كانت خديجة امراة غنية لها تجارة كبيرة وكانت
تبحث عن الامناء. فدعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم وطلبت منه ان يأخذ جزء من
تجارتها يتاجر به. وصاحبه ميسرة مولى خديجة. فرأى عجائب إكرام رسول الله صلى الله
عليه وسلم له، وانها يسوران في الظلّ.
فلما وصل إلىا الدير
الذي بلغه صلى الله عليه وسلّم مع عمه، نزل الرسول صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فبدأت
اغصانها تظله. سأل الراهب الموجود في الديرميسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال له أن الشجرة التي استظل بها لا يجلس تحتها إلى الانبياء. وعندما وصلوا إلى
الشام باع تجارته سمحا واشترى بضائع ليبيعها في مكة فربح مرتين خلافا لما تقوم به
قريش. وجاء بربح عظيم نتيجة لإقبال الناس عليه يشترون لرفقه بهم ونتيجة امانته
وخلقه صلى الله عليه وسلم.
ذكر ميسرة لخديجة ما رآه فاعجبها وأرادت ان
تتزوجه. وكانت ترد اسياد قريش، إذ يجتمع لها الجمال والشرف والغنى. أرسلت خاطبة
اسمها نفيسة. فسألت الرسولة لماذا لا تتزوج فاجابها "من قلة ذات اليد"،
فقالت له هل لك في المال والجمال والحسب، فقال "من؟" قالت خديجة، قال:
"ومن لي بخديجة؟" قالت أنا لك بها. فتزوجها بحضرة حمزة في رواية وأبو
طالب في رواية أخرى. كان مهرها عشرين بعيرا. استمرّ زواجه بها 25 سنة لم يتزوج
عليها قطّ. وهي أمّ أبنائه وبناته صلوات
الله وسلامه عليهم، إلا إبراهيم فأمه مارية القبطية.
تجديد بناء الكعبة.
تزعزع مبنى الكعبة الشريف، قيل أبسبب احد
السيول، وقيل ان سبب تزعزعها اشتعال النار إثر البخور. والمشكلة في صعوبة إعادة
البناء أن بناء دور مكة من طين؛ وبناء الكعبة من حجارة. بناها إبراهيم وإسماعيل
عليهما صلوات الله وسلامه، على أساس بناء الملائكة أو آدم أو شيث بن آدم، أو
إبراهيم وابنه إسماعيل. ولكن الله سخر كلّ شيء، الأخشاب حيث تحطمت سفينة قرب جدة،
وتم بيع قبطي في مكة يحسن بناء الحجارة.
بدأت قريش بجمع الأموال لبناء الكعبة، واشترطوا
المال الطاهر، وهو عندهم: ما لا يدخل فيه مهر بغي، ولا مال ظلم، ولا مال رباء.
فلما أرادوا هدمها خافوا، لنّم رأوا ما أصاب أبرهة الأشرم. فتطوّع الوليد بن المغيرة
وأخذ المعول وبدأ يهدم، ولم يعنه أيا منهم حتى صبيحة الغد جاء الوليد ومعه نافع
وبداوا يهدمون، حينئذ اطمأنّ سادة قريش بدأوا بالهدم والدعاء "اللهم لم نغر،
اللهم لا نريد إلاّ خيرا".
ولما جمعت الاموال كانت قليلة فأشاروا ببناء ما
يستطيعون ففضلوا ان يكتفوا بالمال الحلال كي يتفادوا المال الحرام. فبنوها على هذه
الحال التي عليها الآن. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما فتح مكة
"يا عائش لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر لهدمت الكعبة ولبنيتها على قواعد
إبراهيم ولأدخلت فيها الحجر ولجعلت لها بابين يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من
الآخر".
بدأو يحفرون الأساس حتى
وصلوا إلى حجارة خضراء كأسنمة الجمال متشابكة، أراد أحدهم أن يحركها فظهر نور قوي
كاد يعمي الرجل. فتركوها. وبدأوا يبنون إلى أن وصلو إلى حجر الزاوية أو الحجر
الأسود الذي انتزعه القرامطة ، وبنوا كعبة لهم في هجر بالبحرين، وبقي الحجر الأسود بها عقدين وفي رواية ستة عقود إلى
أن أرجعه المسلمون بعد أن كسره القرامطة، أفضافوا له العقيق كي يجمّعوه به. لما
وصلوا إلى وضع الحجر الأسود بدأ النزاع. فرجعوا إلى أبو أمية بن المغيرة لما بدأ
بترغيبهم في الاقلاع عن الحرب. فقال لهم حكموا أول من يدخل من باب بني شيبه. فإذا
هو النبي صلى الله عليه وسلم، ففرح الجميع وقالوا بصوت واحد الصادق الأمين، الصادق
الأمين، ... فرضوا به حكما بينهم، فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود في
ثوبه الشريف وحكمت كل فرع بجانب من الثوب حتى رفعوه فأخذه صلى الله عليه وسلم
بيديه الشريفتين ووضعه في مكانه الذي هدمه فيه القرامطة.
حبب إلى النبي صلى الله
عليه وسلّم التعبد في السنة الأخيرة قبل البعثة؛ إذ كان قبل ذلك يذهب في رمضان،
لكن قبل البعثة بقليل حُبّب إليه التعبّد في غار حراء. فمكث في الغار شهرا كاملا.
كان ينزل أحيانا يتفقد أهله ويجلب الطعام. كان يسمع أصواتا تسلم عليه. فقال له
جبريل أنّ تلك أصوات الأشجار والحجارة تسلم عليه. وحدث له قبل البعثة أيضا الرؤيا
الصادقة تأتي كفلق الصبح. والرؤيا الصادقة من علامات النبوة وهي جزء من ست وثلاثين
جزء من النبوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق