الأربعاء، 6 يوليو 2016

تقرير جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية


   
    توصل جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية إلى أن تدخل ابريطانيا في حرب العراق غير قانوني وإنما سعى توني بلير إلى إدخال بريطانيا في الحرب رغم وجود معارضة قوية من غالبية الشعب البريطاني ولكن بلير استعمل كل قواه من أجل شن الحرب على العراق التي راح ضحيتها مليون شخص حسب مجلات طبية عديدة منها مجلات ابريطانية. وقد حشد الأرعن بوش الابن حوله تحالفا كبيرا رغم معارضة بعض الدول الأوروبية فرنسا وألمانيا إلى حد ما . وقد دخلت دول كبيرة رغبة في أمريكا ورهبة منها عندما صرّح أتعس رئيس أمريكي إلى حد الآن بأن "من ليس معنا يعتبر ضدنا" معتبرا ذلك استدعاء للحروب الصليبية المقدسة دون أن يثير ذلك حفيظة الدول العربية التي تألبت على العراق من أجل تحقيق الأجندة الامريكية المتمثلة في النظام العالمي الجديد الذي لا تزال ملامحه ترتسم إلى حد الساعة في طمس ملامح دول عديدة إما بالتقسيم إو بزرع الصراعات العرقية والمذهبية أو بتحويل كامل الدولة إلى دولة فاشلة. رأينا ذلك في السودان والعراق وليبيا وسوريا واليمن ومصر إلى حد ما.....
   من المضحك ان بلير الذي يحمله هذا التقرير البريطاني الذي تعطل سبع سنين عجاف أوزار العدوان على العراق، لا يزال مصرا على أن الحرب أنقذت العالم من كارثة "لوووووول"، كأني به يتهكم على مليون شهيد وتحويل العراق من دولة ذات سيادة إلى دولة فاشلة تتحكم فيها قوى شيعية حاولت عقودا أن يكون لها أذرعة واجنحة في العراق ولكن الزعيم العراقي صدام حسين حرق أجنحتها وقصّ أذرعتها وسد أمامها جميع المنافذ باعتباره زعيما وطنيا رغم أخطائه العديدة التي يشترك فيها مع العديد من الرؤساء والحكام والزعماء في العالم ومنهم بوش الأرعن والببغاء توني بلير الذي يسعى بعض النواب البريطانيين إلى سحب لقب رئيس الوزراء الأسبق منه لكونه وعد بوش الابن بالوقوف معه مهما كان، فقذ ذكرت لجنة التحقيق البريطانية أنّ "بريطانيا اختارت الانضمام إلى غزو العراق قبل استنفاد كل الخيارات السلمية لتفكيك ترسانة العراق"،أوان الخيار العسكري في ذلك الوقت لم يكن الخيار الأخير" ذلك أن "الاحكام في شأن أسلحة الدمار الشامل في العراق قدمت بيقين غير مبرّر"، وتم تقليل شأن تداعيات الغزو أو العدوان حسب رأيي.
فقد توصل التقرير الذي وصل إلى 2,6 مليون كلمة إلى أن:
1-  بلير يتحمل المسؤولية الكاملة في الزج ببريطانيا في الحرب على العراق خاصة أنه بالغ كثيرا أمام البرلمان البريطاني في الحديث عن خطورة صدام حسين وأخطأ عندما وعد بوش بالإنضمام إلى الحرب سنة 2002، وقد اعتذر بلير مرارا مدعيا أن راعى في تلك الفترة خيار الوضعية الأفضل لبريطانيا وانه يتحمل المسؤولية لوحده في ذلك.
 2- تسرع بريطانيا في الدخول في الحرب سنة 2003 قبل استيفاء كل الفرص السلمية التي قد تحول دون دخولها للحرب على غرار فرنسا وغيرها من الدول التي نأت بنفسها عن ذلك باعتبار أن العمل العسكري الذي ساعدت كل من تركيا ومصر وغيرهما من الدول العربية لاسلامية إلى التسهيل له لم يكن حتميا.
3- الخطط التي رسمتها بريطانيا لما بعد سقوط صدام حسين لم تكن مناسبة على الاطلاق

4- اللجوء إلى القضاء البريطاني، إذ لم يتهم التقرير بلير مباشرة ولم ينف التهمة عنه وإنما ترك الحكم للقضاء وتحرك أهالي الضحايا الذين حذروا الحكومة البريطانية من الملاحقة القضائية لما تم إرجاء التقرير عدة مرات منذ 2009، ينضاف إلى ذلك الرأي العام البريطاني الذي عارض الحرب في مجمله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية