دخول اليهودية إلى اليمن، ورؤيا ربيعة بن نصر
فسّر المنجمون رؤيا ربيعة ابن نصر. ذكروا له أنّ الأحباش سيحتلون
اليمن، فأمر أهله أن ينتقلوا من اليمن إلى العراق فسكنوا الحيرة. بعد موت ربيعة
حكم أبناؤه إلى أن جاء ابنه تبّان أسعد وكان ملكا عظيما وغنيا. في طريقه إلى الشام
ترك ابنه في يثرب فقتل هناك. رجع تبّع ليعاقب أهل يثرب. كان أهل يثرب يقاتلونه في
النهار ويكرمونه في الليل. خرج اثنان من علماء اليهود للحديث مع تبع. سألوه ماذا
يريد قال إنه يريد تدمير يثرب فقالوا له إن فعلت ذلك هلكت. فهذه المدينة مهجر نبي.
تهود وترك المدينة. ذهب إلى مكة. كانت قبيلة هذيل تكره اهل مكة وأهل اليمن أيضا.
فأشاروا إليه بأن الكعبة ممتلئة بالكنوز. فتجهز لكي يغزوها. فأحس اليهوديان بحركة
عجيبة ولما عرفوا حقيقة الأمر، نصحو تبع
بأن يطوف بها ويعظمها بدل الهجوم عليها. نام تبع في الكعبة ورأى في المنام أنه
يكسوا الكعبة فكساها من صوف، ثم رأى رؤيا أخرى أنه يكسوها بأفضل من ذلك فكساها
بالملائل وهو ثوب يمني فاخر ورقيق.
دعا تبع قومه إلى اليهودية فأبوا، قالوا نتحاكم إلى النار فوقف
الحبرين اليهوديين بعد الصلاة والدعاء في جانب، ووقف الكهنة فخرجت النار إلى
الكهنة فدخلت اليهودية إلى اليمن.
مات تبع وحكم أبنه حسان فزاد ملكه وأراد أن يحكم الأرض. جهز جيشا
ليغزو الفرس أعظم دولة في تلك الفترة. كل الوجهاء والأعيان يعرفون أنهم لا يمكنهم
ان يغزو الفرس فاجتمعو وأغروا أخاه عمرو بأن يقتل حسان ونصحه رجل من حاشيته يدعا ذي
رعيم بأن لا يفعل فرفض فسلمه كتابا.. وكان حسان فطنا لا يدخل عليه أحد إلا بعد أن
يفتش سوى أخاه عمرا. ولما قتل عمرو حسان أخاه أضنته الكآبة والمرض حتى أشار عليه
أحد الأطباء أن يقتل كل من أشار إليه بقتل أخيه. وعندما أراد قتل ذي رعيم ارتأى له
أن يفتح الكتاب، فوجد فيه.
ألا من يشتري سهرا بنوم
سعيد من يبيت قرير عين
فأمّا حمير غدرت وخانت
فمعذرة الإله لذي رعيم
فعفى عنه.
دخول النصرانية إلى نجران
لما مات عمرو تمزقت اليمن
لأن أبناء ربيعة بن نصر تنازعوا على الملك. جاء الخنيعة وهو قاطع طريق جهز جيشا
وسطا على العاصمة فحكم اليمن. كان خبيثا فاجرا. ولكن أحد أبناء تبع وهو ذو نوى تسلّل
إليه وقتله. أثناء حكمه كان يوجد نصرانيا موحدا يسمى سيميون على دين المسيح عليه
السلام، كان يدعوا فأسرته جماعة وباعوه إلى نجراني. كان يتعبد ويخدم سيده وكانت له
كرامات. دخل عليه سيده مرة فوجد حواليه نورا تعجب منه وبدأ يسأله عن دينه. وكان
أهل نجران يعبدون شجرة فقال له سيميون لئن غلب إلاهي إلاهك تعبد إلاهي قال نعم قال
إذن ادعو أهل نجران فدعاهم. فبدأ النصراني بالدعاء إلى أن استجاب له الله تعالى
فأنزل صاعقة على الشجرة فحرقتها، فتنصّرت نجران.
الملك ذو نوى وقتله لأصحاب الأخدود
الملك ذي نوى هو قاتل أصحاب
الأخدود وهو الملك الذي رغم جبروته وكرهه لدين التوحيد تغلّب عليه غلام وهب روحه
للدعوة فأسلم بموته عشرون ألفا من أهل اليمن وقتلهم الملك ولم يسلم إلا رجل واحد
يسمى دوس. وهذه القصة موجودة في الأحاديث الصحيحة وهي طويلة يمكن أن أنشرها وحدها
بعد أن يكتمل هذا المحور.
استنجاد الناجي من أصحاب الأخدود بملوك النصرانية ودخولها إلى اليمن.
بدأ دوس يفكر بالأخذ
بالثأر, فذهب إلى قيصر ورغم تأثره من القصة لم ينصره، إذ اعتذر لبعد
اليمن واقترح عليه بأن يرسل معه رسالة إلى النجاشي باعتبار الحبشة قريبة من اليمن.
فلما وصلت الرسالة غضب النجاشي وجهز جيشا عظيما بقيادة أرياط، غزى به اليمن وانتصر
على ذو نوى وسيطر على اليمن.
حكم أرياط اليمن بتجبر، حتى على الأحباش. فخرج
عليه أبرهة وطلب مبارزته صونا لدماء الأحباش فقتل أرياط وشُرم أنف أبرهة فسمي
أبرهة الأشرم. بلغ ذلك النجاشي فغضب وأقسم أن يأتي اليمن ويحلق شعر أبرهة. فحلق
أبره شعره وأرسل معه تراب اليمن من أجل إعلان الولاء معتذرا أن أرياط أجبرهم على
القتال. فرضي النجاشي. وبنى كنيسة أسماها القليس لكي يحج لها العرب وأخبر النجاشي
بذلك. وأرسل رسالة إلى العرب يأمرهم بذلك ولكنهم رفضوا، سمع رجل من أهل النسيئ
بأمر القليس فذهب وقضى حاجته فيها ولطخها، وبلغ ذلك أبرهة وأبلغوه أن للعرب كعبة
يحجون إليها، ومن هنا عزم على هدم الكعبة.
أبرهة وسعيه في هدم
الكعبة.
جهز ذو نفر جيشا يريد اعتراض أبرهة ولكنه أسر
وهزم جيشه. وتصدت له أيضا قبيلة خثعم يقودها نفيل الخثعمي ولكنها هزمت واسر
القائد. خافت الطائف وزودته بدليل إلى الكعبة وهو أبو رغال، ومات قبل أن يصل
الكعبة. أخذ جنود أبرهة إبل قريش ومن بينها مائتي ناقة لعبد المطلب، كان شكله مهيب،
فعندما استأذن على أبرهة ورآه عظمهه، وعندما عرف أبرهة أنه يريد الإبل استغرب أ
لأنه لم يكن ينتظر أن يكلمه في الإبل. فقال عبد المطلب كلمته الشهيرة أنا ربّ
الإبل وللبيت رب يحميه. فأمره وقومه بأن يخرجوا من مكة فجلسوا على الجبال ينظرون.
بدأ أبرهة في تنفيذ مشروعه وبدأ الفيل يتقدم
نحو الكعبة. أفلت نفيل من القيد وتعلق في أذن الفيل وأخذ ينادي أبرك يا محمود،
"هو اسم الفيل" فبرك الفيل. فإذا بسواد عظيم في السماء وإذا هي طيور
صغيرة تحمل حجارة صغيرة قضب بها بإذن الله على أبرهة الجيشة، " وَمَا
يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ". وفي ذلك العام ولد النبي صلى الله
عليه وسلم.
محاولة سيف بن ذي يزن
في استرجاء ملك أجداده.
بدأ أبناء أبرهة يحكمون اليمن، فأراد سيف بن
ذي يزن أن يسترجع حكم أجداده، فذهب إلى قيصر فأكرمه ولكنه لم يساعده في استرجاع
عرشه لأن الأحباش مسيحيين. فذهب إلى النعمان بن المنذر فقال له أنه لا قبل له
بالأحباش. ولكن يذهب معه إلى كسرى. كان الحاضر في مجلس كسرى يظل واقفا، ولما ينكشف
الحجاب عن كسرى يسجدون له. فسجد الناس إلا سيف. فلما سئل ردّ: "أذهلني ما أنا
فيه". ولكن نتيجة لعدم وجود مكافأة لم يقرر مجلس كسرى إعانته. فكافأه بكسوة
و10 ألاف درهم. بدأ سيف يرمي الأموال على الناس. فدعاه كسرى ليسأله فقال له يريد أن
يستهويه جئتك من بلاد جبالها من ذهب وفضة. فطمع كسرى ومجلسه وأشاروا إليه بأن
يخرجوا المساجين ويقدموهم جيشا لسيف إذا انتصروا يكون حكم اليمن لهم، وإذا قتلوا
فهذا ما نريد. وكان عددهم 800 رجل. عين
عليهم قائدا عظيما، وخرج الجيش. وصلت الأخبار للحبشة. جمع سيف أنصاره. وانتصر جيش
الفرس؛ ولم يسلموا الملك لسيف، وهي عقدة السيف التي لا تزال اليوم مثلا يمنيا.
حكم باذان اليمن ودعاء
رسول الله عليه وسلم عليه.
أمر كسرى المرزبان على اليمن، ثم ابنه، ثم
عزله كسرى وأمّر باذان. وبعث الرسول في حكم باذان. ولما وصلت رسالة الرسول صلى
الله عليه وسلم إلى كسرى، مزّقها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "مزّق الله
ملكه". أرسل كسرى لباذان أن يأتيه بمحمد صلى الله عليه وسلم. فأرسل باذان
رجلين لإحضار النبي صلى الله عليه وسلم. فعندما وصلا أخبرهم النبي صلى الله عليه
وسلم "أن الله قتل كسرى الليلة". قالوا من أوصل لك الخبر، فالخبر من
المدائن يصل بعد شهر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "الوحي".
وقال: "أخبروا باذان بذلك. فوصلا إلى اليمن قبل وصول الخبر فعند ما جاء الخبر
إلى باذان أسلم. ودخل أهل اليمن الاسلام. وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على
ملكه. وأقرّ ابنه بعده إلى أن قتله الأسود العنسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق