حل
من الحلول
يعتبر
الرجوع إلى (مسألة) التطوّر التاريخي طريقة أخرى لدراسة المشكل. إذ بالانتقال من
اللاتينية إلى الفرنسية افتقد الاسم محدّداته الإعرابية. وبالتساؤل حول ما تجسّده
هذه الخيرة في اللاتينية يمكننا أن نستدلّ على ما تمثّله هذه الخسارة.
وهذه
المسألة كان GG قد درسها، وها نحن نطرحها من جديد. إذ تقرّ المحدّدات
الإعرابية للاسم في اللاتينية بوظائفه الإعرابية في نفس الوقت الذي
تقرّ فيه لمقولتي الجنس والعدد، وبصورة أشمل عندما ينضاف العدد. وهذا ما يسمح
للاسم بتعيين كيانات فردانية (الجنس، العدد، الشخص) ليكون إسما ذا
وظائف تعلقية وظرفية في علاقتها بحركية
القول processus verbal وبملء محلاّت غير محدّدة مسبقا في
خطيّة الخطاب لأنّ التعيين يكفي على العموم لوسم العلاقات
الوظيفية (أنظر GG 1938-1939، ص257) إذ
يرى أنّ "للحالة [...] أثرين اثنين. إذ تعيّن وظيفة اسمية في الجملة على
غرار الحرف، إلا أنهما زيادة على ذلك يخدمان معا محدّد قسم من أقسام الخطاب
[...]").
فبافتقاد الاسم للوسم الإعرابي لاستمراره
في تسمية الأفراد معجميا، لم يعد، كما هو الحال في
اللاتينية، على الارتباط بالتسمية المعجمية باعتبارها صيغة صرفية منطبعة انطلاقا
من اللسان نحو الاسم ، بعلامات الشخص التي بها يكون اسما.
فبالانتقال من اللاتينية نحو الفرنسية أصبح الاسم (nom) اسما بمعنى الجوهر (substantif) إذ افتقد علاماته المتعلّقة بالجنس
(لا تزال حاضرة في بعض اللواحق) والعدد والشخص والوظيفة التي بها تكون الكائنات
التي يجري عليها الإسم في الخطاب إفرادية وموسومة في أدوارها الوظيفية،
بالنسبة إلى الفعل، إذ يجب عليه إيجاد أدوات لتحقيق كل ذلك. وإذا ما أصبح
متصوّرا وجب عليه إن أراد الدخول في الخطاب "أن لا يقع إلا على
الأشياء كما يقول GG وأن يوجد علامة بها يستطيع
أن يقع بطريقة فعّلة على "الأشياء"، وتلك العلامة هي الاداة التي
ولّدتها اللغة الفرنسية لهذا التأثير (effet)، لتجعله يوحي أولا بأنّ المرجع محمول
على أنه موضوع كلام نتيجة إسناد علامة الشخص إلى الكلمة التي
تعينه، أي كلمة الاسم بمعنى الجوهر (substantif)، من خلال تحديد مقولتي الجنس والعدد
بمطابقتها مع مُعَيْنِمِهِ (sémantème)، بالإضافة إلى ترسيخ ما لاتساعه
الخطابية من علاقة مع المقصد القولي (visée
énonciative). فنحن في حالة توحي بملازمة لنظام الأداة. وانطلاقا من اللحظة التي
ستصبح فيها تلك العلامة "محدّدة للمقولة النحوية" كما يقول GG، في المقولة
النحوية في (PLT: 213-214) سيتمكّن من أسنمة (nominaliser) (لا استسماء (Substantiver)، كل الوحدات المُعَيْنِمِية سواءً كان
ذلك في اللغة أو في الخطاب، فنحن إذن داخل تعالي النظام (أنظر
الدرس 5، ص210) "حركية
ذهنية من درجة أولى وثانية").
ويجب عليه، من جهة أخرى، إيجاد وسائط شكلية لوسم
الوظيفة. وسيكون ذلك من خلال انتظام الكلمات في خطيّة الخطاب. وهذا ما
سمح بتمييز المواضع السابقة للفعل (في الفرنسية وهي الفاعل مثلا) من
المواضع اللاحقة له (المفعول المباشر والوصف
المتعلّق بالفاعل، المميّزة لاختلاف الأبنية المباشرة الأخرى من خلال الاضمار (pronominalisation). فما
الذي تبقّى لوسم وظائف أخرى وجدت سلفا في اللاتينية؟ فالحرف يرتبط هو الآخر ببعض
الحالات، منذ اللاتينية، لتقويتها على حالات أخرى أو لتمييزها عن حالات أخرى. والوقف (La pause) والفصل (détachement) الذي له تاريخه هو الآخر انظر Combettes 1998) يتدخّلان أيضا في
تنظيم وظائف أخرى في الفضاء.
لقد أنشأت في اللغة الفرنسية الأدوات
لإفراد (individuer) مصطلح الاستسمائي وجعله
اسما (nom)، إذ اختارت انتظام الكلمات للتعبير عن بعض
الوظائف الأساسية (majeurs) في الجملة ولتعميم استعمال الحرف للتعبير عن الوظائف
الأخرى، عند اقتضاء ذلك[1]]. وسيقوم أيضا باستدعاء
مقياس حضور الأداة أو غيابه أمام الإسم لوسم أصناف أخرى من العلاقات.
ففي الوظائف التي وصفت بالأساسية Le
Goffic، ص13، (الوظائف الأولية) - المركّب الإمسي مستعدّ
للإلحاق الضميري – وهي وظائف، الفاعل، والمفعول المباشر والصفة المتعلّقة بالفاعل
بالإضافة إلى بعض المفاعيل ذات البناء المباشر نحو:
Mesurer trois mettres
Peser dix kilos
يدخلان
في وظيفة المفعولية (accusatif) في اللاتينية، من خلال ارتباطهما
الدلالي الضيّق بالرحم الفعلي وشغالان، في الفرنسية محلاّت سابقة للفعل
او لاحقة له (أنظر Vassant 1994). وهنالك وظائف أخرى
متعلّقة برحم الفعل ستكون موسومة بالحرف وهي المفعول المباشروومفعول الوصف الربطي و نائب
الفاعل بالإضافة إلى بعض المفاعيل التي اعتبرت تقليديا ظرفية والتي اعتبرت لاحقة
بالوظائف "الأساسية" بحسب معايير ملائمة. فهي لا تقبل الحذف ولا
الإبدال . تبقى مركّبات ذات وظائف ظرفية. فلنعمل
على جعلها مفاعيل خارج الجملة (exphastique) أو جداول مساعدة (syntagme adjoint) أو مفاعيل جملية (complément de phrase) بتعلّة انها قابلة للحذف والإبدال.
(وقد خصّص لها (P. Le Goffic) فصلا خاصا لتبيين الفروق فيما بينها)
فلم يبق لها سوى ان تعتبر مركّبات حرفية/مركّبات إسمية تتصدّرها الحروف (GN. Prép.) يحقّق الاسم من خلالها
مناسبة تعلقيّة داخليّة كما في كل مركّب اسمي ذي مناسبة تعلقيّة خارجية[2].
وانطلاقا
من لحظة إدراكه ووكذلك إدراك الأعمال، دون ان نُخطئ في التفكير أنّ
"المناسبة التعلقية الداخلية" تعني بالأساس أنّ المركّب الإسمي الحاصل
في الخطاب من خلال تحقيق المناسبة التعلقية الداخلية للإسم لا يصلح أن يكون إلا
عمادا دلاليا، نفهم أهمية دور حضور الأداة أو غيابها ودور انتظام الكلمات
والوقف والفصل والحرف التي سيتطوّر ماصدقها التاريخي بتواز مع تثبيت الأداة. وهنا
أيضا تكون قائمة الحروف المحدودة بمثابة الإشارة إلى هذا الاقتصاد في الوسائل الذي
تسعى إليه اللغة لتخفيف الشحنة الحافظة التي كان يفرضها التصريف الإعرابي (flexion casuelle). وسيتدخل امُعَيْنِم الحرفية لوسم
طبيعة العلاقة التي ستقوم بين عمادها الدلالي الأمامي وعمادها الدلالي
الخلفي الذي ستجعل منه مفعولا للأولّ. فالحرف
هو الآلة (outile) التي تستعمل لبناء العلاقات حيثما
يكون انتظام الكلمات غير سامح بذلك وحيثما يمكننا إبدال كلمة ذات بناء
مباشر بـمركّب غير مباشر، وحيثما لا توجد كلمة ذات بناء مباشر توحي بما
سيسمح به الحرف مع متمّمه بالإضافة إلى ما توحى به صيغة هذا الأخير.
ومن الأكيد انّ للغة وسائل تلجأ إليها للتعبير
عن العلاقات الرابطة بين الكلمات، فهناك مثال واحد غير مرتفع في سلّمية
المركّب الإسمي نفسه:
1- البناء المباشر: (construction directe):
une robe rouge
un sérieux problème
(صفة في اللسان وردت قبليا في حال وبعديا في
حال أخرى)، وأما une
robe couture فتتكون من (اسم "وقع في موضع
الصفة "، تموقع بعدي؛ إذ لا توجد كلمة في اللسان تؤدّي هذا المعنى) أما:
la rue Pasteur
le projet Delors
le roi Luis XIV .
تموضع اسمي بقيمة التصنيف.
2-
البناء
غير المباشر (construction
indirecte) بالاسم أو باسم العلم أو بالمركّب
الإسمي نحو:
Une robe en soie
مفعول
بيان النوع (complément de
manière) فلا توجد كلمة في اللسان تعبّر عن هذا المعنى.
Une robe de ma mère
La ville de paris
يحدّدان مفعول التحديد (complément déterminatif) كما
يصطلح عليه، ولا توجد كلمة في
اللسان تؤدي هذا المعنى إطلاقا).
3-
البناء الوقفي أوالفصلي
Un enfant, fatigué, est allé se coucher.
Fatigué, un enfant est allé se coucher.
يحمل المثالان صفة
تفسيرية (epithète
explicative) قبليا أو بعديا على حلاف الصفة
الوصفية (épithète
descriptive) : نحو
Un enfant fatigué est allé se coucher
الوقف بالنسبة
إلى اسم موضوع إلى جانب اسم علم نحو:
Jean, mon cousin, ma dit que…
وبالتضاد مع mon cousin، يكون Jean دون وقف.
وإذا أضفنا إلى أصناف الحمل الدلالي المذكورة
ما حقّقته سواء بالوقف أو عدمه، أو من خلال بعض الموصولات، أو أحد المصادر
نحو:
Une chambre à coucher, une relation à entretenir
فسيتم
إدراك كل الاستراتيجيات التي يتخذها اللسان لتغيير وسائل التعبير السامحة بالتعبير
عن علاقة بين حمل دلالي وعماد دلالي أو
عن علاقة كما ذكر C. Hagège (1997).
فهل من الأساسي الاستقصاء في البرهنة ؟ يكفي
تعديل النظرية بالإشارة إلى ما يمثله حضور الأداة او غيابها بالنسبة إلى الإسم أو ما
يمثله غياب الأداة وحضورها بالنسبة إلى الفعل، أو ما يدخل تولّده الفكري (idéogénèse) وتولده الصيغي (morphogénèse) على
مستوى التعلّقات (valences) التي ستسمح له بتحيين (متعلّقات لم تكن
بأي وجهة من الوجوه صادرة عن الفعل، ولا المشتقات أيضا). فقد سمح التحليل
النسقي والتحليل بالمكوّنات المباشرة بحصر طبيعة وبنية
الجداول (المركبات والمركّبات الفرعية) الوظيفية.
فيكفي ان توسم طبيعة الوظائف الجارية على كلمات في اللسان وتلك الجارية على
كلمات في الخطاب بأن يحدّد دور الحرف في كل حالات تدخله من أجل وضع نظرية شرعية قابلة
لذلك. تأخذ بعين الاعتبار دورها البنيوي (أنظر Melis الإحالة 27 و31 أعلاه)، وقابليتها
لتوليد "الكلمات" في الخطاب، ولإفراغها الدلالي (Subduction)، عندما تواجه الفراغ المقولي (décatégorisation) بنفسها. يمكننا إذن أن نقرّ بطريقة
أكثر ملاءمة بتحليل المداليل المرتبطة بها في الاستعمالات.
فلم تنتظر المدارس اللسانية الأخرى ولا بعض من
القيوميين وحتى GG نفسه، لم ينتظروا من النظرية أن تكون كافية
إجمالا من أجل الاستسلام إلى تغيّرات تتحقّق في الخطاب بسبب دخول الحرف، وأداة
الربط (conjonction de subordination)،
والضمير (pronom relatif). ولكن
الطبيعة الحقيقية للحرف
باعتباره قسما من أقسام اللسان حسب المعنى الذي نتبعه قد طمستها الخاصية
الغامضة لنظرية المناسبة التعلقيّة الداخليّة.
في الحال بدأ يتوضح قليلا ما يمثل هذا، أي دور
امنتج المقولة النحوية (م.ل.ن
ص ص201-217) والاداة
والمحدّد وكذلك ادوار انتظام الكلام، والوقف والفصل، ودور بناء الفعل في
علاقته بصيغته في بنية الجملة دون وضع اعتبار لدور فعل العماد (auxiliarisation) الذي كان GG أوّل من بيّن آلية تعريفه وتوظيفه، والفهم
الجيد لما يجب تقويمه في نظرية المناسبة التعلقية. فهي تتطلّب الاكتمال وإعادة
البناء فقط، وذلك ما جعلنا نقول في المقدمة أنها تطرح إشكاليات هامة، ولكنها قليلة
الشأن بالمقارنة مع مدى نظرية المجموعات، ومع كل الأعمال التي تسمح بها
من حيث الاحتضان والتفسير.
مشكلة
أخرى
وبحسب ما رأينا تبقى هناك مسألة تتطلّب حلا،
إذ أتسمح نظرية المناسبة التعلقية بالنظرفي ما يمثله الاسم والصفة والفعل
والظرف في اللسان وما تتكهّن به في الخطاب. وفي هذا النطاق التعريفي، إذا
لم نسر بسرعة فائقة في الاستدلال، سنعتبر أنّ الظرف يكوّن مناسبة تعلقيّة من
درجة ثانية على الأقل في اللسان وفي الخطاب، وأنّ الصفة والفعل ذو القيمة
الوصفية أو الشخصية يكوّنان مناسبة تعلقيّة خارجية من درجة أولى على
الأقل في اللسان والخطاب، ولكن بالنسبة إلى الإسم فإنّ المناسبة
التعلقية الداخلية افتراضية في
اللسان فقط. إذ لا
تصبح فعّالة في الخطاب إلا إذا حقّق الاسم مناسبته التعلقيّة الداخليّة لكونه
يتناسب تعلقيّا مع الأداة أو مع (بـ) المحدّد، وذلك ما يجعله مركّبا اسميا.
وبانطلاق من اللسان نحو الخطاب، خلافا للصفة والظرف والفعل التي تبقى طبيعتها
النحوية هي نفسها ما لم تكن موضوعا "لاشتقاق غير ملائم" (dérivation impropre)، يمكن للاسم أن يحقّق مناسبته
التعلقيّة الداخلية ويمكن أن لا يحقّقها. إذ يبقى اسما في بعض الحالات، ويشغل
وظائف يجب تحليل قيمتها؛ ويصبح، في حالات أخرى، عند ارتباطه بمحدّده مركّبا إسميّا.
وبالتالي يكون قد خضع لتغيّر (mutation) في نطاق مقولة الجنس نفسها. وذلك ما
يسمح له بالخصوص بالارتباط بإسم علم أو بضمير الغائب. وانطلاقا من مبدا
المشابهة سنحاول ذكر أنّه تجاوزما يسمّى في الأنقليزية noun نحو name.
فللاسم بمعنى (اسم الجنس common noun) مناسبة تعلقية داخلية
افتراضية أكيدة. ولكن المركب الاسمي "phrase noun" هو نفسه
الناتج عن
مناسبة تعلقية خارجية وبالخصوص تنطلق من الاسم إلى المحدّد كي تعيّن "name" محدّدا معينا (انظر
ص20 أعلاه) فما نوع
مناسبته التعلقية[3]؟،
وتكسبه قيمة اسمية فعالة، فهو ليس بسم جنس افتراضي، فهو مثل كل اسم في
الخطاب، وكل ضمير سيشغل كل وظيفة طالبة لعلامة الشخص، وبهذا الخلاف مع الضمير
الحامل هو الآخر في الفرنسية لاستكمال موسومة بمقولة الشخص وبالوظيفة، وممثلة في
ذلك اسم العلم، سيصبح في بعض الوظائف مركّبا حرفيا. وفي الخطاب للمركّب الاسمي
مناسبة تعلقية خطابية صادرة من الوظيفة التي يشغلها. فنظام الجملة يفرض على
نظام الكلمة قوانينه وهذا الأخير يتكيّف مع ذلك.
ويجب على المركّب الاسمي في هذا التدرّج،
بالمعنى الشكلي المقولي للمحدّد + إسم ، أن يظهر انطلاقا من اللسان ما دامت
الافتراضية الخطابية للاسم في اللسان إلى
تساير استعمالات خالية من المحدّد، وكذلك يجب عليه أن يظهر ملازما لاسم العلم (بمميّزاته
الوظيفية، وذلك ما لا يمنع معالجته في الخطاب على أنه اسم و"اسم
جنس": نحو: (les Mozart في تحديده المختلف مع الاسم، والمركّب الإسمي
والضمير. وبناءً
على أنّ هذا ورد مجملا في الخطاطات التي خصّها Moignet بأقسام اللسان Parties (1981، ص16-26)، حيث
توجد أسهم تشير إلى محلّ المناسبة التعلقية والصفة والفعل والظرف، إذا ما
تمّت تسمية الجداول بالمركّبات الوظيفية الكبرى في الجملة، استوجب ذلك
ذكر المناسبات التعلقية بين النسقيّة (incidences
intra syntagmatiques inter syntagmatiques) للمركّب الاسمي وللاسم في
"الجملة الأساس وفي الجملة الموسعة (phrase
étendue) (أنظر Vassant 1993)، إذ نفضّل هاتين العباراتين على عبارتي Endo وExophrastique
اللتين
استعملهما Guimier) 1998)،
بما أنّ هذا الأخير لا يحدّد نوع الجملة المقصود.
نلاحظ أنّ الصفة تدخل إما على المركّب الاسمي
ذي الوظيفة الوصفية (epithète) أو على النواة الإسنادية المرتبطة بوظيفة
الصفة (attribut)، وإما على نطاق إسناد ثانوي في حالة الموضعية
apposition، وإمّا بقيمة ظرفية نحو (rire jaune)، أو
على شكل مركّب اسمي عندما يكون مؤسنما، أو على شكل نواة لمركّب في حالة تصدّع
بنيوي نحو:
ivre de colère, il se précipita sur
lui …. وقد تطوّرت مناسبتها التعلقية، في الخطاب، من مناسبة تعلقية
خارجية من درجة ثانية إلى درجة أخرى، مع أنّ المخرج المشترك (déniminateur commun) لكل تلك الوظائف يتمثل في طبيعة
الصفة في اللسان ما دامت كلمة لها مناسبة تعلقية خارجية من درجة أولى.
وبنفس الطريقة يدخل الظرف على المركّب الإسمي
لكونه إسقاطا يتناسب مع المناسبة التعلقية للصفة نحو الإسم إذ يدخل في العلاقة فعل/فاعل، وفي
العلاقة ظرف/جملة أساسية إلخ. تتطوّر مناسبته التعلقية من مناسبة تعلقية خارجية من
درجة ثانية إلى درجة أعلى. ولكن المخرج المشترك لكل تلك الوظائف هو طبيعة
الطرف في اللغة ما دام كلمة ذات مناسبة تعلقية خارجية من درجة ثانية.
ويدخل الاسم بدوره إلى مختلف المواقع Sites في الجملة سواء كان مرتبطا بالمحدّد او
بدونه. ويشتغل بمصاحبة المحدّد أو بدونه. وقد يشغل في حال من الأحوال، ككل العناصر
المتعلّقة بمقولة الشخص، وظائف تعلقيّة (بمصاحبة الحرف أ بدونه حسب البناء
الفعلي)، وظائف ظرفية (circonstancielles)، وفي حال أخرى، وظائف وصفية، وظرفية ارتبطت
بالحرف أم لا أيضا. وفي كل الحالات فبسبب أنه انطلاقا من اللسان، تنشأ طبيعته من
مناسبة تعلقية داخلية افتراضية، فإنه يمكن ان يتطوّر في الخطاب حسب بعض الظروف.
وستكون الوظائف التي سيشغلها وظائف أكبرى، نسقية، داخل الجملة أو وظائف صغرى
داخل النسق Intra-syntagmatiques (انظر Vassant، 1994،1993).
تتباعد وجهات النظر بالنسبة إلى التعريف
الإعرابي عند الأوائل. فهل سيعتبر الفعل بمثابة "المحور le pivot" الذي تنتظم حوله كل الوظائف الأخرى-
وهو اختيار تبنّاه بعض اللغويّين من بينهم Tesnière و D.Denis وA. Sancier Château (1994، ص420) - على سبيل المثال ؟ أم
أنّه محور للمكوّن الثاني في الجملة الصغيرة، أي المركّب الفعلي الواقع إلى جانب مكوّن
الفاعل وهو اختيار تبنّاه Riegl و al (1997، ص127) بحجج متداخلة ؟
يتناظر المفعول والفاعل في علاقتهما بالفعل في
بعض الحالات (وهو خيار عند Moignet والحل الأول الذي اقترحه GG) وقد يكون المفعول كغيره من المفاعيل
الأساسية جزء من المركّب الفعلي (وهو خيار عند Valin، والحل
الثاني الذي اقترحه GG).
يوجد اختلاف في وجهة النظر القيومية حول هذا
الموضوع طالما أنّ مشكل المناسبة التعلقية للإسم كان ضعيف الحل. حاليا
لم يعد الحال كسابقه أخذا بعين الاعتبار أنه ما دام الفعل يتطابق مع الفاعل
في الفرنسية فمن المنطقي أن تقع كل المفاعيل الأساسية داخل المركّب الفعلي.
فبعضها ذو بناء مباشر بما أنه حُدّد بكونه الأقرب إلى رحم الفعل خاصة إذا ما
كان الفعل يتعدّى مباشرة وبعضها الآخر له بناء حرفي (مفاعيل غير مباشرة)،
فنسق الكلمات في الفرنسية مصمم كما لو أنه لا يسمح بأبنية مباشرة أخرى للفعل المتعدّي
إلى مفعولين (على خلاف الإنكليزية على سبيل المثال إذ تسمح ببناء مباشر مزدوج في
بعض الحالات نحو:
To
give somebody something
يكون الفاعل في وجهة النظر المذكورة عمادا
دلاليا للمركّب الفعلي وتكون المفاعيل الأساسية سواء كانت أبنية مباشرة
أو غير مباشرة حاملات دلالية للفعل في المركّب الفعلي (أنظر Vassant 1996 و Rigel وAl 1997، ص140 و ص ص 215-222). والمفاعيل الظرفية (الجداول
المساعدة syntagme adjoint) حاملات دلالية
على غرار الظروف الظرفية في النواة الإسنادية، وفي ما يتعلّق بمتمّمات
الجملة (من الواضح أنه لم يوجد بعد نظام اصطلاحي موحّد في القوائم
المرجعية)، فإنّها تتناسب تعلّقيا مع اجتماع النواة بالجدول المساعد.
ولكن علينا ألا نخلط المناسبات
التعلقيّة في الخطاب بالمناسبات التعلقيّة الافتراضية في اللسان التي بها تتضح
المقولة النحوية لأقسام اللسان إذ لا ينشأ المفعول من مناسبة تعلقيّة خارجية
من درجة ثانية مثل الظرف (أنظر
الإحالة 27 أعلاه) لأنه
يتمّم الفعل في المركّب الفعلي في حين أنّ ظرف الكيف يتناسب تعلّقيّا في
العلاقة فاعل فعل مع "محمول portée" موجّه إن قليلا أو
كثيرا إلى احدهما أو الآخر إلى العلاقة بينهما (أنظر Guimier 1996).
فإذا ما أردنا الحفاظ على مفهوم المناسبة
التعلقيّة للعلاقات في الخطاب، فيجب أن يؤخذ المستوى الذي تدخل فيه هذه المناسبة
التعلّقيّة بعين الاعتبار.
فإذا ما وجد في هذه السلمية الوظيفية مركبات
اسمية داخل نسقية intra-syntagmatiques) ذات
بناء مباشر أو بناء حرفي، أو مركّبات إسمية مكوّنة لمركّب وظيفي أكبر، فلأنها انطلاقا
من اللسان يكون للاسم مناسبة تعلّقيّة داخلية افتراضية كما يقول قيوم، وهذا
ميّز أقسام اللسان الأخرى من خلال التناقض الذي يتحدّد في النظام تحت تأثير هذه
العلاقة في النظام. فعلاقاتها الخطابية هي أولا روافد لذلك. ويجب مع ذلك
التنبّؤ بها في اللسان من خلال تحليل دقيق للخطاب، وذلك أمر قد رأيناه ناقص بشدّة.
"فلا
يمكن أن تجرى كلمة homme إلا على ما يستوحى من الوصف Homme أو ما كان قد تضمّنه" كما يقول GG. ويجب، كما فسّر باستطراد، أن نضيف في هذه
الحال التي كنّا قد رأيناها في (ص25 أعلاه، في النسخة الأصلية) أنّ هذه المناسبة
التعلّقيّة الافتراضية في اللسان يمكنها أن تتحقّق في الخطاب في شكلين وهما
الارتباط بالمحدّد أو عدمه، وذلك ما يسمح بمواجهة حدوث إعرابي جديد مخالف، وبالتالي
يتمثّل المقياس هذه المرّة في الجملة والضرورة من أجل إشغال بعض الوظائف
الإسميّة، للحصول على مناسبة تعلّقيّة داخلية متحقّقة في الخطاب بواسطة
المناسبة التعلّقيّة للاسم المرتبط بالأداة أو بمحدّد آخر.
ولكن هذا النص يعود إلى سنة 1949، وإذا ما مثّل
حالة متقدّمة في تفكير GG حول المناسبة التعلّقيّة
الداخلية ومقولة الشخص، فإنه يؤرّخ لعلاقة التقابل بين الماصدق والاتساع لا
التمييز بين الاسم والمركّب الإسمي ولا بين الوظائف الكبرى الصغرى في
النواة الإسنادية وفي الجملة المُوسِّعة. وهو عمل هام ارتكز على
وسم تطوّر فكر قيّوم من خلال كتاباته في النقاط المذكورة ونقاط أخرى.
وإلى أن يتحقّق ذلك، يمكننا ملاحظة أنه، كما هي
الحال في الصفة والظرف اللذين يَشْغَلان وظائف في مستويات مختلفة في الجملة، فإنّ المركّب الإسمي
سَيَشْغَل بدوره وظائف ذات مستويات مختلفة في الجملة. وبالتساوي مع المركّب الاسمي
الذي سيشغل هو بدوره هذه الوظائف ولكن بقيود مختلفة. تتمثل في الملازمة وتجريد
النظام. إذ يكرّر اللسان نفس الآلية على وتيرة واحدة.
ملاحظـــة: في
سلّمية الوظائف المذكورة يضم اسم اللسان في الخطاب، في صيغة اسم أو مركّب
اسمي سواء كان متصدّرا بحرف أم لا كل أقسام اللسان الإسنادية الأخرى، غير الفعلية والعكس غير صحيح،
إلا إذا كان ذلك يحتمل اشتقاقا غير ملائم، ولكن ذلك يجعلها إعرابية بقيود
أكثر. وفي هذا المجال تقترح D.
Leeman (1989) تحليلا
جيّدا لهذه الظاهرة.
لا يمكن أن نحقّق نظرية في الكلمة وفي الجملة
(وصولا إلى نظرية في الحرف) إلا إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار بكل مستويات
التحليل في الخطاب أو التطوّر التاريخي حتّى بمختلف الحلول التي تم اقتراحها لهذا
المشكل في مختلف اللغات إذا ما أردنا توسيع وجهة النظر: أنظر C.Hagège (1997).
خاتمة
لقد دفعتنا بعض
ملاحظات (M. Wilmet) و (D.
V. Raemdonck) إلى اقتحام تاريخ النحو. وبفصّل ذلك، وبالإضافة إلى
الإشكاليات التي وضعتنا في حلول متباعدة لـ (R.Valin) و (G.
Moignet) وGG حول هيكل التناسب التعلّقي للمفعول، استطعنا
التوصّل إلى الطريقة التي تسمح من خلالها النظرية القيومية حول المناسبة
التعلّقيّة الربط بين نظرية الكلمة ونظرية الجملة، بين عملية الإسنادية (prédicativité) والإسناد (prédication) وكذلك الربط بين
المدى التاريخي الذي دفع النحاة منذ أقدم العصور إلى محاولة فهم كيفية اشتغال
الكلام وكيفية تعريف "أقسام الكلام، دون أن يتوصّلوا إلى تحديد ما
يمثّله الاسم من بينها في اللغة الفرنسية، فمفهوم الحمل الدلالي الذي أقرّه GG والدي ساهم في حلّ هذا الشكل بالفعل، يجلعنا
نتخلّى عن المادة الأساسية للدفع بتفكيره إلى أقصى حدّ ممكن، من أجل إدراك الكيفية
التي بها تتعرّف الكلمات بصورة أدقّ، بين اللسان والخطاب، ويقتصر على فتح أبواب
جديدة لملاحظة نشاط الكلمات بصورة جيدة.
نأمل
ونحن نسعى إلى الختام أن تكون قراءتنا لGG من خلال
هذه النظرة التاريخية أن ننجح في
توضيح ما تمثلّه اللسانيّات القيوميّة باعتبارها الأسبق في التنظير في أعمال
الكلام.
استطاعت مخيّلتنا، في هذا التوجه، انطلاقا من
أعمال (J. Stefanini) ومجموعة من مؤرّخي النحو، الانفتاح على
مظهر من العمليات الذهنيّة حول الفكرة
المنشئة للسان والتي بحث فيها GG، جريا
على مآثر أشهر أسلافه، عن تفسير الآليات الجينية.
يسمح هذا التصوّر للأعمال، في مسألة تعليم
اللغة، للمعليمن بفهم الغاية من تجاوز الألقاب العقيمة
(etiquetage
stérile) نحو مقاربة حركيّة لتولّد المعنى عبر
الأشكال والوظائف أثناء تدريس النحو وبعض النصوص
الأخرى.
[1] - نظنّ أنّه قد تم
إدراك انتظام الكلمات للتمييز بين وظائف الفاعل والمفعول الوصف كما ير GG (الدرس 4، 1949-1950 أ، ص45 فما
بعدها). ففي ما يخصّ وظيفة الوصف لم يحدّد أنّ محلّها هو نفسه محلّ
المفعول L’objet –والباقي من
مشمولات المُعَيْنِم الفعليأو القولي – وتلك "حالة إعرابية وسطى لوظيفة
الفاعل كما يقول، فقد لاحظ في المثال الذي قدّمه (Un temps vient où!, vient un temps où أنّ الفاعل قد
يقع قبل الفعل أو بعده صُحبة آثار معنوية مختلفة. ولكن هل يمكننا التعميم، انطلاقا من هذا المثال، حرية تنقّل الفاعل؟ أيمكننا أن نجرى ذلك على:
l’enfant mange des
pommes ?
Mange l’enfant des pommes
Je me rends compte de mon
erreur ?
Rends je me compte.
ويتحقّق أيضا من
أنّ المفعول المباشر يمكن أن يقع في الموضع الأول، إلا أنه يؤكّد أهمية الإعادة
بحجة انّ محلّه مقيّد، نحو Ces choses je les sais (ص47). على انه في هذه الصفحات التي استدعى فيها
دور نظامية الكلمات لم يتوان عن ذكر، أنّه خارج هذه الاستعمالات، تنتفي الحالة
التأليفية للسان، وانه انطلاقا من هذه
الحالة الفارغة Cas
nul يتم استعمال
الحرف" (نفس المرجع، ص47).
ومهما تكن قيمة
تفسيراته، رغم كونها لا تعير انتباها إلا لوظائف البناء المباشر أو الحرفي Les fonctions de construction directe
ou prépositionnelle مهملة على سبيل المثال الوظائف المرتبطة بالحذف
أو الفصل نحو J’ai rencontré Caroline, la fille Jean، فإننا سنتأكّد من أنّه يوجد
هنالك إشكال لوظيفة الإسم substantif في
اللسان، في حين أنّنا في مستوى الخطاب حيث يكون تعاملنا مع المركّبات الإسمية،
وأسماء الأعلام، في أمثلة أخرى، وفي موقع الفاعل، وفي الفعل اللازم. على أنه عندما تناول دراسة النسبي La relative والرابط Conjonctive سنة 1948-1949 ج، قد تحدّث
عن المركّب الإسمي وعن الأسمنة Nominalisation (ص143 فما بعدها). كما أشرنا إلى ذلك (أنظر
الإحالة 10 أعلاه)، ثم أنّ RV قد أعاد
"حالة الاقتران Cas synaptique من
أجل توضيح سبب خطا GG في الفاعل.
[2] - في هذه الحال
يلتقي تفسيرنا بتفسير L.
Melis (أنظر الإحالة
27). إذ يظنّ أنّ السلوك الجاري على مستوى الجملة الأساس (أي نسقية الكلمات في
فضاء الجملة Disposition
dans l’espace وتدخل
الحروف) يخلع أيضا على مستوى كلّ الجداول. تلك فرضية معروضة لإعادة النظر. ويمكننا،
لتحديد ذلك، الانطلاق من طبيعة المركّبات المتمّمة ومن طُرُق التوسعة
التي تستعملها اللغة حسب تلك الطبيعة. وهذا التحليل النسقي Syntagmatique يمكن ان يردف بتحليل
جدولي Paradigmatique شبيه بالتحليل
الذي قام به L. Melis لمجموعة المفاعيل
الحرفية Groupe
complément de la préposition وبتقاطع التحليلين، يمكننا بكل تأكيد الإحاطة بالسياقات
التي فيها يكون للحرف استعمال "إعرابي casuel" والتي تسمح بإنشاء كلمات في
الخطاب (أنظر المثال المحلّل أسفله)، ونشير هنا إلى الحلّ الأساسي المتعلّق بمشكل
الأبنية الزمانية المباشرة وغير المباشرة constructions temporelles directes et
indirectes، التي قدّمها M. L.
Honeste (1997).
[3] - يوجد حلّ من
الحلول (أنظر ص20 أعلاه) ايعتبر أنه ليست له مناسبة تعلقية على الإطلاق وأنّ الحرف
هو الذي منحه ذلك (أنظر Llinski 2003، 1 ص107). ولا
نتبع زميلنا في هذا التمشّي باعتباره توجّه دائري، ثمّ أنه لا يفسّر سبب اكتساب المركّب
الإسمي الفاعل أو المفعول لمناسبة تعلقية في وظائفه التي يفقدها عندما يكون
مركّبا حرفيا. فقد رأيناه واعتبرنا أنّ الحل أبسط من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق