باريس
تحضر للكشف عن وثائق تدين دبلوماسيين وعسكريين فرنسيين ساعدوا في مجازر التوتسي التي
بلغت 800.000 قتيل في روندا 1994، إثر إعانة باريس لقبائل الهوتو المتحكمة سياسيا
وديموقرافيا. ويبدو ان هذا التدخل السافر في الشؤون الروندية والذي اعرب عنه
الرئيس الروندي في العام الماضي إثر رفض تمثيل باريس في الذكرى الـ20 عند ما منع
هولاند وسفيره من الحضور، بدأ ينفرج منذ زيارة الرئيس الروندي بول كاغامي لباريس
في العام الماضي.
ربما يكون كاغامي قد عقد صفقة مع فرانسوا هولاند
كي يكشف أرشيف الأليزي عن الوثائق التي تدين باريس، ولكن هل ستظهر باريس الحقيقة
أم أن باريس ستواصل تحكمها الإمبريالي في روندا وإفريقيا حيث أن التاريخ الإفريقي
أو العالم الثالث بأسره تكتبه الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة نتيجة إلى أن الوثائق التي تظهرها المحكومة الاستعمارية مرتبطة بمصالحها السياسية والاقتصادية
والثقافية؟
تجدر الإشارة أن سبب الحرب في روندا هو ان
الجبهة الوطنية الروندية التي نشأت في أوغندا إثر تهجير التوتسي بع انتفاضة الهوتو
في الستينيات. فقد اقتحمت هذه الجبهة الأراضي الروندية بعد انتصارات عديدة وصلت من
خلالها إلى 45 كلم من كيغالي العاصمة الروندية ولكن تدخل فرنسا والزائير شل
تقدمهم. وبعد أن أصبحت فرنسا الداعم الرئيسي للحكومة الروندية إثر تراجع المساعدات
البلجيكية نتيجة الضغوط السياسية والقانونية التي تمنع القوات البلجيكة من التدخل
في الحروب الأهلية التي فجرتها عندما ميزت في البطاقة الوطنية الروندية بين الهوتو
والتوتسي.
بعد أن أصبحت فرنسا الداعم العسكري الرئيسي
للجيش الروندي وعدم وجود أي مدد عسكري للتوتسي تراجعوا إلى شمال شرق روندا ولكن
المخابرات الفرنسية بلغت عن أماكنهم مما خول للجيش الروندي إبادتهم عن بكرة ابيهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق