الأحد، 22 فبراير 2015

الكلمة والجملة (الجزء الأول)

  mot et phrase « dire quelque chose de quelque chose
      ou de quelqu’un » et la théorie de l’incidence de

                          Gustave Guillaume
                    L’information grammaticale

                N°107, octobre 2005, pp.17-38)
   
             Annette VASSANT

"(...) تعني كلمة إبداع في مجال الفكر، قلّة الرفـــــــض،
واستبدال المعارف القديمة يكون بالتعمّق في دراستهــــــا
وإيرادها في منظور جديد. إذ أنّ التطوّر العلمي لا يُحدث
القطيعة مع القديم وإنّما بإظهاره في وضع جديد. 
(1992Jean Stefanini)

 "بعض الملاحظات حول مفهوم  المناسبة التعلّقية"، في، اللسانيات واللغة الفرنسية"، ص195).

                                    القسم الأوّل:
مقدمة

    قمنا في أعمالنا السابقة حول هذا الموضوع[1] بدراسة تدريجية لبعض الإشكاليات التي طرحتها علينا نظرية المناسبة التعلّقية القيومية. وكانت تلك الدراسات هامة، ولكنّها ضعيفة نسبيا بالمقارنة مع مدى اتساع النظرية. والآن لبلوغ هذه النتيجة وجب علينا وسمها أولا بأوّل تماشيا مع درجات استنتاجاتنا وتحليلاتنا لآثار قيوم في حدود استطاعتنا، وأن نكون في مستوى من العمق يخوّل لنا الغوص في المحتوى كي ندرك لماذا يكون تلميذان بارزان من تلاميذ قيوم وهمـــا Moigne)  (G. و(R.Valin) (من الآن فصاعدا G.M) وR.V) يختلفان في وجهة النظر حول مسألة، كانت لها علاقة ضيّقة بنظرية المناسبة التعلّقية (l’icidence)، بالخصوص، وهي مسألة التعدية وصيغة الفعل، فجاء كلّ على وجه مخالف لما يراه Guillaume من الآن فصاعدا (GG) حول هذه المسألة. ففي سنة 1981 ظهر مؤلّف (GM) "نظامية اللغة الفرنسية" بعد وفاته بالتزامن أو يكاد مع "كرّاسات"  (RV) "آفاق نفسية آلية في الإعراب". يرى الأوّل أنّ المفعول به عمادا دلاليا للفعل (support du verbe)، في نفس المستوى مع الفاعل، وأمّا بالنسبة إلى الثاني (R.V)، فإنّ المفعول به حملا دلاليا للفعــــل (apport au verb)، مع العلم أنّ كتابات (GG) توحي بوجهات نظرية من الصعب تأويلها هذا التأويل. فهذا ما حملنا على فحص النصوص المتعلّقة بنظرية المناسبة التعلّقية، وعلى تحليل الوظائف الإعرابية للاسم (substantif)، من أجل الوقوف على مصادر الخلاف. فحقيقة الإلمام كانت عديدة، ومعقّدة من خلال تداخلها المتبادل، وقد تمت ملاحظة أنّ مما يجعل قراءة (GG) صعبة هو أنّه من سنة إلى أخرى، وأحيانا في دروس مختلفة من نفس السنة (أنظر ص31، أسفله) يعدّل فكرته على وجه مخالف في نفس المسألة. فعلى سبيل المثال بالنسبة إلى مسألة الخلاف بين الماصدق (extension) والاتساع (extensité)[2] لم يتوفر إلاّ تفسير واحد واضح في (د.ل5، 56-57)[3]، وذلك ما قادنا إلى إعادة النظر في كلّ النصوص السابقة في هذا المجال. وفي ما يخصّ الإشكالية التي يقوم عليها هذا المقال، سيتعرّض بحثنا إلى فترة طويلة، كما أنّنا سنتعرّض أيضا إلى أعمال تتعلّق بالفعل (جهة ومظهرا)[4]. وبوضع وظيفتنا في تكوين المعلمين، وبحكم تقييمنا لما اقترحته المدارس اللسانية الأخرى، أمكننا إدراك أصلية نظرية قيوم وثرائها الصريح- من جهة- والخلافات التي تدينها -من جهة أخرى- مقارنة بالتحاليل البنيوية في الإعراب، وذلك ما يحثّنا على البحث للوقوف على الاختلاف الكامن بين الأساتذة الثلاثة (GG) و (GM) و(RV)، في مسألة الوظائف في الجملة، والبحث عن حلول لما عانيناه من صعوبة في الفهم، مع غياب تأليف مجمل، لبعض التحاليل المقترحة. وذلك مما يُعطي مكانة ما للمؤلّفات المذكورة.

   ومن هذا المنطق، فقد توجهنا في البحث وجهة أخرى بناءً على ما يتطلبه المقال. إذ كنّا قد أصررنا على بنائه على ملاحظات أجراها بعض الزملاء والأصدقاء، ومنهم M.Wilmet) 1997، ص360) في قوله "نرى أنّ قيوم لم يقرأ (Beauzée). وأقرّ (D.Van Raemdonck1997، ص360) بأنّ "مفهوم الماصدق...متولّد من التقاليد النحوية إذ هو سليل مدرسة Port Royal)) (ومعه مفهوم الموسّع l'étendue), (ووضعية الموسّع latitude d'étendue) عند (Beauzée) بالخصوص. وقد أُقرّ بأنّ (M.W1986، 25-40، 194)، يجريه في معنى مفهوم المناسبة التعلّقية عند (GG). ومن الأكيد أنّ مفهوم المناسبة التعلّقية عند (GG) لا يتساوى في المعني التقليدي والفلسفي للكلمة مع مفهوم الماصدق. وأنّ معنى الماصدق عند (MW) لا يتطابق مع معنى المناسبة التعلّقية عند (GG)، بما أنّه توجد إشكالية، في الأمثلة التي أجريت لتوضيح المفهوم عند (MW)، "للماصدق المباشر (extension directe)  بالنسبة إلى (الاسم substantif)  "فللاسماء ماصدق مباشر أو بلا واسطة وللصفات ماصدق غير مباشر أو بواسطة عن طريق الاسم")، في حين أنّه لايوجد أبدا عند (GG) مفهوم "المناسبة التعلّقية المباشرة أو الفورية*" بالنسبة إلى الاسم, وإنّما "مناسبة تعلّقية داخلية" (فكيف ستكون المناسبة التعلّقية "المباشرة أو الفورية" في اللسان؟: قبالنسبة إلى (M.W) يرتبط الماصدق باللسان (Langue) و المناسبة التعلّقية بالخطاب (Discours), ولا يمكننا الوصول إلى هذه الخلاصة إلاّ بمراجعة جادّة تجعلنا متمكّنين من معرفة ما إذا كان (GG)  قد قرأ (Beauzée) أم لا؟، بالإضافة إلى معرفة أيّة علاقة كانت قد ربطته بتاريخ النحو، فيما يتعلّق بهذه المفاهيم :الماصدق، والموسّع، ووضعية الموسّع من جهة أخرى.

   وقد سمح لنا الاكتشاف الذي تمّ في هذا المنحى اكتشاف (GG) آخر بمقاصد بعيدة المدى. وسمح لنا بالخصوص بمعرفة، إلى أيّ مدى يُعْتَبَرُ مواصلا لفكرة تاريخية قديمة في اللغة (langage) وفي تعريف "أقسام الكلام" (parties de discours) من خلال نظرية المناسبة التعلّقية . ولكن ذلك يعزّز أيضا أنّ الفكرة القائمة على أّنّ النتائج التي كُنَّا قد توصّلنا إليها في أعمالنا السابقة حول أهمية إعادة النظر في هذه النظرية من حيث كونها قد صيغت عند (GG) و(RV) و (GM) مبرّرة،  وأنّ هذه النتائج، يجب أن نضيف إليها نتائج جديدة، يكشف عنها هذا العمل. سيهتم هذا العمل بعرض هذه النقاط. ولهذا، سنقوم مبدئيا بالتذكير ببعض مميّزات اللسانية القيومية.



[1]- (أنظر Vassent1991، 1993، 1994، 1997، وقد جاء هذا المقال في قسمين، نُشر الأوّل منهما في هده المجلة, وأيضا في Langue française عدد147 سنة2005 في شكل أكثر دقّة).
     نريد أن نشكر في هذا المجال الزملاء والأصدقاء الذين أرادوا إعادة قراءة نسخة قديمة مختلفة عن الحالية على قراءتهم اللطيفة وملاحظاتهم الحكيمة وهم السيدة Mary-Annick Morel,، Delphine Denis، وMicheèle Noailly؛ وMM.Samir Bajric، وJohn Gallup، وWalter Hirtle، وStéphane Marcotte، وRobert Martin، وBernard Pottier، وRoch Valin، وMarc Wilmet. والشكر موصول أيضا للقراء غير المعروفين لمجلة La Langue Française، وأيضا أشكر Danielle Leeman، وOlivier Soutet على صبرهم السلس. والمساعدة اليقظة الثمينة لزوجي قد ساعدتني في إنهاء هذا العمل بانسجام.

[2] - ففي وصف اللعة métalangue نحيل إلى مؤلّفات (Douay و Roulland 1990) و إلى ( Boone و Joly 1996) و بالنسبة إلى هذا المفهوم أيضا أنظر الصفحات 21، 25، 27، 29، [من النسخة الأصلية من هذا المقال].
     3 - نحيل إذن على مختلف مؤلّفات (GG) الموسومة بـ"دروس لسانية سنة 56-57، ط5، فقد طُبعت سنة 1982، ولكن الإضافات المتعلّقة بمفهومي الماصدق والاتساع توجد عنه خلاصة في دروس 1954 و1957 التي جُمعت في مبادئ النظرية اللسانية 1973 (من الآن فصاعدا PLT) ص258 فما بعدها، وص208 وما بعدها. من المهم وضع سنة النشر. وانظر أيضا، ص21 أعلاه والإحالة22.
       4- وهي على التوالي 1977، 1979، 1980، 1981، 1988، 1995.
    *- هذه مغالطة كبيرة تنمّ عن عدم التعمق في قراءة ما جاد به قيوم على الدرس اللساني. ولذلك نحيل القارئ على (درس 2 جوان 1949، في، (د.ل2 1971 (48-49)،ص ص193-200))، وإلى(Moignet 1981، ص231) (المترجم).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية