ولد الرسول صلى الله عليه وسلم 50 يوما بعد عام الفيل يوم الإثنين 12
من ربيع الأول. ولد معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء، مختونا
ومسرورا (أي مقطوع الحبل السري) وكذلك ولد مبتسما. ولولادته صلى الله عليه وسلّم
علامات وعجائب، منها أنّ حسان بن ثابت كان في المدينة، في منطقة اليهود فإذا
بيهودي صاعد على قلعة من قلاعهم ينادي: يا معشر يهود لقد ظهر نجم أحمد. ولتسمية
محمد سرّ.
فقد كان عبد المطلب
مسافرا في الشام صحبة ثلاثة رجال فوجدوا حبرا من أحبار اليهود. فقال لهم إن بلادكم
سيخرج فيها نبي اسمه محمد. فعزموا أن يسموا ابناءهم القادمون محمد. فما كان اسم
محمد مألوفا في العرب. فسمى سليمان بن مجاشع، وأحيح بن الحلاج، وحمران ابن الربيع،
أباءهم محمد. وأثناء ولادته اهتز إيوان كسرى وانطفأت نار المجوس. مات أبوه عبد
الله قبل مولده الشريف وأمه وهو ابن ست سنين.
كفله عمه ونشأ فقيرا. والسبب في أن بني عبد
المطلب ليس لهم مال لأنهم كانو مسؤولين عن الرفادة والسقاية. فيبذلون كلّ أموالهم
في هذا كرما وإنفاقا على حجاج البيت. بعد وفاة أمه كفله جدّه. فكان دائما في مجلس
عبد المطلب، لا يجلس أحد قبل عبد المطلب، ولكن الرسول يجلس وعندما يأمره أحد بعدم
الجلوس قبل جدّه، يأمرهم بتركه قائلا إنّ لإبني هذا لشأن. عمل في رعي الغنم، وهو
دأب الأنبياء. خرج في التجارة وهو ابن 12 بعد أن ألح صلى الله عليه وسلم على عمه.
نزلوا قرب دير، وكان الراهب بُحيرا ينظر إلى القافلة لأنه رأى غمامة تسير فوقها.
فدعاهم إلى طعام، فتركوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرعى المتاع. عندما بدا
بحيرة ينظر إلى الجماعة لم يرى شيئا لافتا. فسألهم هل جئتم جميعا. فقالوا تركنا
صبيا يرعى المتاع. فأرسلوا في طلبه. وبدأ بحيرا يسأله، حتى وجد كل الإجابات التي
ينتظرها. فقال اكشف عن ظهرك؛ فإذا بخاتم النبوة؛ علامة عرفها بحيرة، فسأل أبو طالب
عن قرابته من محمد صلى الله عليه وسلم فأجابه إبني، فقال له ما ينبغي أن يكون أباه
حيا. فقال هو ابن أخي. قال بحيرة لأبي طالب خذ ابن اخيك وعد به إلى مكة فلئن رأته
يهود سيعرفونه وإذا عرفوه سيقتلونه.
حفظه الله من كل الأشياء التي كانت تجري في
مكة مما يتخدش مكانته صلى الله عليه وسلّم. كان التعري عند أهل مكة أمرا طبيعيا
نظرا لفرض قريش على زوار البيت اقتناء ثوب من مكة. ظلّل التعري ديدنهم إلى السنة
التاسعة للهجرة. وكانوا يتعرّون في العمل. في يوم من الأيام كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعمل مع أعمامه يحملون الحجارة على أكتافهم فرآه أحدهم الزبير وهو يحمل الحجارة على كتفه الشريف.
فأشار عليه بأن يضع إزاره على كتفه، فلما اراد ذلك وقع مغشيا عليه. فما سار ابدا عاريا.
وما كان يهجم على الطعام كما يفعل الأطفال إذ يفضل الجوع فإذا انتهى الأطفال من
تناول الطعام إن بقي شيء أكله وإن لم يبق رضي ومسك.
........ يتبع إنشاء الله .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق