّ"
و"أو". وذكر معنى وحيدا لبعض الحروف مثل "كيْ" و"لام
الجحود". وقد أشار إلى أنّ "لَنْ" حرف مركّب حسب الخليل والكسائي
من "لا" و"أنْ"؛ واعتبرها الفراء "لا النافية" أبدل
من ألفها نون. وفي ما يتعلّق بدلالتها، يرى أنّ سيبويه اعتبرها لنفي المستقبل.
ويرى بعض النحاة أنه لا يمتدّ نفي الفعل بعدها كما يمتد بعد "لا". أما
"كي" يرى سيبويه أنّها تنصب الفعل المضارع بنفسها. ويرى الخليل والاخفش
أنّ النصب بـ"أنْ" مضمرة بعدها. ويذهب الكوفيون إلى أنّها مختصّة بالفعل
وبالتالي لا يمكنها الجر، ويرى البعض أنّها مختصة بالإسم فلا تكون ناصبة، إذ
اعتبرها سيبويه وأكثر النحاة جارّة بمعنى اللام إضافة إلى نصبها للفعل المضارع.
ويرى ابن ملك أنّ النصب بها وحدها إن كانت الموصولية، وبأن بعدها غالبا إن كانت
الجارّة. ومذهب البصريين على العموم أنّ "أنْ" مضمرة بعدها وجوبا. وقد
جعلوها للتأكيد خاصة إذا كانت الجارّة.
وقد اعتبر الأندلسي
حتى حرف جر حسب سيبويه وأنّ النصب بعدها يكون بإضمار أنْ. وذهب الكسائي إلى أنّها
ناصبة بنفسها، وإذا جاء الإسم بعدها مجرورا فبإضمار"إلى". وذهب الكوفيون
إلى أنّها ناصبة بنفسها كـ"أنْ"، جارة بنفسها لشبهها بـ"إلى".
وأجاز القائلون بنصبها بنفسها إضمار "أنْ" بعدها توكيدا نحو:
"لأسيرنّ حتى أن أصبح القادسية".
2. 2- حروف الجزم والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
يرى أبو حيان
الأندلسي أنّ أدوات الجزم أسماء وحروف؛ والحروف هي: لام الطلب و"لا الطلبية"
و"لم" و"لما"؛ وتنقسم إلى بسيطة ومركّبة.
أ- الحروف
البسيطة
1-
الأحادية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لام الطلب أو لام الأمر
|
الأمر
|
الدعاء
|
تخليص المضارع للاستقبال
|
||
الإذن
|
||
التهديد
|
||
التعجيز
|
||
التأديب
|
||
التسخير
|
||
الاستهزاء
|
||
التكوين
|
2-
الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لا الطلبية
|
الطلب
|
النهي
|
الدعاء
|
||
تخليص المضارع للاستقبال
|
||
الإذن
|
||
التهديد
|
||
التعجيز
|
||
التأديب
|
||
التسخير
|
||
الاستهزاء
|
||
التكوين
|
||
لم
|
مطلق النفي
|
صرف لفظ الماضي إلى المضارع دون لفظه
|
صرف معنى المضرع إلى الماضي دون لفظه
|
||
النفي المنقطع عن زمان الحال، نحو قوله تعالى: "لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا" (الإنسان: 1)
|
||
النفي المتصل بزمان الحال، نحو قوله تعالى: "وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا" (مريم: 3)
|
||
نفي الحال، إذا وضعت موضع "ما"
|
||
التذكير نحو قوله تعالى: "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى" (الضحى: 6)
|
||
التهديد والتخويف نحو قوله تعالى: "أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ" (المرسلات: 16)
|
||
الإبطاء، نحو قوله تعالى: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ"
(الحديد: 16)
|
||
التنبيه، نحو قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً" (فاطر: 27)
|
||
التعجّب، نحو قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا
غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" (المجادلة:
14)
|
||
التعجّب، نحو قوله تعالى: " أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ
تَذَكَّرَ" (فاطر: 37)
|
ب-
الحروف المركبة
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لمّا
|
النفي المتصل
|
وجوب الاتصال للنفي بزمان الحال نحو: لمّا يقم زيد
|
صرف لفظ الماضي إلى المضارع دون لفظه
|
||
صرف معنى المضرع إلى الماضي دون لفظه
|
||
نفي الماضي المتصل بزمان الحال
|
||
نفي الماضي القريب من زمان الحال
|
تراوحت هذه
الحروف حسب أبي حيان الاندلسي بين البسيطة والمركّبة. فجاءت "لام الطلب"
أو "لام الأمر" و"لا الطلبية" في معان تكاد تكون متطابقة في
دلالاتها الأصلية والفرعية حتى أنّه يتحدث عنهما في نفس الوقت مما يدلّ على
تشاركهما في المعنى فـ"اللام، ولا الطلبيتان يخلّصان المضارع للاستقبال"
(الارنشاف، ج4: 1858). ويدعم ذلك رأي بعض النحاة القائل بأنّ "لا
الطلبية" مركبة من "لام الطلب" زِيدَ إليها "ألف" رغم أنّ
أبا حيان يخالف ذلك معتبرا أنّها أصلية. وذهب السهيلي إلى أبعد من ذالك معتبرا انّها
"لا النافية" وأنّ الجزم بعدها بلام الأمر مضمرة قبلها، حذفت كراهة
اجتماع لامين في اللفظ" (ن. م: 1857-1858).
فقد اشترك
الحرفان في معاني صيغة الطلب على سبيل المجاز، مثل الإذن، والتهديد، والتعجيز،
والتأديب، والتسخير، والاستهزاء، والتكوين؛ بالإضافة إلى معنى النفي والدعاء. وقد تحدث الاندلسي عن
"لم" ولم" في نفس الوقت معتبر أنّ "لما" "مركبة من
"لم" و"ما" عند الاكثرين" (ن. م: 1859)، وقد اشتركتا عند
سيبويه في صرف لفظ الماضي إلى المضارع دون معناه. وعند المبرّد في صرف معنى
المضارع إلى الماضي دون لفظه. والفرق بينهما هو انفراد "لم" بمصاحبة
ادوات الشرط، وكونها دالة على مطلق النفي خلافا لـ"لمّا التي تنفرد هي الاخرى
بوجوب اتصال النفي بزمان الحال نحو "لمّا يقم زيدٌ"، ولذلك لا يحسن عند
النحاة، "لما يقم زيد ، ثم قام" بل "لمّا يقم زيد، وقد
يقوم".وقد اختلف النحاة حول الحرفين من جهة نفي الماضي إذ اعتبر البعض أنّ
"لم" لنفي الماضي المنقطع و"لمّا" لنفيه متصلا بزمان الحال
وهو المعنى المنسوب إليهما أصالة. وتنفرد لما بجواز حذف معمولها مع وجود قرينة
تحدّده، نحو: قاربت المدينة، ولمّا "، تريد "ولمّا أدخلها". وهذا
المثال حسب أبي حيان "هو أحسن ما يخرّج عليه قراءة من قرأ قوله تعالى: "وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا" (هود: 11/ 111) خرّجتَه على حذف الفعل
المجزوم لدلالة قوله تعالى: "لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ" (ن. س: ن. آ) أي لمّا ينقُصُ من عمله ...
ثمّ وجدت تخريجة على حذف الفعل لمحمد بن مسعود الغزني قال في كتابه البديع:
"لما قد يحذف فعله لقيام الدليل نحو: جئتُ ولمّا، أيْ ولمّا تجئ، قال الله
تعالى: "وَإِنَّ
كُلًّا لَمَّا" "أيْ لمّا يوفوا" ثمّ استأنف فقال: "لَيُوَفِّيَنَّهُمْ" فحذف "يوفوا" لدلالة ما قبله عليه؛ لأنّ قبله "وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ" (هود: 11/ 110) وإنّما جاز حذف فعله؛
لأنّه يقوم بنفسه بسبب أنّه مركّب من "لمْ" و"ما"، وكأنّ
"ما" عَوَضٌ من المحذوف". (الارتشاف: ج4: 1860). وقد اجازوا ذلك في
"لم" في الشعر. ولم تنج "لمّا" من هذا الخلاف الجيهي. فمنهم
من يعتبرها لنفي الماضي المتصل بزمان الحال، وبعضهم يقول لنفي الماضي القريب من
زمان الحال" (ن. م: 1859).
3. 2- حروف الشرط
حروف الشرط هي "إنْ" و"إذْ ما" حسب
سيبويه وابي حيان وهي بسيطة بأكملها وتنقسم إلى (ثنائية ورباعية).
أ-
الأحادية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
إنْ
|
ø الشرط والجزاء
|
ø
|
ب- الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
إذْ ما
|
ø الشرط والجزاء
|
ø
|
أدوات الشرط كلم وضعت لتعليق جملة بجملة، تكون الأولى
سببا والثانية مسببا ولذلك لا تكون إلاّ في المستقبل عند جمهور أصحاب أبي حيان
الأندلسي. وهي أسماء وحروف: والحروف هي "إنْ" و"إذْ ما" في
مذهب سيبويه خلافا للمبرّد وابن السرّاج والفارسي إذْ اعتبروا أنّ "إذْ مَا"
إسم ظرف زمان. (الإرتشاف، ج4: 1862). لم يذكر أبو حيان الأندلسي معاني للحرفين
لذلك اعتمدنا على تصنيفهما النحوي دلالة أصلية وبقيت الدلالة الفرعية خالية في
الحرفين. وقد اكتفى الأندلسي بأن "إنْ" إنّما تدخل على المشكوك أو
المعلوم المبهم زمانه كقوله تعالى: " أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" (الأنبياء: 34). وهي أم الباب في الشرط
للزومها هذا المعنى وعدم خروجها عنه كما ذكر ابن يعيش (شرح المفصل، ج8: 156)
توسع النحاة
في "إنْ" إذ فصلوا بينها وبين مجزومها بالاسم نحو: "إن الله أمكنني
من فلان فعلت". وقد يتم الاقتصار عليها خلافا لـ"إذْ ما" نحو:
"صلّ خلف فلان وإنْ" أي وإن كان فاسقا. وتدخل على الجملتين فتجعلهما
بمثابة الجملة الواحدة نحو "إن تأتني آتيك" و الأصل "تأتني
آتيك" ولكنّ "إنْ" أدمجتهما بحيث لم يعد من الممكن إسقاط إحداهما
على غرار المبتدأ الذي لا بد له من الخبر حسب ابن يعيش في قسم حرفا الشرط وهما
عنده "إن" و"لو[18]"
خلافا لسيبويه وأبي حيان الأندلسي.
II- الحروف غير العاملة والدلالة
الأصلية والدلالة الفرعية
الحروف غير
العاملة هي التي تمثل جسورا أو امتدادا للعلاقات الإعرابية، كحروف العطف أو
التفسير التي تحصر المركّب العطفي مهما كان كمّه في محلّ إعرابي واحد. وتشكّل هذه
الحروف أيضا حواجز أو موانع إعرابية تكفّ او تعطّل العمل الإعرابي مثل
"ما" التي سُمّيت بالكافّة نحو قوله تعالى: "قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا
أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ" (الملك: 26). وإذا كانت الحروف العاملة تُدخِل معاني
إعرابية دلالية جديدة على التركيب النحوي كما أشرنا، فإنّ الحروف غير غير العاملة
تدخل هي بدورها معاني جديدة مثل معاني التفسير والتقرير وذلك ما سنبيّنه في
النتائج.
1- حروف العطف
نقصد بالحروف
غير العاملة تلك الحروف التي لا يؤثّر دخولها على الجملة من الناحية الإعرابية، إذ
لا تخلق محلا للرفع أو للنصب أو للجرّ على الرغم من انّها المعاني الاولية الجامعة
والمحيطة بالوظائف النحوية الإسمية، وإنما تخلق حسب النظرية النحوية المحل
الإعرابي أو الموقع الإعرابي أو الموضع الإعرابي وهي مفاهيم ظهرت عند سيبوية وغيره
من النحاة وخاصة مفهوم الموضع الإعرابي الذي بيّنه العكبري وهو يتحدث عن دور
البناء في تحديد موقع الفاعلية أو موضعها. فاعتبر أنّ البناء "لا يعرف المعنى[19]
فيه من اللفظ، وإنّما يعرف بجهة أخرى[20]؛
ألا ترى أنّك إذا قلت: ضرب موسى عيسى، لم يفهم من اللفظ الفاعللُ من المفعول
وإنّما ميّزوا بينهما بأنْ الزموا الفاعل التقديم، وهذا أمر خارج عن اللفظ،
والإعراب إما هذا اللفظ أو مدلول اللفظ، ولو قال كسر موسى العصا فُهِم الفاعلُ من
المفعول من المعنى، إذ قد ثبت أنّ المراد بـ "موسى" الكاسر
وبـ"العصا" المكسور. وهذا أيضا خارج عن أدلّة الألفاظ، إلاّ أنّه مع
خروجه عن دليل اللفظ يقدّر الإعراب عليه تقديرا، والتقدير إعطاء المعدوم حكم
الموجود" (مسائل خلافية في النحو: 81-82)
ومن بين هذه
الحروف غير العاملة اعتمد أبو حيان الاندلسي في الإرتشاف ما أطلق عليه عطف النسق
حسب الكوفيين واسماه سيبويه باب الشركة. وحروف العطف بقسميها المتفق عليه والمختلف
فيه فالمتفق عليه "الواو"، و"الفاء"، و"ثُمّ"،
و"أو"، و"بل"، و"لا"؛ والمختلف فيه: "لكن"،
و"أمّا"،و"إلاّ"، و"ليس"، و"حتّى"،
و"أمْ"، و"لَوْلا"، و"هلاّ".
أ- الحروف
المتفق عليها، وتنقسم إلى أحادية، وثنائية، وثلاثية:
1-
الأحادية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
الواو
|
الجمع
|
الإشراك في الحكم
|
المعية
|
||
التقدم
|
||
التأخر
|
||
الافتراق
|
||
الترتيب
|
||
الفاء
|
الترتيب
|
الإشراك في الحكم
|
التزامن
|
||
التراخي نحو قوله تعالى: "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ
مُخْضَرَّةً" (الحج: 63)
|
||
السببية نحو قوله تعالى: "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ
عَلَيْهِ" (البقرة: 37)
|
||
الاستباق، نحو قوله تعالى: " وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا
بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ" (الأعراف: 4)
|
2-
الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أو
|
التخيير
|
الإشراك في اللفظ لا في العنى
|
الإشراك في اللفظ والمعنى
|
||
الشك نحو قام زيد أو عمرو
|
||
التفصيل، نحو قوله تعالى: "وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا" (البقرة: 135)
|
||
الإيجاب نحو إنّما أنت طَعْنٌ أو ضَرْبٌ
|
||
الإبهام: نحو قوله تعالى: "أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا) (يونس: 24)
|
||
الإباحة: نحو جالس الحسنَ أو ابن سيرين
|
||
الاضراب: مثل اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم
|
||
الجمع: نحو قوله تعالى: "أَوْ يَزِيدُونَ" (الصافات: 147)
|
||
بل
|
ø الاضراب
|
|
لا
|
ø النفي
|
3- الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
ثُمّ
|
الترتيب
|
الاشراك في الحكم
|
التراخي في الترتيب
|
||
الجمع: نحو قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا" (الأعراف: 189)
|
||
السبب: نحو جرى في الانابيب ثم اضطرب
|
تتميز الواو
حسب ابن مالك في كون متبعها في الحكم أي المعطوف محتملا المعية أو التقدم ألتأخر،
وهو مخالف لسيبويه الذي يعتبر أن "مررت برجل وحمار" "ليس فيه دليل
على أنّه بدأ بشيء قبل شيء ولا شيء مع شيء وأنما كأنه قال مررت بهما (الارتشاف،
ج4: 1981). وتنفرد الواو أيضا باستحالة الحذف في عطف ما لا يُستغْنى عنه نحو:
"اختصم زيد وعمرو، إنّ إخوتك زيدا وعمرا. ويرى أبو حيان الأندلسي أنّ ما ذكره
السيرافي والسهيلي من إجماع النحاة بَصْريهم وكُوفيهم على أنّ "الواو"
لا توجب تقديم ما قُدّ م لفظُه، ولا تأخير ما أُخّر لفظُه غير صحيح لوجود الخلاف
في ذلك. (ن. م: 1982). ويرى السهيلي أنّ "الواو" قسمان، أحدهما جمع
الاسمين فتنوب مناب صيغة التثنية على غرار ما ذكر سيبويه؛ وقسمها الثاني بالإضمار
بعدها فيرتفع المعطوف قبل المضمر نحو: ما قام زيد ولا عمرو.
تتميز الفاء
بان الثاني قبل الأول وهي على غرار مجمل حروف العطف تُشرك الثاني في حكم الأول بلا
مهلة عند الجمهور. واعتبر الفراء أن ما بعد الفاء قد يكون سابقا لما قبلها إذا ما
وجدت قرينة يستدل بها عليه نحو قوله تعالى: "وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا
بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ" (الأعراف: 4)، وأضاف الفراء أنّه إذا
ما كان وقوع الفعلين متزامنا ويؤديان معنى واحدا فلا ضير في عطف أيهما شاء
المتكلّم نحو: "أحسنت إليّ فأعطيتني"، و"أعطيتني فأحسنت
إليّ". وتقع الفاء موقع ثُمّ لاشتراكهما في معنى التراخي نحو قوله تعالى:
"ثُمَّ خَلَقْنَا
النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ
عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا" (المؤمنون: 14). وبالتلي تكاد "ثُمّ" لا تخرج عما
رأينا في الواو والفاء، فهي تشرك في الحكم وترد بمنزلة الواو، وتقع موقع الفاء نحو
"جَرَى في الأَنابِيبِ ثُمَّ اضْطَرَب"[21]
بمعني "فاضطرب. وبالتالي تكون العلاقة متماثلة بين الفاء وثم رغم وجود
اختلافات كثيرة بينهما. ويرى بعض النحاة أنّ "ثُمّ" قد تقع في عطف
المقدّم في الزمان اكتفاءً بترتيب اللفظ كما أنّها قد تكون زائدة. (الارتشاف: ج4:
1989). وقد ترد بالفء نحو"فُمّ" وقد تلحقها التاء ساكنة فتقول ثُمّتْ
ومتحركة فتقول ثُمّتَ، وقد يتم الاستئناف بها. (ن. م. :ن. ص). وتتميّز
"أو" خلافا للحروف السابقة بالإشراك في اللفظ لا في المعنى، خلافا لابن
مالك الذي جعلها تشرك في اللفظ والمعنى. ومذهب الجمهور أنّها لأحد الشيئين.
"ليس" حرف عطف، حسب الكوفيين
والبغداديين؛ فذكر ابن هشام: ضَرَبْتُ عَبْدَ اللهِ لَيْسَ زَيْداً، وقَامَ عَبْدُ
اللهِ لَيْسَ زَيْدٌ، ومَرَرْتُ بِعَبْدِ اللهِ لَيْسَ زَيْدٍ. والعطف بليس عند
البصريين خطأ. وأقرّها الكسائي على بابها ترفع الاسم وتنصب الخبر. وأُجريت في
النسق مجرى "لا" بإضمار الاسم لا باعتبارها حرف عطف في رأيت زيدا ليس
عمرا وإنّما لأنّ عمرا محمول على الاسم المحذوف. وقد ختم أبوحيان انّها ليست أداة
عطف عند أكثر النحاة لأسباب نعلّقت بالإضمار في حين أنّ ابن عصور وابن مالك وهشام
يعتبيرونها حرف عطف.
ب-
الحروف المختلف فيها وتنقسم إلى بسيطة ومركبة
أ-
الحروف البسيطة
1- الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أي
|
التفسير
|
ø
|
أمْ المتصلة
|
التسوية
|
الاستفهام
|
أمْ المنقطعة
|
الإضراب
|
الاستفهام
|
2- الحروف الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
ألاّ
|
الاستثناء
|
ø
|
ليس
|
النفي
|
ø
|
كيف
|
الاستفهام
|
ø
|
متى
|
الزمان
|
ø
|
أين
|
المكان
|
ø
|
3-
الرباعية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لكن
|
الاستدراك
|
ø
|
أمّا
|
ø
|
ø
|
حتّى
|
انتهاء الغاية
|
الاشتراك اللفظي
|
4-
الخماسية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لكن
|
الاستدراك
|
الاشتراك
|
ب-
الحروف المركبة
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
هلاّ
|
ø
|
ø
|
يبدو أنّ أغلب
حروف العطف لم تضف معاني جديدة على التركيب أو أنّ أبا حيان لم يخض فيها خوضه في
بعض الحروف، أو أنّ مدار الجدل في تلك الفترة كان حول موضعها الإعرابي أو سبر
سماتها الحرفية لكثرة الخلاف حول تصنيفها[22]
وخير دليل على ذلك: "لكن" وهي حرف خماسي بسيط احتمل خمسة مذاهب حسب
التفسيرات النحوية:
1- فقد اعتبرها يونس حرف اشتراك وليست حرف عطف.
2- مذهب اكثر النحاة انها حرف عطف. وقد أكّد أبو حيان الأندلسي أنّ الفارسي
ضمن هذه المجموعة ربّما لوجود خلاف حول ذلك.
3- أنّها عاطفة بنفسها ولا بدّ في العطف فيها من الواو قبلها. وهذه الواو
زائدة حسب ابن عصفور.
4- أنّ العطف بها والمتكلّم مخيّر بين أنْ يأتي بـ"الواو" وألاّ
يأتي بها وهو رأي ابن كيسان.
5- أنّ العطف بها داخل في عطف الجمل . فإذا قلتّ "ما قام سعد ولكن
سعيد" فالتقدير؛ "ولكن قام سعيد"؛ مع العلم أن بعض النحاة لا يجيز
اجتماع الحرف مع لكن.
و"إمّا" حرف رباعي بسيط عدّه سيبويه
من حروف العطف ولا يعتبره يونس وابن كيسان وأبو علي كذلك، باعتبار أنّ العطف
بالواو لا بـ"إمّا" نحو "قام إمّا زيد وإمّا عمرو. وذهب ابن عصفور
إلى أبعد من ذلك عندما ذكر أنّ النحاة اتّفقوا على أنّها ليست من حروف العطف حملا
لكلام سيبويه على ظاهره لما اعتبر أنّ الواو في المثال السابق ربطت بين
"إمّا" الثانية" و"إمّا" الأولى. فقال بعض المتأخرين: الواو
عطف إمّا على إمّا، وإمّا الثانية عطفت الاسم على الاسم الذي بعد إمّا الأولى.
"واعتبر الرماني "إمّا" الثانية حرف عطف" (الاستراباذي، ج4:
1976).
وقد احتمل
الأخفش والفراء أن تكون "إلاّ" حرف عطف مستندين على قوله تعالى: "لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" (البقرة: 150) حسب الأول وقوله تعالى: " خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ
وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ" أي وما شاء ربّك (هود: 107/108). ولم يعتبرها الجمهور حرف عطف
خلافا لاحمد بن يحي حيث جعلها حرف عطف في: ما قام القومُ إلاّ زيدٌ، وما ضربت
القومَ إلاّ زيدا، وما مررت بالقوم إلاّ زيدٍ. (ن. م.: 1977).
"أيْ" حرف تفسير عند أبي حيان الأندلسي
في حين أنّها حرف عطف عند الكوفيين والسكاكي والخوارزمي مشرقا وأبو جعفر بن صابر
مغربا ومثلوا لذلك بـ"رأيت الغضنفرَ أيْ الأسد"، و"ضربت بالعضب أيْ
السيف".
"حتّى" حرف رباعي بسيط يرى سيبويه
وأبو زيد وغيرهما أنّها حرف عطف مع أنّه لغة غير متداولة وصفت بالضعيفة. وقد مثلوا
لها في العطف بـ"جاءني القومُ حتّى أخوك"، وضربت القوم حتّى أخاك".
وذهب الكوفيون إلى أنّها ليست بحرف عطف باعتبار أنّهم يعربون ما بعدها بقرينة
الاضمار، خلافا للبصريين الذين اعتبروا أنّ المعطوف بها يكون بعض متبوع الأوّل
فيكون واحدا من جمعه أو جزءً من أجزائه نحو: "مات الناس حتّى خيارُهُم"،
و"أكلت السمكة حتّى رأسَها".
"أم" حرف ثنائي بسيط اعتبره البعض
حرف عطف من حيث توسطه بين مُحْتَملَيْ الوجود لتعيين أحدهما بالاستفهام كتوسّط
"أو" وقيل أنّه حرف عطف. ويبدو أنّ معنى التسوية المأخوذ عن همزة
الاستفهام من بين القرائن التي جعلت بعض النحاة يجعلونه حرف عطف. وتنقسم
"أمْ" إلى متّصلة ومنقطعة، فالأولى لا يستغني ما بعدها عمّا قبلها سواء
أكان الكلام على معنى الاستفهام أم لا؛ كالعطف مثلا نحو: "أزيد في الدار أم
عمرو. ومن هنا يكون لها معنى المعادلة أو التسوية فهي لا تكون إلاّ بين اسمين أو
فعلين أوجملتين. وأما الثانية فذهب الكسائي وهشام إلى أنّها بمنزلة "بل"
وما بعدها مثل ما قبلها. فإذا قلت قام زيد أم عمرو، فالمعنى بل عمرو. وقد تكون
بمعنى الهمزة إذا لم يتقدّمها استفهام.
"هلاّ"
حرف مركّب حسب أبي حيان دون أن يشير إلى أجزاء تركيبه. ذهب الكوفيون إلى أنّها من
أدوات العطف نحو: جاء زيد فهلا عمرو، وضربت زيدا فهلا عمرا. وبناء على توافق
الاسمين الذين تتوسطهما جعلوها حرف عطف. ويبدو أنّ أباحيان لم يجعلها كذلك باعتبار
أنّ الرفع والنصب في المثالين السابقين نتجا عن إضمار الفعل واستدلّ على ذلك
بامتناع الجرّ في: ما مررت برجل فهلا امرأة.
"كيف" حرف ثلاثي جعله هشام حرف عطف
أو نسق لا يظهر حكم العطف فيه إلا بعد النفي؛ ولكنّه أجاز "مررت بزيد فكيف
بعمرو. وقد أشار ابن عصفور إلى أنّها حرف عطف عند الكوفيين. ويرى ابن بابشاذ أنّه
لم يذهب إلى العطف بها إلاّ هشام وحده.
"متى"، و"أين" لم يذكرهما
أبو حيان الأندلسي ضمن الحروف التي أشار إليها في الباب الذي عنونه بـ"باب
حروف المعاني وحصرها". ولكنه في باب عطف النسق اعتبر أن الكسائي أجاز: مررت
بزيدٍ لا عمرٍو بالجرّ ومنع ذلك الفراء على غرار البصريين. وفي حديثه عن
"أين" أشار أنّ الكوفيين اعتبروها من أدوات العطف ومثلوا لذلك بـ: هذا
زيدٌ فأين عمرٌو؛ واعتبروه من أقوال العرب.
2- حروف الربط أوالتعليق هي: بسيطة "أمّا" و"لمّا"
و"لو"، ومركبة "لولا"
أ- الحروف
البسيطة
1-
الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لو
|
الامتناع
|
ø
|
2-
الرباعية
أمّا
|
الإخبار بتضمن الشرط
|
اطلاق الكينونة في معنى مهما يكن من شيء
|
الجزاء
|
||
لما
|
الربط السببي
|
الشرط
|
الظرفية
|
||
الظرفية
|
ب-
المركّبة
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لولا
|
ø
|
ø
|
امّا حرف بسيط مؤوّل من حيث التقدير باسم شرط قدّرها
الجمهور بمهما يكن من شيء، ويرى بعض النحاة أنّها حرف إخبار يتضمّن معنى الشرط،
فالأصل في "أمّا زيد فمنطلق" هو "إن أردت معرفة حال زيد فزيد منطلق".
وذهب ثعلب إلى أنّها حرف جزاء. ولمّا تضمنت "أمّا" معنى الشرط احتيج إلى
فاء ليست للعطف ولا الربط، ولا يفصل بينها والفاء إلا بجملة دعاء أو بمبتدأ أو
بخبر وهو قليل، أو بالشرط نحو قوله تعالى: " فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ" (الواقعة: 88-89). (الإرتشاف، ج4:
1893 – 1894). وقد حمل هذا المثال تفسيرات ثلاث تتعلق بالجواب "فروح"؛
إذْ رأى سيبويه أنه جواب "أمّا" ورأى الفرسي أنه جواب للشرط في قول،
ولـ"أمّا" والشرط في قول آخر.
لمّا
التعليقية حرف وجود لوجود أو وجوب لوجوب يدلّ على الربط بالسببية، وهي ظرف زمان
بمعنى حين عند ابن السراج وابن جني والفارسي، والصحيح عند الأندلسي أنها حرف على
غرار مذهب سيبويه. (الارتشاف، ج4: 1897-1897). ولو حرف امتناع لامتناع أو
"لما كان سيقع لوقوع غيره" حسب عبارة سيبويه يليه فعل ماضي المعنى أو
منفي بـ"لمْ". يرى بعض النحاة أن الجزم بها مطرد ويرى البعض أن ذلك يقع
في الشعر. ويرى البصريون أنهّا لا يليها إلا الفعل ويليها الإسم في الضرورة
الشعرية.
"لولا" أو "لو ما" حرف امتناع لوجوب أدرجه أبو حيان في
الحروف المركبة دون أن يحدّد الحروف المركب منها. يرتفع ما بعدها ابتداء عند
البصريين وبالفاعلية عند الكسائي، وبها نفسها عند الفراء وابن كيسان.
3- حروف المعاني والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
وهو باب وضعه أبو حيان الأندلسي في مجلده الأخير جمع فيه
أقسام الحروف وأصنافها وقد انقسمت عنده إلى حروف احادية، وثنائية، وثلاثية،
ورباعية، وخماسية. حاول ان يعالج فيه بعض الحروف التي لم تتضمنها الجدداول السابقة
او تلك التي لم يرى أنّه اشبعها تحليلا، وهي حروف غير متجانسة ولا تجتمع تحت معنى
واحد أو وظيفة إعرابية دلالية؛ ولن نعيد ما ذكر منها إلا للضرورة كأن يظهر حكم
جديد لأحدها لم يذكر من قبل. ومن هذه الحرف:
3- أ. حروف التحقيق والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
قد
|
التحقيق
|
التوقّع
|
مرادفة هل نحو قوله تعالى: "هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ" (الانسان: 1)
|
"قدْ" حرف ثنائي بسيط يدخل على الماضي المتصرّف لتقريب زمانه من
الحال، وعلى المضارع الخالي من ناصب، وجازم. وحرف تنفيس أيضا. ويجوز تقديم منصوب
الفعل عليها نحو: زيدا قد ضربت. أما الفصل بين قد والفعل بالمعمول فمستقيم قبيح.
(الارتشاف، ج5: 2363)
4- حروف الاستفهام والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
حروف الاستفهام هي الهمزة وهل، تنقسم إلى
احادية وثنائية.
أ-
الأحادية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أ
|
الاستفهام
|
التسوية نحو: علمت أزيد عندك ام عمرو
|
التقرير
|
||
الإنكار
|
||
التعجّب
|
||
التجهيل
|
||
التوبيخ
|
ب-
الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
هل
|
الاستفهام
|
التقرير
|
الإثبات
|
||
الجحد نحو: "هل يقدرُ على هذا غيري
|
يكون
الاستفهام حسب أبي حيان على ضروب متعددة؛ منه ما هو خاص بطلب المعرفة، وخصه بأنّه
"الذي لا يشوبه شيء"؛ ومنه ما يتعلّق بالتسوية نحو: سواء عليّ أَقُمتَ
أمْ ٌ قَعَدْتَ، ومنه ما هو على سبيل التقرير نحو: أَلَمْ أُحْسِنْ إليكَ، ومنه ما
هو على سبيل الإنكار[23].
والتقرير والإنكار تتميّز بهما الهمزة في المشهور من كلام العرب.
الهمزة أصل في
الاستفهام بخلاف "هل" ولذلك تمّ استعمالها في التقرير على رأي سيبويه. تنفرد
همزة الاستفهام بتصدّرها على واو العطف وفائه و"ثُمّ" نحو قوله تعالى:
" أَوَلَمْ يَسِيرُوا" (الروم: 9) ،وقوله: " أَفَلَمْ يَسِيرُوا" (الحج: 46)، وقوله: " أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ" (يونس: 51). وتتميز أيضا بأنها لا
تعاد بعد "أمْ" نحو: "أقام زيد أم قعد". و قد جعلها بعض
النحاة تنفرد بكونها للتسوية دون هل" نحو علمت أزيد عندك أم عمرو"؛ ولكن
البعض الآخر أجاز التسوية في هل. وتنفرد "هلْ" دون الهمزة بأن يراد
بالاستفهام بها الجحد، نحو: هل أنَا إلاّ من غَزِيَّةَ.[24] تتساوى هل مع همزة الاستفهام في دخولها على
التصديق الموجب نحو: هل قام زيد؟، وأزيد قائم؟. ويجوز إبدال الهمزة هاء حسب ابن
السكيت إذ اعتبر أنّ العرب تقول هزيد منطلق" إن لم يكن منفيا نحو قوله تعالى:
"
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ" (الزمر39: 36). والفرق بين الهمزة وهل حسب بعض النحاة أنّ
الأولى لا يستفهم بها إلاّ وقد يجهش في النفس إثبات ما يُستفهم بها عنه، بخلاف
"هل" فإنّه لا يترجح عنده لا النفي ولا الإثبات. (الارتشاف، ج5: 2365،
2367).
5- حروف الاستفاح والتنبيه والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
يراد من هذه الحروف، تنبيه المخاطب على مقصد الكلام؛ وهي
حسب الأندلسي (ثنائية وثلاثية ورباعية): "ها"، و"يا"،
و"ألا"، و"أما"، "أمّا".
1-
الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
ها
|
ø التنبيه
|
ø
|
يا
|
ø النداء
|
ø التنبيه
|
2-
الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
ألا
|
التنبيه
|
الاستفتاح
|
أما
|
التنبيه
|
الاستفتاح
|
حقّا
|
3-
الرباعية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أمّا
|
التنبيه
|
فـ"أمَا" و"ألاَ"، أكثر ما تكون
للاستفتاح، وقد يكونان معه للتنبيه. ويكثر استعمال "ألا" قبل المنادى
و"أما" قبل القسم، ومع "إنّ" المكسور حرف تنبيه كألا، ومع
المفتوح "أنّ" بمعنى حقّا كحالها مع المشدّدة، أي "أمّا"
(الارتشاف، ج3، 1278). وقد تبدل همزة "ألا" هاءً فتصبح "هلا"،
وتقلب همزة "أما" هاءً أو عينا، فتصبح "هما"،
و"عما". وتحذف ألفها فتصبح: "أَمْ"، و"هَمْ"،
و"عَم" (الارتشاف،
ج5: 2368). وقد رأينا يا في حروف النداء واقتصرفيه أبو حيان على جعله من حروف
التنبيه دون أن يعلّق عليه. واعتبر أنّ "ها" يكثر استعماله مع ضمير رفع
منفصل مبتدأ مخبر عنه باسم إشارة، نحو قوله تعالى: "هَأَنْتُمْ أُولَاءِ" (آل عمران: 119). ولم يذكر لها معنى،
إذ اقتصر على انتمائها لجدول حروف التنبيه.
6- حروف الجواب والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
حروف الجواب هي "أجَلْ"،
و"بَجَلْ"، و"نَعَمْ"، و"بَلَى"، و"أَيْ"،
و"أيْ"، و"كلاّ"؛ وهي بسيطة ومركّبة.
أ- الحروف البسيطة.
1- الثنائية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أيْ
|
الجواب
|
نعم
|
2- الثلاثية
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
أجل
|
الجواب
|
تصديق الخبر
|
تحقيق الطلب
|
||
نعم
|
||
بجل
|
الجواب
|
تصديق الخبر
|
نعم
|
الجواب
|
إعلام المستخبر
|
وعد الطالب
|
||
إثبات النفي
|
||
بلى
|
الجواب
|
ب- الحروف المركبة
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
كلاّ
|
الجواب
|
الردع والجزر
|
حقّا
|
||
نعم
|
||
أيْ
|
||
الوقف
|
||
الاستفهام
|
||
الاستفتاح
|
||
التفسير
|
يرى أبو حيان
الأندلسي أنّ "أجل" لا تكون جوابا للنهي ولا للنفي معتبرا أنّ هذا
الكلام جاء في كتاب "وصف المباني في حروف المعاني" كما يرى أنّ
"نعم" تكون حرف تذكير لما بعدها نحو: "نعم هذه أظلالهم".
ملاحظة
عدّد أبو حيان
الأندلسي خلافات "كلاّ"، إذ اعتبرها الجمهور بسيطة ويعتبرها ثعلب مركّبة
من كاف التشبيه، و"لا" التي للرّد، وزيد بعد الكاف لام لتخرج من معناها
التشبيهي. ومذهب الخليل وسيبويه وعامة البصريين على أنّها حرف ردع وزجر.
تعدّدت
الدلالات الفرعية للحرف "كلاّ"، بناء على تعدد مواقف النحاة، فزيادة على
أنّها للردع والجزر. جاءت عند الكسائي وتلميذه نضر بن يوسف وعند محمد بن أحمد بن
واصل بمعنى حقّا، وعند النضر بن شمل بمعنى نَعَمْ، وعند عبد الله بن محمد الباهلي
لها وجهان: وجه يجوز فيه الوقف عليها، وما بعدها استئناف؛ ووجه تكون فيه بمعنى
"أَيْ". وجاءت عند أبي حاتم والزجاج للإستفهام بمنزلة
"أَلاّ". (الارتشاف، ج5: 2370)
7- حروف التحضيض
حروف التحضيض مركّبة وهي "لولا"،
و"لوما"، و"هلاّ"، و"ألاّ".
الحرف
|
الدلالة الأصلية
|
الدلالة الفرعية
|
لولا
|
ø التحضيض
|
النفي، نحو قوله تعالى: "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ" (يونس: 98) أي ما كانت قرية ءامنت.
|
التوبيخ
|
||
لوما
|
ø التحضيض
|
ø
|
هلاّ
|
ø التحضيض
|
ø
|
ألاّ
|
ø التحضيض
|
ø
|
يعتبر أبو حيان أنّ كلّ هذه الحروف مركّبة مع
العلم أنّه لم يشر إلى الحروف المركّبة منها. ويبدوا أنّها من الحروف التي يليها
الفعل ظاهرا أو مضمرا كما يليها الاسم ابتداءً. فمثال الفعل الظاهر نحو: لولا
ضربتَ زيدا، والمضمر نحو: "لَوْلَا الكَميّ المُقَنَّعا"، يريد: لولا
تعُدّون الكمى. وقد يليها معمول فعل ظاهر نحو: هلاّ زيداً ضَرَبْتَهُ أو معمول فعل
مضمر. ومثال مجيئ الجملة الابتدائية بعد هذه الحروف: هلاّ زيدٌ قائمٌ (الارتشاف،
ج5: 2371). ويبدو أن الأندلسي من جهة دلالة هذه الحروف لم ينقل لنا سوى رأي علي بن
عيسى ابن النحاس الذي اعتبر أنّ "لولا" تأتي بمعنى "ما"
النافية ومثّل لذلك بقوله تعالى: "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ" (يونس: 98). وأما بقية الحروف فلم يذكر لها معاني فرعية.
III- الخاتمة
لقد ركزنا في
المسألة المدروسة على حروف المعاني كما رصدها أبو حيان الأندلسي في "ارتشاف
الضرب من لسان العرب"، وحاولنا جاهدين التمسّك بمعاني الحروف كما أوردها
الاندلسي. ولم يخرج عن ذلك إلاّ إضافتنا للدلالة الجارية على صنف الحروف إذا لم
يذكر أبو حيان دلالات في أحد جداول الحروف. ويمكن القول إنّ محاولة تطبيق علّة
الأصل والفرع على حروف المعاني داخلة في مجال هذه الإضافة، خاصّة أنّ أبا حيان الأندلسي
لم يعمل بهذه الثنائية مطلقا. وقد يعود ذلك إلى الثقافة السائدة في تلك الفترة.
فلم تكن تلك الثقافة أو الموضة الفكرية تنظر إلى الحروف من زاوية الدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية باعتبار أنّ الحرف فيها غير مقيّد بمعنى؛ هذا إذا ما أضفنا تلك
الحدود غير القارة التي تجدول الحروف على أساسها، مثل أن يكون الحرف الواحد ناصبا
في موضع جارا في آخر مثل "لام كي" و"حتّى"، وغيرهما من
الحروف.
فهذه
الاختلافات من جدول إلى آخر أو هذا التعدد الوظيفي الصادر من الحرف الواحد، إذا ما
أمعنا النظر فيه وجدنا للسياق الموضعي فيه دورا جليا يؤكّده حدّ الحرف خاصّة أنّ
الحرف الواحد في جدوله قد يأخذ معاني بعض الحروف داخل جدوله وخارجه. ومثال ذلك ما
عكسته حروف الجرّ من تداخل في المعاني. فـ"على" نجده بمعنى ابتداء
الغاية، والالصاق والأجلية. ونجد "إلى" بمعنى الاستعلاء وابتداء الغاية
والمصاحبة والمعية. ونجد حتى في الجرّ والعطف والنصب والابتداء. وقد نذهب أبعد من
ذلك، فنعتبر أنّ حرف المعنى يكتسب سمة الظرفية أو الفعلية أو الإسمية. ومثال ذلك
"في" الذي نجده تارة بدلالة الظرفية والعندية والبعدية. ومن حروف
المعاني الحاملة لمعنى الفعل أو المشبهة بالفعل من حيث العمل الإعرابي نجد
"إنّ" إذ كاد بعض النحاة يجزم بأنّ الجملة التي تقع فيها
"إنّ" جملة فعلية."فالمنصوب بها مشبّه بالمفعول لفظا والمرفوع
بالفاعل، فهي تُسبِه من الأفعال ما قُدّم مفعوله على فاعله نحو: ضرب أخاك محمد وما
أشبه ذلك" (الإيضاح في علل النحو: 64). ومن الحروف الحاملة لمقولة الاسمية
ذكر ابو حيان "الكاف" إذ يرى صاحب المشرق "أنّها تكون اسما أبدا،
لانّها بمعنى مثل". (الارتشاف، ج4: 1710).
إنّ ما ذهبنا
إليه لا يقتصر على الحروف المذكورة آنفا فقط وإنّما ينطبق على أغلبها ولكننا
اقتصرنا على هذه الحروف لداعي ذكر أمثلة لإثارة موضوع الاسترسال الدلالي في
الحروف. ولكن حرف المعنى من جهة أخرى رغم تنوعه الدلالي واسترساله المعنوي يخضع
لصرامة إعرابية دلالية في الاستعمال النحوي ، نستنبطها من أقوال النحاة عامّة وأبي
حيان الأندلسي خاصة. ومثال ذلك قوله في "لَعَلَّ" "ولا تدخل لعلّ
إلاّ على الممكن لا يقال لعلّ الشباب يعود يوما"، أو قوله في كأنّ
"والصحيح أنّ كأنّ لا تفارق التشبيه".
فحروف المعاني
إذن تنقسم إلى قسمين قسم تتعدد معانيه حسب الموضع السياقي؛ وقسم على عكس ذلك ثابت
المعنى. وقد تجلّى ذلك في مجمل "الارتشاف". فتارة يذكر الأندلسي معنى
وحيدا للحرف، وتارة لا يذكر أي معنى لتطابق الحرف مع دلالته النحوية التصنيفية
التي خصّته بها النظرية النحوية من خلال مختلف آراء النحاة. وتارة تتعدّد المعاني
أو الدلالات للحرف الواحد إلى درجة يتعذر معها الانتباه إلى الدلالة الأصلية. نشير
إلى أنّه يمكن أن نرجع بعض المعاني التي أسندها أبو حيان او صاغها النحاة[25]
حول الحرف إلى المعنى السياقي قبل دخول الحرف أو أن حرفا آخر مغايرا لو دخل على
السياق لكان المعنى نفسه. ومن ذلك معنى المجازاة في "أنْ" نحو: أتغضب
أنْ أذنا حذيفة حُزّتا؛ وكذلك معنى الجواب في "إذن" نحو: يقول: أزورك
فتقول إذن أكرمك. وكذلك معنى الشرط في "الفاء" نحو: هل تزرني فأكرمك؟.
وهذا ما يؤكّد بعض النقائص التي لا زالت حروف المعاني تعاني منها، كمسألة التداخل الوظيفي
أو الاشتراك المعنوي والخلط بين المعنى السياقي والمعنى المضاف بالحرف، دون أن
ننسي أن الفصل بينهما يتطلب معرفة كبيرة بالدلالات الإفرادية والمعجمية في اللغة
العربية بالإضافة معاني تعاقب المقولات النحوية في التركيب. وهو ما ينجز في الفترة
الأخيرة في اللسانيات الحاسوبية لتعذر ذلك على الفرد.
إنّ الحروف من جهة أخرى قد تشترك في أحد
المعاني باعتبار أنّ دلالة الحرف دلالات تتقارب وتتباعد حسب مقصد المتكلّم إلى
درجة أصبحت معها الحروف، حروف المعاني تشكل جداول معنوية انعكاسية تجعل المعنى
الواحد يتكرّر في أكثر من حرف. ومثال ذلك "إمّا" و"أوْ"، إذ
يشتركان في معاني الشّك، والإباحة، والتخيير، والإبهام؛ وكذلك "في"،
و"على"، و"إلى"، "الباء" تشترك في معنى المصاحبة.
وإذا كان الإعراب لتبيين المعاني المشكلة، وكانت الحروف تعطي معنى في غيرها
لعامليتها الإعرابية الدلالية تبيّنت لنا أهمية الحرف خاصة أنّ الإعراب يتغير
نتيجة دخول هذه الحروف في الجملة. فبحذفنا حرف الجر من "في الدار رجل"
تصبح الجملة لاحنة باعتبار أنّ المدونة النحوية العربية تنطلق في معظمها من أنّ
الإعراب يندرج تحت المعنى، لأنّ وضع التجاور المنطقي للصرافم أو علاقات الجوار
الإعرابية الدلالية قد اختل، مما جعل الجملة لا تستقيم. فـ"رجل" وإن
جاءت نكرة والثانية في الرتبة بعد الدار لم تحمل صفة الخبرية لأنّ الخبر يكون صفة
في الغالب خاصة إذا ما حافظ على رتبته. فإذا ما حذف الحرف غاب الأثر وإذا غاب
الأثر سقط الكلام تماما كالإعراب ولا غرابة في ذلك؛ فإذا كانت الأفعال عوامل فإن
الحروف عوامل في العوامل ومن هنا تكمن قوة الحرف.
تلعب الحروف
غير العاملة دورا هاما في تسلسل المعنى ونقصد بذلك حروف الربط أو العطف أو النسق،
فهي لا تختلف، على العموم، في عملها عن التوابع (النعت، والتوكيد، والبدل) إلاّ من
حيث الوسيلة التي يحصل بها الترابط أو التطابق التركيبي. فهذه الوسيلة معنوية في
التوابع، لفظية في حروف الربط. فإذا كان التابع يطابق المتبوع في إعرابه وتنكيره
وتثبيته وجمعه، فإنّ حروف الربط هي الأخرى تحافظ على الناحية الإعرابية، كما أنّها
تُسهم في توسيع المعنى وتوثيق التواصل والتفاهم بين الباث والمتقبّل الذي هو أساس
اللغة قديما وحديثا؛ ويتجلّى ذلك في حروف العطف نحو: "إلاّ"
و"أيْ"، مع أنّ هذين الحرفين قد يحملان أحكاما إعرابية دلالية غير العطف،
إذ تأخذ "إلاّ" حكم الاستثناء، وأي حكم التفسير.
علة الأصل
والفرع ظاهرة لغوية مفيدة تساعد الدارس على استخدام الحروف في محلّاتها المناسبة
نتيجة لما شاع من أخطاء لغوية جعلت بعض الكتب تختصّ في إصلاحها ككتب التصحيف التي
تقف حاجزا أمام التطوّر المعنوي في الحروف على عكس من نجد في كتب النحو. وفي
الختام نترك الباب مفتوحا للنقاش في تصنيفنا الازدواجي هذا والذي اصطلحنا عليه
بالدلالة الأصلية والدلالة الفرعية في فترة أصبح معها للسياق الموضعي دور فعّال
نتيجة تبلور بعض النظريات اللغوية وبعد أن أصبح يُنظر إلى المعاجم نظرة شكّ مما
يفرض علينا إعادة التفكير في مدى دقة أصلية المعنى حتى في الأسماء خاصة أن George Lakoff & Mark Jhonsen في كتابهما Metaphors we live by""
يجد أن كل كلامنا استعاري.
فهرس الموضوعات
I- المقدمة
............................................................................................
II- وصف الحروف وتصنيفها حسب
الدلالة الأصلية والدلالة الفرعية .........................
I-
الحروف العاملة والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
........................................
1- الحروف
العاملة في الاسم
................................................................
1. 1-
حروف الجرّ والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
....................................
أ- الحروف الأحادية
..................................................................
ب-
الحروف الثنائية ...................................................................
ج-
الحروف الثلاثية
...................................................................
د- الحروف الرباعية
..................................................................
2. 1-
حروف القسم والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
....................................
أ- حروف القسم الأحادية
...........................................................
ب- حروف القسم الثنائية
.............................................................
ح- حروف القسم الثلاثية
............................................................
3. 1-
الحروف الناسخة والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
...............................
4. 1-
حروف النداء والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
....................................
أ- الحروف البسيطة
................................................................
1- الثلاثية ............................................................
2- الرباعية ..........................................................
3- الخماسية .........................................................
ب- الحروف المركبة ................................................................
أ- الحروف الأحادية
.............................................................
ب- الحروف الثنائية
..............................................................
ج- الحروف الثلاثية
..............................................................
د- الحروف الرباعية
.............................................................
2- الحروف
العاملة في الاسم ...............................................................
1. 2-
نواصب الفعل المضارع والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية ........................
أ- الحروف البسيطة
..............................................................
1- الأحادية .................................................................
2- الثنائية
..................................................................
3- الثلاثية
.................................................................
4- الرباعية
...............................................................
ب- الحروف المركّبة
..........................................................
2. 2-
حروف الجزم والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
....................................
أ- الحروف البسيطة
...............................................................
1- أحادية
........................................................................
2- ثنائية
.........................................................................
ب- الحروف المركّبة
.............................................................
3. 2-
حروف الشرط والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية ................................
أ- أحادية
..........................................................................
ب- ثنائية
...........................................................................
II-
الحروف غير العاملة والدلالة الأصلية والدلالة الفرعية
....................................
1 - حروف العطف والدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية ...................................
أ- الحروف المتفق
حولها..............................................................
1- الحروف الأحادية
.............................................................
2- الحروف الثنائية
...............................................................
3- الحروف الثلاثية
ب- الحروف المختلف حولها
.........................................................
أ- الحروف البسيطة
............................................................
1- الثنائية
..................................................................
2- الثلاثية
.................................................................
3- الرباعية
...............................................................
4- الخماسية
..............................................................
ب- الحروف المركبة
............................................................
2 - حروف الربط أو التعليق والدلالة
الأصلية والدلالة الفرعية ......................
أ- الحروف البسيطة
................................................................
1- ثنائية
........................................................................
2- رباعية
......................................................................
ب- الحروف المركّبة
...............................................................
3- حروف المعاني والدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية .................................
3. أ - حروف التحقيق والدلالة
الأصلية والدلالة الفرعية ..............
4 - حروف الاستفهام والدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية ................................
أ- الحروف الأحادية
................................................................
ب- الحروف الثنائية
..................................................................
5 - حروف الاستفتاح والتنبيه والدلالة
الأصلية والدلالة الفرعية .......................
أ- الحروف الثنائية
...................................................................
ب- الحروف الثلاثية
.................................................................
ج- الحروف الرباعية
.................................................................
6 - حروف الجواب والدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية ..................................
أ- الحروف الثنائية
...................................................................
ب- الحروف الثلاثية
..................................................................
ج- الحروف الرباعية
..................................................................
7 - حروف التحضيض والدلالة الأصلية
والدلالة الفرعية ..............................
- الخاتمة ............................................................................................III
المصادروالمراجع
1ـ
المصادر
- ابن
يعيش موقف الدين يعيش بن علي، دت، شرح المفصل، مكتبة المتنبي، القاهرة
- أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي (دت)،
طبقات النحويين واللغويين، تحقيق محمد أبو الفاضل إبراهيم، الطبعة الثاني، دار المعارف، مصر.
- أبو القاسم الزجاجي 1959، الإيضاح
في علل النحو، تحقيق مازن المبارك، مكتبة دار العروبة، القاهرة.
- أبو البقاء العكبري 1923، مسائل
خلافية تحقيق الدكتور عبد الفاتح سليم، مكتبة الآداب، القاهرة.
- أبو حيان الاندلسي د.ت.، ارتشاف
الضرب من لسان العرب، تحقيق د. رجب عثمان محمد و د. رمضان عبد التواب، مكتبة
الخانجي، القاهرة.
- أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق
الزجاجي، د.ت، الإيضاح في علل النحو
المحور الأول: في الاحكام الإفرادية وقع في الجزء الأول وبعض الجزء الثاني
إلى حدود الصفحة 830.
المحور الثاني: في أحكام الكلمة حالة التركيب، اشتمل قسم من الجزء
الثاني وبقية الأجزاء، من الصفحة 831 إلى بقية الكتاب. وقد وردت حروف المعاني في
محوري الكتاب بناء على سماته التصريفية الاعرابية. وربما يعود ذلك إلى تقيد أبي
حيان الأندلسي بتعريف الحرف. جاء هذا الكتاب "تلخيصا لكتاب التذييل والتكميل
في شرح التسهيل الذي هو بدوره شرح لكتاب ابن مالك "تسهيل القواعد وتكميل
المقاصد" (المحقف). وقد قال فيه السيوطي "كتاب ارتشاف الضرب من لسان
العرب لأثير الدين أبي حيان الأندلسي لم يؤلف في العربية أعظم منه ولا أجمع ولا
أحصى للخلاف والأقوال وعليه اعتمدت في جمع الجوامع. وقد جاء هذا الكتاب حسب أبي
حيان الأندلسي مكملا للكتب النحوية التي يراها أهملت بعض الأبواب ومصححا لها، يقول
أبو حيان الاندلسي في مقدمة الإرتشاف "وكان من تقدّمنا قد انتزع من الكتاب
تآليف قليلة الأحكام عادمة الإتقان والأحكام يجلّها النقد وينحلّ منها العقد،
وربما أهملوا كثيرا من الأبواب وأغلقوا باقة من الصواب فتآليفهم تحتاج إلى تثقيف
وتصانيفهم مضطرة إلى تصنيف. وباطلاعنا على الكتاب المذكور تبين لنا أنه مرجع شامل
وموثق لآراء النحاة منذ سيبويه إلى أيام المؤلّف.
[2] -"قال
الخليل وسيبويه وجميع البصريين: المستحق للإعراب الأسماء" ويضيف "وقال
الكوفيون أصل الإعراب الأسماء والأفعال" (الإيضاح: 77)
[3] -
علامة المجموعة الخالية أمام الدلاة علامة أن أبا حيان لم يذكر دلالة في هذا
المجال وإنّما أضفناها بناء على الشائع أو على أن المثال المذكور دلّ عليها.
فَقَالَتْ يَمْينَ اللهِ مَالَكَ
حِيلَـــــــــــةٌ وما إنْ أَرَى
عَنْكَ الغَوضأيَةَ تَنْجَلِي
[6] -
ذكر ابن يعيش أن الباء أصل حروف القسم باعتبار أنها في حروف الجر بمنزلة
"من" و"في". و"الواو" بدل من الباء لأمرين أحدهما
أن مخرجهما واحد وهو الشفتين، والثاني أنّ الواو للجمع والباء للإلصاق فهما
متقاربتان لأنّ الشيء إذا لاصق الشيء فقد اجتمع معه. فلما وافقتها في المعنى
والمخرج حملت عليها وأنيبت عنها. ولذلك قدمها سيبويه في الذكر، فالواو في القسم
بدل من الباء وعاملة عملها." (شرح المفصل: ج9: 99)
[7] -
هو ترقب حصول الشيء، والتمني طلب الشيء مستحيلا كان أم ممكنا على ان الأمر فيه
خلاف وقد أكد ابو حيان أنه "لا يتمنى إلا ما لم يكن" بحكم أن الترجي في
حكم الواجب (الارتشاف، ج4: 1672)
[8] -
يبدو أن بعض النحاة كأبي عبيدة والأخفش، والفراء وأبي زيد أضافوا لعلّ حكم الجر
واعتبروها من لغات بعض العرب وخاصة "عُعَيْل".
[10] -
ذكر أبو حيان معنى السبب في مقارنة الفاء بالواو وكانه السمة المميوة للفاء بما
انهما يشتركان في معاني كثيرة نستدل على ذلك برأي ابي حيان الاندلسي في أنّ الواو
"تقع في مواضع الفاء".(الارتشاف، ج4: 1677)
[11] -
"والعرض والتحضيض متقاربان، والجامع بينهما التنبيه على الفعل إلا ان التحضيض
فيه زيادة تأكيد وحث على الفعل وكل تحضيض عرض. (الارتشاف، ج4: 1672)
[12] -
وقد مثّل أبو حيان لذلك في مقابلة بين مثالين معتبرا أن "ما كان زيد ليفعل
نفي لكونه "كان سيفعل" مما سيؤدي إلى مقالة بين لام الجحود والسين في
التمثيلين. (الإرتشاف، ج4: 1656-1657)
[13] -
ذكر الأندلسي معنى وحيدا لـ"كيْ" وهو السبب ولم يذكر معانى فرعية لها،
ولكن الأمثلة التي أوردها تحتمل دلالة الغاية كما أنها قد تحمل معنى الأجلية لذلك
أوردت المعنيين في كي على الرغم من أن الأمر خالف الأصول التي اعتمدناها في تحديد
الدلالة الأصلية والفرعية ولكن مخالفة الأصول يعتبر مبدأ تفسيريا من مبادئ النحو
العربي.
[15] - ذهب أبو حيان الاندلسي انه
بانتصاب الفعل بعد حتى تتخذ معنى العلة والسبب لما بعدها ومثل لذلك بـ:
"اسلمت حتى ادخل الجنة". وتكون ايضا في هذا المجال بمعنى الغاية نحو:
"أسير حتى تطلع الشمس. ( الإرتشاف، ج4 1662)
[16] -
وقد أورد أبو حيان هذا المعنى تحت اسم "إلاّ أن" ومثل له بقوله:
"لا أقوم حتى تقوم" وقد ذكرا "والله لا أفعل إلاّ أن تفعل"
وهو مثال أورده سيبويه معتبرا أن
"إلا أنْ" هنا بمعنى حتى. وعلق الأندلسي أنه حتى إن كانت
"إلا أن" في المثال السابق بمعنى حتى، فإن ذلك لا يعتبر دليلا قاطعا
"على أنّ "حتى" إذا انتصب ما بعدها تكون بمعنى "إلا أنْ"
(الإرتشاف، ج4: 1662-1663)
[17] -
في هذا المعنى خلاف وقد رفضه الاندلسي باعتبار أن مذهب سيبويه والجمهور أن
"لن" لنفي المستقبل دون ان يشترط أنّ النفي بها آكد من النفي
بـ"لا". وقد اعتبر أن دلالة نفي المستقبل القريب في "لن"
باعتبار عدم امتداد نفي الفعل فيها على غرار "لا" "من باب الخيالات
التي لأهل علم البيان" (الإرتشاف، ج4: 1644)
[18] -
لم يذكر سيبويه "لو" في حروف الشرط باعتبار أنّها تدل على الماضي والشرط
إنما يكون بالمستقبل باعتبار أن معنى تعليق الشيء على شرط إنما هو وقوف دخوله في
الوجود على دخول غيره في الوجود ولا يكون هذا المعنى في ما مضى. (شرح المفصل، ج8:
156)
[19] -
وهنا يقصد المعنى النحوي وهو: الفاعلية والمفعولية والإضافة التي أصبحت في
اللسانيات الحديثة باسم المقولات النحوية أو الأوليات الدلالية.
[20] -
هذه الجهة هي الموصع الإعرابي باعتبار أن حركات الإعراب والبناء وهي المسألة التي
يريد العكبري توضيحها ليست ميسما وحيدا لحركة الإعراب والبناء وإنما هناك مسائل
أخرى مما يؤكد أن مسألة الأسبقية بين الحكات الإعرابية البنائية لا تحصل منها
فائدة نحوية هامة.
كَهَزِّ الرُّدَيْنِيِّ تَحْتَ
العَجَـــــاجِ جَرَى في
الأَنابِيبِ ثُمَّ اضْطَرَب
[22] -
"والمختلف فيه [أي من الحروف] "لكن"، و'أمّا"،
و"إلاّ"، و"ليس"، و"أيّ"، و"حتّى"،
و"أمْ"، "لوءلا"، و"هلاّ"، ومن الأدوات
"كيف"، و"متى"، و"أين". (الارتشاف، ج4: 1975)
[23] -
حدد ابن أبي الربيع قرائن الإنكار فاعتبرها "إمّا لبعد الوقوع أو للعلم
بالوقوع أو لبعد الوقوع في النفس قبل الإخبار (الإرتشاف، ج2: 697)
[25] -
باعتبار أنّ أباحيان جمع في كتابه نسبة كبيرة من أاقوال النحاة وآرائهم في الحروف
إلى درجة يختفي معها صوته إذ لا نلاحظه إلا من خلال بعض التعليقات مثل
"والصحيح ما ذهب إليه فلان" أو "والصحيح ان الحرف لكذا". وليس
الامر سلبيا وإنما نجده على درجة كبيرة من الموضوعية في نقل الآراء النحوية في
مسألة الحروف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق