الأحد، 29 مارس 2015

حول مسيرة باردو الرافضة للتطرف والإرهاب


 
   مسيرة صفا واحدا ضد الإرهاب حسب شعار القنوات الوطنية التونسية أو المقدرة بـ80.000 مشارك، أو العالم باردو حسب شعار قناة نسمة الحرة أو المغرب العربي التي تزامنت مع حدث القضاء على 8 إرهابيين حسب التوجه العام للتونسيين في منطقة سيدي عيش من ولاية قفصة في الجنوب االتونسي هو توجه تونسي عام داخل توجه عالمي انطلق في فرنسا إثر اعتداءات جريدة Charli Hebdo  التي ساندها معظم الحراك العالمي بهاشتاك Je suis Charlie Hebdo الذي ظهر في تونس Je suis Bardo.

  يسعى هذا التوجه إلى اكتساب أصوات الشعوب في المناطق التي تعرضت إلى إعتداء إرهابي كي تشكل حافزا جماهيريا يدعم قوانين الإرهاب التي ستكون، في البلدان العربية الإفريقية، قيدا كبيرا أمام الحريات التي اكتسبتها الشعوب العربية إثر الحراكات الأخيرة التي كونت ردة فعل مضاد قضى على طموح الشارع العربي واندفاعه إلى عالم من الحرية والمساواة والشغل جعلت الشباب العربي والأفريقي يدفع ثمنه في البحر الأبيض المتوسط هروبا من القمع والتهميش والبطالة التي يعاني منها في بلدانه الأصلية.

   لم تسلم مما يسمى بالثورة المضادة إلا تونس التي تعرضت قبل أسبوعين إلى هجوم إرهابي بعد إعلان ولاية ليبيا التابعة للدولة الإسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط مما دعا François Hollande إلى الحضور اليوم في مسيرة باردو التي انطلق جانبها الشعبي من باب سعدون لتلتحم مع جانبها الرسمي في ساحت باردو وينطلق الجميع إلى متحف باردو من أجل إبراز النصب التذكاري الذي يحمل أسماء ضحايا الهجوم على متحف باردو.

   مسيرة باردو كما قلنا تسعى إلى اكتساب الرأي العام التونسي والعالمي من أجل تكامل الجهود ضد الإرهاب ولكن أيضا من أجل دفع حركة السياحة العمود الفقري للإقتصاد التونسي ومن اجل إثبات وجود تونس وإصلاحاتها الأمنية الأخيرة التي أعادت فيها غربلة قيادات الملفات الامنية في تونس. ورغم التوجه العام الساعي إلى اخفاء الايديولوجيات السياسية مخافة بروز الحساسيات السياسية، نجد أصواتا تنتقد الامن التونسي في حكم ترويكا الذي كانت فيه القنواة التونسية تستضيف متشددين تونسيين قادمين من سوريا يتشدقون على الهواء بما قامو به من قتل وتنكيل لبعض الأشخاص في سوريا ولم يتم استوجواب هؤلاء.

  من بين هؤلاء المنتقدين حركة الجبهة الشعبية المقاطعة للمسيرة على لسان ممثلها على قناة فرانس 24 في برنامج مباشر حول مسيرة باردو صحبة الدكتورة رجاء بن سلامة التي تحمل حركة النهضة مسؤولية انتشار الإرهاب في تونس لعدم القيام بحملة حازمة ضد المتشددين الإسلاميين، بالإضافة إلى رئيسة حركة سياسية تدعى سلمه على القناة الوطنية التي طرحت عدة تساؤلات مفادها أن وراء انتشار الإرهاب إرادة سياسية فتحت له الأبواب وبالتالي تساءلت عن هذه الإرادة الجديدة التي أكد الناطق الرسمي لوزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي فجر الأحد القضاء على 9 عناصر إرهابية في ملاحقة أمنية في منطقة سيدي عيش بولاية قفصة.

  وقد ذكرت مواقع عديدة منها Tevzatv أن العملية المذكورة قضت على لقمان ابو صخر... وقد أظهر أحد ضيوف قناة نسمه على الهواء في جهاز أيباد صورة ذكر أنها اضحايا عملية قفصة ولكن مهندسي القناة أثبتوا أنها ليست الصورة الحقيقية لقتلى عملية سيدي عيش وإنما هي  صورة نشرت في موقع جزائري في سبتمبر 2013 لتسعة قتلى جزائريين من بينهم تونسي وصورة قيل أنها لخالد الشايب الملقب بلقمان أبو صخر وأخرى لناصر العاتري الذين ذكرت بعض المواقع انهما قتلا البارحة في تونس مرة ثانية.

  وقبل أن نختم هذه الإطلالة نشير إلى طرد إمام جامع الزيتونة إذيذانا بالبدء في عملية إخضاع بعض المساجد التونسية غير المرخصة حسب الأمن التونسي أو غير الخاضعة لوزارة الشؤون الدينية. نشير إلى  وقوع عملية اعتراض لرحلة تتوجه إلى الحممات ولكن تدخل الشرطة أفضى إلى اعتقال الأشخاص معتدين وفي حوزتهم سلاح كلاش نكوف ويبدو أن الناطق الرسمي لوزارة الخارجية كذب هذه القضية واعتبرها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. تجاوزا للخلل الإعلامي الذي أظهرته قناة نسمة في الصورة التي لم يتم نشرها حتى 12: 00 بتوقيت تونس، نتمنى أن تتغلب تونس على هذه الموجة الإرهابية وأن تجتث حتى خلاياه النائمة وأن تبقي قواة الأمن التونسية على بعض المتشددين كي يجدوا خيوطا تساعدهم على اجتثاث الإرهاب.

هناك تعليق واحد:

  1. الجبهة الشعبية التونسية ترفض السيرة معمن يبيض الإرهاب، والجلاد حسب تعبير ممثلها في برنامج على فرانس 24 وتقصد حركة النهضة ونداء تونس اكبر حزبين سياسيين في تونس، ولكنه يشير أن الجبهة الشعبية لن تقوم بمسيرة مضادة

    ردحذف


الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية