القسم
الثاني: المشاكل التي تطرحها نظرية المناسبة التعلّقية
لم
تتوقّف نظرية المناسبة التعلقيّة رغم إغرائها عن الإثارة وطرح المشاكل. فلماذا ؟
تسمح
الأداة حسب ما رأينا، أن يكون الإسم "إسما متمكّنا، فهو كما يقول GG "محدّد للمقولة الاسمية" (مبادئ
في اللسانيات النظريّة (PLT )، ص214).
ومن
هذا المنطلق سيسمح بـ"أسمنة" كل قسم من أقسام اللسان : نحو (Le vierge, la vivace et le bel aujourd’hui، كما يقول الشاعر)، أو قسم
من أقسام الخطاب: نحو ((ton
« pour le bon » est mal venu. وحتى بالنسبة إلى كل الجمل التي من نوع ((Le qu’en dira-t-on. يقول GG أثناء تحليله لهذا الصنف من الصياغات
"يكفي أن نجعل الصفة تتناسب تعلقيا مع نفسها لكي تصبح إسما" فبهذه
الصياغة التي نزع العديد منا الى قبولها حقيقة مطلقة يكمن مشكل أوّل. إذ أنه
لجعلها تتناسب تعلقيا مع نفسها فإنّ ذلك يجبرها على استدعاء الأداة، ولهذا فإنّ المناسبة
التعلقيّة بين مفهوم الوصفية وهذه الأداة، وذلك ما يعطيها مقولة الجنس (وهو حيادي
هنا) ومقولة العدد (المفرد) ومقولة الشخص (الغائب الذي يعطي مقولتي
الجنس والعدد بالعبارة أو المركّب المعنى).
حينئذ،
هل تمكننا من الناحية المنطقية، أن نقول إنّ هذه العملية هي عملة الإسماء[1]. فاسم
اللسان ذو المدلول الافتراضي إذا ما تعدّى من اللسان إلى
الخطاب وحقّق مناسبة تعلّقيّة داخلية مقتنيا بالأداة التماس
اتفاق مع وجهة الخطاب بمدلول فعّال (signifié effectif) ألا يعتبر إسما (substantif) أيضا ؟ تشير إلينا (عملية)
الإبدال بأنه يوجد في الجملة "l'enfant chante"، "l'enfant" وليس "enfant"، وتستبدل
بـ "Pierre" مصحوبة بـ"il".
إذ لا
يمكننا من الناحية المنطقية، أن نعتبر لا "l'enfant" ولا "il" ولا "Pierre" أسماء (substantif).
فالعملية التي تذهب بنا إذن من "vrai" إلى "le vrai"، ومن "enfant" إلى "l'enfant" ليست عملية
استسماء وإنما عملية أسمنة.
فإجراء تسمية واحدة على عناصر مختلفة مثل اسم
العلم و"المركب الإسمي" و"الاسم Substantif"، ستقف حاجزا أمام خصوصية مراجع الكلمات
المذكورة في المقولة النحوية وفي النشاط الخطابي. والواقع أنّ هذا
اللبس هو ما نجده في كتابات GG عندما يقول "يوجد في Il marche ضمير الغائب "il"
ويعتبر متمّما
للاسم (Pierre) المستعمل سابقا [...] ويذهب أبعد من
ذلك "ومثلما أنّ il عنصرا مكملا لحيّز الفعل، مادام
ضميرا متصلا بالفعل، وفاعل، فإنه سيصبح في الخطاب متمّما لحيّز اسمي: نحو:
Pierre sait penser. Il sait penser (د.ل3،1948-1949،
ص114، المكتوب بحروف كبيرة)، فليس Pierre باسم Substantif، وضمير الغائب "il" يعتبر متمّما لاسم علم مساوٍ، وليس
باسم Substantif هو الآخر، وإنما بمركّب اسمي
نحو: (l'enfant، وil .....).
وفي ما
كتب Moignet، بعد أن قال أثناء حديثه عن الضمائر
النظامية أنّ "إشارتها إلى كائنات ينحصر
عملها في ظروف الخطاب ويجعلها [...] تقترب، لا من خلال كونها بدون
إحكام، من اسم العلم"
(انظر نظام اللغة الفرنسية SLF، ص100 المكتوب
بحروف كبيرة) وسيقول (في ص
ص164-165، من نفس المرجع):
"تكمن
المناسبة التعلقية القولية (l’incidence
verbale) في اشتقاق الضمير المتصل العلائقي (pronom
conjoint clitique)، إذ يمكننا القول بدون مجازفة أنّ المناسبة
التعلقية للفعل في علاقتها بالأسس الدلالية الاسمية تتمّ بتوسّط الضمير
الشخص ، وذلك ما يترجمه الكلام المتداول بوضوح من
خلال سعيه إلى إنتاج الأسماء والضمائر دفعة واحدة [...] فمن بين الكلام
المتداول إذن نجد: il se les enfonce pour de bon، le fakir، les
épingles؟.
لا يمكننا التقاضي عن ردّة الفعل بما أنّ ما تمّ
انتاجه في الجملة أعلاه هو "مركبات اسمية" (وليس أسماء)
أو ضمائر متمّمة: ((les) les épingles (il) Le fakir)، قابلين للاستبدال أيضا بأسماء أعلام نحو: Il, l’a vue Pierre, Caroline إذ هو موضع لا يمكن أن يملأ بأسماء
بسيطة.
يجب أن نذكّر هنا بما صرّح به GG وأتباعه ونحن منهم بدون شك و(SLF.16 GM) بإلحاء أنّ الاسم في اللسان هو
الصفة والاسم بمعنى الجوهر في
اللسان، لتوضيح
أهمية عدم وجود خلط بين ما كان عليه الاسم في اللسان وما سيصبح عليه في
الخطاب والحقيقة أنّ النظرية تقول:
"يجمع الإسم في اللغة الفرنسية بين ثلاثة
وظائف دون أن يفرّق بينها، وهذه الوظائف هي، الفاعل، والمفعول والصفة، هي
وظائف في الخطاب تنفصل دون أن يستدعي دخول وحدة نحوية تقول:
Un homme vient,
Je vois un homme,
Je suis un homme,
Je suis homme
وللتعبير
عن أي وظيفة أخرى [...] تنتفي إشكالية استعمال الحرف أي انتفاء الوحدة
النحوية (أنظر
المكتوب بحروف كبيرة، د.ل 4، 1949-1950 A، ص34).
وهذا
يطرح عدّة مشاكل.
1-
أولا
قد "استدعى" وحدة نحوية في وظائفه الثلاثة (مع تغيير صفة الفاعل،
وهذه الوحدة النحوية هي الأداة أو المحدّد. ألم يكن اعتبار ذلك على هذا
النحو؟
2-
وقد تحدّث عن وظائف الاسم
في حين أنها وظائف المركب الاسمي.
3-
نعلم أنه توجد وظائف اسمية أخرى
لا تستدعي الأداة ولا الحرف نحو (Une femme enfant, une tarte maison etc). وقد خصّه (Michèl
Noailly) بدراسة جيّدة في كتابه (substantif
épithète). وقد تحدّث GG و (Moignet) عن الإسم المصاحب للأداة الصفر. فيجب
الحديث ب إذن عن الإسم بمعية الأداة بدلا منه مجرّد اسم بمعنى الجوهر.
4-
عندما يدخل الحرف في
التركيب، يقوم بذلك إما مع الاسم دون الأداة نحو: (une, (l)arme à feu)، وإمّا مع مركّب اسمي (une, (l')arme du, de son père): يجب
قراءة الحساب لكل ذلك.
5-
فالمركب الإسمي (لكي لا
نقول الاسم (substantif) له
وظائف أخرى تتحقق في الخطاب طبعا، فلماذا هذه الوظائف الثلاثة هي وحدها الوظائف
المحفوظة في اللسان؟
إنه بتقصّي نصوص GM وRV وGG التي توصلنا من خلالها إلى تحديد مركز
الحجاج الذي منه يصدر اختيار هذه الوظائف والذي منه أيضا تنشأ صعوبة في التحليل،
حيث توجد فجوة بين نظرية المناسبة التعلقية وما ينتج في الخطاب الذي لا
تعريه هذه النظرية اهتماما (لا ننسى النظر في الإحالة 6 أعلاه "Aucune
vue de l’esprit ne vaut que la réalité dément".
إنما
تأكّدنا منه، في الحقيقة، انطلاقا من نصوص GG، وRV وGM هو السعي إلى نظرية في الكلمة (théorie du mot) من أجل تفسير مَقْوَلَةِ الكلمات (catégorisation des mots) بمبدأ المناسبة التعلقية وتارة
الي نظرية الجملة أو بالأحرى نظرية في القضية من
أجل تفسير الوظائف الإسمية دون
ان ينشأ ترابط بين النظرتين.
غالبا ما تكون الصياغة Formule المرتبطة بالحديث عن المناسبة التعلقية
"لا يمكن ان نطلق عبارة homme إلا على ما يتعلّق بتكميم "homme" أو ما هو ضمني فيها" (أنظر،
ص25 أعلاه وكذلك (مبادئ النظرية اللسانية PLT، ص206). إذ يبدو أنّ النفي
المقيّد لهذه الصياغة يستبعد أن تستطيع Homme ان "تجري على"، أو
"تكوّن مناسبة تعلّقية" سوى أنْ تكون مرجعا مُضمنا في نفسه.
ينضاف إلى ذلك أنه إذا ما درسنا كل الأمثلة
التي استعملها GG انطلاقا من ص،204 إلى ص207 في PLT لاستعمال "استسماء" الصفة
سنتأكّد من أنّ الصفة المؤسممة substantivé المدروسة في الأمثلة المذكورة لها وظيفة
فاعل التي لا يطرح من خلالها مشكل معرفة ما إذا كانت تتناسب تعلقيا مع
قسم آخر من أقسام الكلام باعتبار أنّ الفاعل من خلال تعريفه هو العماد الدلالي للفعل
أو أساس البنية الإسنادية بأكملها.
ولكن المشكل يفرض نفسه عندما يكون "الاسم" مفعولا به. إذ تنعقد الأحوال في
هذه الحال، مما جعل GG يستدعي أولا حجّة آلية
المناسبة التعلقية القولة فيما يتعلّق بالفعل المتعدّي الذي من خلاله تمنح
التعدية كما تتحقّق في اللغة الفرنسية إ الفعل مناسبتين تعلقيتين مباشرتين
إحداهما مع فاعل منطقي والأخرى مع مفعول منطقي يسعيان إلى تحقيق
الوحدة الجملية [...] (د.ل 2، 1948-149 ب، ص197). يعني ذلك أنّ الفاعل ومثله في
ذلك المفعول به عمادان دلاليان للفعل، وذلك ما سيحمي المناسبة التعلقية للاسم. ولكن في نفس الصفحة كما لو
أنه يصلح ذلك، بعد أن خصّص في Pierre
lit le bible a ses amis "محمول الخطاب [...] هو كل
فعل زيد بكل ما يمكن أن يطلبه الفعل في الجملة من جهة زيادة الفهم وذلك
ما يجعل من المفعول به حملا دلاليا للفعل، وسيضيف أنّ "la bible" أي المفعول المباشر مفعول "متعلّق
بآلية المناسبة التعلقية للفعل"، (إذن فهل هو عماد دلالي أو حمْل دلالي؟)،
وأنّ "à ses amis" بما أنّ الحرف
يتصدّرها تعتبر "خارج آلية المناسبة التعلقية للفعل" (نفس
المرجع، ص198).
وأما بالنسبة للمفعول المباشر إذن
فقد وظّف GG حلّين متضادين يقف حائرا بينهما، إذ سيقول
في موضع "إنّ وظيفة الفاعل [...] وظيفة مناظرة لمناسبة تعلقية
إيجابية إذ ليست كالمناسبة التعلقية للمحمولة بما أنّ له مناسبة تعلقية
تكتشف نفسها. فهذا يظهر أنّ الفاعل هو الكائن المتحدث عنه وليس مثل
المحمول أي المتحدّدث به. فالفاعل من طبيعة العماد الدلالي وهو لا
يشبه في ذلك المفعول وهو من طبيعة الحمل الدلالي (د.ل3، 1948-1949 ج، ص70).
والحقيقة أنه لا يحيل في هذا المجال على نظرية الكلمة (أي
العملية الإسنادية Prédicativité)،
وإنما أيحيل على نظرية الجملة (أي
الإسناد Prédication))،
الفاعل/الفعل (المفعول).
وأما فيما يخصّ وظيفة الوصف attribut سيقول GG في نفس السنة المذكورة بعد أسبوع من الدرس
السابق، في سلسلتين من الدروس إنّ فعل العماد l’auxiliaire مثل الفعل المتعدي، يتناسب
تعلقيا مع الفاعل والصفة المرتبطة به (19 ماي 1949، سلسلة ب، ص191)،
في حين انه يوم 10 جوان 1949، سلسلة ج سيقول أنّ الصفة تتناسب تعلقيّا مع
الرابط المساعد la copule (ص226). تبيّن هذه
الترددات أنّ GG لم يصل بعد إلى تحقيق طبيعة العلاقة الكامنة
بين الفعل والمفعول، ويتجلّى هذا المأخذ في ما يبدو في التناقض الموجود في تعريفه
للمناسبة التعلقية الداخلية للاسم، إذ من خلالها "لا يمكن أن نعبّر بالقول
إلاّ بـ" أو بما يرى في الخطاب لأنّ المفعول المباشر مفعول للحمل الدلالي لا للعماد الدلالي. فإلى
هذا الحدّ يضيف ما لم يتراءى له في هذا الخطاب نسفه، وهو أنّ المفعول المباشر مركّب
اسمي بواسطته يكون الإسم قد حقّق مناسبته التعلقية الداخلية، أي مركّب اسمي منفصل
عن مبدأ المناسبة التعلقية المتحكم (gouverne ) في الكلم من جهة
تولّدها في اللسان
(أنظر Vassant، ص93 و94).
وفي نفس السياق سيقول RV "في الحقيقة، لوضع عوائق أمام سير
الفكرة، يجب على الفعل، لا فقط لكونه متعدّيا، أن يأخذ متمّما في التمثّل
الاصطلاحي على شكل حمل دلالي ولكن أيضا، زيادة على ذلك، أن يكون متعدّيا أو
لازما ، ليقتني عماد دلاليا، أي أن يظهر كما لو أنّ له مكانا
فضائيّا للمناسبة التعلقيّة
التي، بالاقتران مع موضعها الزمني، اتشارك في تحديده موقعها الكوني" (1981،
ص84 بالتمييز).
فالمقياس
هو أيضا مقياس الإسناد ، والعماد الدلالي هو الفاعل والحمل الدلالي هو
المفعول المباشر، وهما مركّبان وظيفيان وليسا قسمين من أقسام اللسان أو
الخطاب[2].
وأما عند GG فلكي يكون الفاعل هو العماد الدلالي السببي ويكون
المفعول المباشر هو العماد الدلالي الفعال (نظامية
اللغة الفرنسية، SLF، ص38) كانت التحاليل أكثر
إدهاشا: أثناء الحديث حول بعض الوظائف الاسمية في
أمثلة نحو Il marchait la
tête haute سيقول "في هذه الوظائف
[...] ليس للاسم مناسبة تعلقية داخلية محضة أبدا، وإنما يوضع في
مناسبة تعلقية من صنف ظرفي (أي مناسبة تعلقية خارجية من الدرجة
الثانية)" (SLF ، ص39، بالتمييز)، كما لو
انه يمكن للمناسبة التعلقية أن تكون أكثر أو أقلّ داخلية. للإسم، في الواقع،
مناسبة تعلقية داخلية متمكّنة ، إذ المركّب الاسمي هو الذي يكتسب مناسبة
تعلقية ظرفية (أنظر Vassant 1991، 1999)[3]. ومن
المحيّر أنّ GM ومثله في ذلك GG لا يميّز الاسم من المركّب الاسمي.
ومن الغريب
ما توحي به هذه الصياغة: "تبطل المناسبة التعلقية الداخلية للاسم عند
استعمال الحرف حيث يحيل الاسم الوارد في الحالات الخطابية اللاغية cas
nul de discours على عماد دلالي يؤدّي به إلى
الحرف" (ص
41 من نفس المرجع، وانظر كذلك ص23، ص40، المكتوب بحروف كبيرة). فقد
كشفت أنّ GM على غرار GG لم يلحق الاسم (حين تعلّق الأمر
بالمركّب الاسمي بالمناسبة التعلقية الداخلية إلا في وظائف "حالة التشابك cas synaptique، مثل حالة الفاعل والمفعول والصفة حيث لا يتدخلّ
الحرف. وذلك يندرج ضمن عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة، رغم التحاليل المقدّمة لما
تحمله الأداة لاسم اللسان أثناء انتقال اللسان إلى الخطاب.
لنذكر بما قال GG: "يمكننا أن نثبت بصيغة قطعية أنه في
لغة مثل الفرنسية، حيث تكون الأداة في استعمال مسترسل، يحمل الاسم بالتتالي مناسبة تعلقية في
اللسان، قبلية وداخلية (أي داخلية بالنسبة للحمل الدلالي بالنسبة إلى
عماد دلالي مادي، ومناسبة تعلقية في الخطاب بعدية وخارجية
بالنسبة إلى عماد دلالي شكلي، لا مكان لتحديده إلا في الخطاب" (د.ل 2،
1948-1949، ص، ص151)[4]. فمن
أين جاءت هذه المناسبة التعلقية الصادرة من الخطاب نحو الأداة؟ الجنس، العدد ومعهما
الشخص الفعّال. فذلك ما قاله في الاستشهاد الطويل (الذي أوردناه في الصفحة 26
أعلاه).
فهنا تطرح مسألة معرفة المسكوت عنه في نظرية
المناسبة التعلقية لجعلها قادرة على اجتياز صعوبات شبيهة. فمن تسلسل المعطيات المتمكن
منها نلاحظ أنّها:
أ-
لا تعتمد على ملاحظة كافية
للأعمال: مثل الخلط الذي رسخه GM وGG (مع العلم أنهما ليسا وحيدين في ذلك) بين
المركّب الاسمي والاسم واسم العلم (قابل للاستبدال بالضمير) والاسم (substantif)، وذلك ما لم يتقدّمه تحليل
ابتدائي استبدالي للمواضع البنيوية في الجملة، وما لم يشفع بدراسة رغم
كل التحاليل المتعلقة بالموضوع، أي ما تحمله الأداة إلى الاسم الذي يسمح لها
بإجراء وظيفي شبيه بما يجري عليه عندما يصبح مركّبا إسميا.
ب- ولا تقيم
وزنا، في الطور الملاحظ، للمستويات التي تظهر
فيها الكلمات: أي أنّ التحليل النسقي للجملة غائب كليّا. وكذلك التحليل إلى
المكوّنات المباشرة. وذلك ما يسمح بوجود سلمية للوظائف بمستوى أعلى- المركب
الفاعل والمركّب الفعلي، والمركب الظرفي يسمى P.Le Goffic هذه الأخيرة بالمفاعيل المتمّمة قبل
أن يباشر تحليلها بعبارات مقولية وبقيم إعرابية دلالية تداولية (أنظر،
1993، الفصل 13)-
حاملة لجمع من الكلمات بمستوى أقل؛ به يوجد تكافؤ وظيفي يجب أن يأخذ
بعين الاعتبار في مستوى النظرية. ففي ما يتعلّق بالإسم خصوصا لا تظهر مستويات تدخله
في الوظائف المتاحة له في اللسان . إذ لا
تتاح له إلا وظائف البناء غير الحرفي fonctions
de construction non prépositionnelle التي هي وظائف
متعلّقة بالفعل، أي وظائف تنبثق من تحليل القضية الأساسية وحتّى بالجملة لا في كلّ
الاستعمالات.
ج- وهي
دائرية: الوظائف المتاحة للاسم هي
وظائف البناء المباشر وذلك ما سيحافظ على المناسبة التعلقيّة الداخلية"
(وإن كنّا قد رأينا أنّ ذلك غير ممكن) لأنها ليست حرفية. فإبعاد هذه
الأخيرة ("إلغاء" للمناسبة التعلقية الداخلية) أمر غير مبرّر إذا ما قوبل بتعريف المناسبة التعلقية
الداخلية القائل بأنها تتحقّق في الخطاب عندما يتناسب اسم في اللسان تعلقيّا
مع الأداة او مع المحدّد، وتلك بالخصوص هي حال المركبات الحرفية ذات القيمة
التعلقية والظرفية. وحينما نتحدّث عن عملية الوصفية opération d’adjectivation والإسماء وعن الظرفية، وذلك
ما يدلّ على وجود مصداقية لعمليات الاستبدال المفضية إلى تماثل وظيفي[5]، تكشف
عبارة "الإسماء" عن الانغلاق الذي تمثّله صياغة المناسبة
التعلقية الداخلية (لا يمكن أن تجري إلا على)، وعن غياب العلاقة بين ما تمثّله
المناسبة التعلقية الداخلية للسان والمناسبة التعلقية الداخلية المتحقّقة
بالخطاب والوظائف المتحقّقة بالاسم في اللسان بحجّة وحيدة
تتمثّل في أنها أبنية مباشرة والوظائف الفعالة فيما سيصبح عليه الاسم في
الخطاب بحسب ارتباطه بالمحدّد أو عدمه، أو بحسب مستوى تجليه.
ثم أنّ نظرية المناسبة التعلقية تهدف إلى
توضيح بأي المبادئ تتمّ مَقْوَلَة
الكلمات كي يتمّ توظيفها كما يجب في التحاليل الواردة، ولكن
تمّ التقاعس عن ملاحظة النشاط الذي أرادت النظرية عرضه. فتعريف
الاسم من خلال نظرية المناسبة التعلقية الداخلية يحثّ على ملاحظة ما
يجرّ إلى ذلك من جهة النتائج في الخطاب، في حين يفرض تعريف الفعل الخروج من
نظرية الكلمة لجعله يلحق نظرية الكلمة بنظرية القضية وبنظرية الجملة[6]. فهذا
الربط لم يتمّ بدقّة، وذلك ما يبدو سهل الذكر بعديا، وبعيد المنال، ولكن
يجب التصريح به على الأقل إذا ما أردنا تطوير الفكرة.
فـGG، وRV،
وGM يرون جيّدا، وجود علاقة بين المناسبة
التعلقية الداخلية للاسم وكونه يشغل وظائف ترتبط بدلالة الفعل، ولكننا قد
وجدناهم يقرّون ببطلان المناسبة التعلقية الداخلية للإسم مع الوظيفة الحرفية
ولم يروا بأنّ ذلك لا يتعلّق أبدا بالاسم، وإنما بالمركّب الإسمي، فقد أغلقوا
الطريق التي كان من الممكن أن تقود إلى نظرية في المناسبة التعلقية بانسجام مع
الأعمال التي تريد النظرية عرضها.
صرّح GG في درس 28 أفريل 1949 (د.ل
2، ص165) بنوع من الغلق "هل سأتوصل يوما ما على الأقل إلى
وضع القواعد الأساسية لنظرية في الحرف؟ لا أجرأ على امتلاك هذا الطموح ما دام السؤال
يطرح صعوبات" تتكرّر باستئناف: "نرى من خلال هذه المعالم بطريقة بطيئة، بعد
تملّك اعتبار بصفة خاصّة [...] أعمال اللسان في النطاق الوحيد للكلمة، أتدرّج إلى
وجهات نظر أوسع حيث تلتقي نظرية الكلمة بنظرية الجملة. ففي نطاق نظرية في
الربط كهذه يمكننا، في النهاية، اكتشاف
أسس نظرية حقيقية في الحرف [...]". ويمكن ملاحظة لحظات الامل والإحباط
المذكورة حتى في كتاباته الأخيرة. فهو إذن
يدرك تتسم به نظرية الكلمة من عدم الكفاية بالمقارنة مع العلاقات الجملية، دون أن
يدرك إلى أيّ مستوى للتفسير بالضبط يستتبّ النقصان. فسيدرك بأن لذلك علاقة بنظرية
الحرف، ليس أكثر. وهذه هي المسألة التي سنحاول توضيحها الآن.
[1] - فمن الأساسي تفهّم معنى الكلمة إذا ما كان
الإسم يتعارض مع الصفة انطلاقا من اللسان، ومع اسم العلم Le nom propre ومع الضمير وإذا ما مَثُل
في اللغة تحت هذه التسمية مرجعا افتراضيا في اماصدقه Extension المطلق أو إذا ما كان
يوجد غرض ما لتوظيفه في الخطاب في الاستعمالات التعلقية Emplois actanciels الخاصة بالمحدّد Déterminant الذي يطبعه بعلامة الشخص مع
أنه في استعمالات أخرى يوظّف دون محدّد ويملأ استعمالات أخرى بتوظيف ذلك. فهذا
الاختلاف في الهيكل Statut هو ما يجب تمييزه
بمفاهيم تامة. يطلق GG الناتج الخطابي لإسم
المتمكن ولكنه يستمرّ في الإحالة عليه بالاسم. فمن باب المقارنة، نتحدّث في النحو التوزيعي أوالنحو
التوليدي أوالنحو التحويلي عن المركب الإسمي أو الجدول الإسمي إذا ما تعلّق
الأمر بالوظائف التعلقية fonctions actancielles، دون شكّ بما أنه
من المعروف عموما أنهما وظائف خاصّة بلإسم بصفة أولى. يتحدّث llinski (op.
cit: 106) عن الاستسماء Substantivation عندما يتعلّق
الأمر بالأسمنة Nominalisation؛ وأراد A. Lemaréchal (1989، ص50) أن
يميّز في مستوى اللغة التي يدرسها بين "الاسم nom" والاسم substantif. بيد أنه عندما يتحدّث
عن الاستسماء في الصفة يتضح لنا أنه يريد الحديث عن
عملية الأسمنة على الأصح تماما كما نجد عند GG، يظهر لنا P.Le goffic (1993،
ص16) أكثر تماسكا من خلال مفاهيمه إذ يرى أنّ دخول الأداة على
الصفة "يؤسمنها se nominalise" ويخصّص في (ص،
13) الإسم Nom (لاسم العلم Nom propre) أي "المركّب
الإسمي المكون من عنصر واحدة (المفردة)"؛ ويخصّص لاسم الجنس الوارد مع
المحدّد الصفر (النكرة) للإسم الخالي من المحدّدات substantif، ويخصّص المركب
الإسمي: محدّد + اسم. وسيدقّق مستويات التدخّل أي الوظائف الأوليّة Primatives/ الثانوية Secondaires. إذ ترتكز دراسة
الجملة على وسم المركبات الوظيفية أو على سَلْسَلَة الطبيعة المقولية او
الإعرابية للعناصر التي تكوّنها، وذلك ما يُنشئ مجموعة قوية بنيويا. وآثر M. Wilmet الإسم Nom عندما يتعلق الأمر
بـ Substantif ويقابل بين إسم
الجنس Nom
commun وإسم العلم Nom propre (op.cit,
63)، إذ يختار الجدول الإسمي Syntaxe nominal للإشارة إلى (إسم
+ محدد N+D) (مجموع المحدّدات) (ص127) وبالإحالة على الرتب
المكوّنة للتركيب X barre في المركبات الفرعية (ص126)؛ تشير N إلى نواة الجدول الإسمي SN والمركب
الإسمي GN والإسم N + المميّز Caractérisant على خلاف P. Le Goffic الذي يسمى المركب
الإسمي GN المتوالية Séquence (محدد Det + إسم Nom). فإشكالية وضع
المفاهيم المذكورة ليست عديمة الفائدة. إذ تكشف نفسها بنفسها من خلال إشكاليات تتطلّب
حلّا (أنظر حلّنا الوقتي للمسألة في (ص34 أعلاه (في
النسخة الأصلية) وكذلك في Vassant 1993) .
[2] - نجد عند MW مصنفا آخر من المشاكل، لا
فقط من جعله من COD المفعول المباشر
ومن COI المفعول غير
المباشر مركبين ذوي مناسبة تعلقية خارجية من درجة ثانية (1997، ص550) وإنما
باعتقاد أنّ ذلك يدخل في تناقض مع تعريف الظرف L’adverbe الذي يقرّ هو الآخر بمناسبة تعلّقية
خارجية من الدرجة الثانية، وإنّما يقترح إعادة تسمية ذلك بـالمناسبة التعلقية
العلائقية Incidence
relationnelle.
وقد اعترضنا مشكل مماثل إلى حدّ المطابقة (أنظر، ص33 أسفله).
[3] - تساءل البعض أيضا عن سبب ذلك. فالسبب بكل بساطة
لأنه يستبدل بظرف اللغة، وتساءل أيضا K Linski (2003،
ص106) عن سبب "قبول الجدول الإسميnominal Syntagme لدور الحمل الدلالي بصورة
أكثر بساطة من الإسم فتلك فعلا هي الإشكالية المطروحة ولكن يظهر لنا أنها
صيغت بشكل آخر. إذ أنّ الإسم لا يقبل دور العماد الدلالي إلا بصعوبة بما
أنه بمثابة العماد الدلالي الذي هو أداة باعتبارها تكون حملا دلاليا عندما
تتعلق بكلمة أخرى بدون أداة مباشرة أو بواسطة نحو:
Une robe couture, être
enfant/adulte (elle est vraiment) enfant/adulte), une robe en soie.
فالسؤال، الذي سنطرحه فيما بعد، يتمثل في معرفة متى يمكن للجدول الإسمي أن
يكون بمثابة العماد الدلالي أو الحمل الدلالي ولماذا ؟ (أنظر الصفحة 31).
[5] - تقول P.Vachon Lheureux (2003) "تعدّ الكلمة
بمقاييس" أثناء حديثها حول "الإسماء" و"الوصفية "
و"الظرفية"، مقدّمة أمثلة ملائمة وتحاليل دقيقة ولكن بما أنها
داخله في الجوقة "doxa"
القيومية، فلم تتساءل حول عبارة الإسماء.
وتحدّثت B.Chaput (2003) أيضا عن
الإسماء ولكن جعل المفهوم بين ظرفين في دراسته المتعلّقة بعلامات التغيير في
المقولة النحوية Marques
de changements de catégorie grammaticale . فقد لاحظنا تحرّجها من بعض
التوجّهات القيومية التقليدية التي أرادت الابتعاد عنها، إلا أنها لم تنجح ذلك.
وتوصّل Lude Melis في دراسة حديثة
على تمييز المركّبات الحرفية التي يكون فيها الحرف مؤثرا إعرابيا Un marqueur casuel من بين حروف أخرى. فقد
توصّل إلى وجود تصنيف للقيم الإعرابية للحروف (2003 ص ص43-48)، قابل للمقارنة
مع ما وجدناه عند Moignet في كلمات
مثل Que, si, quand، التي يتمّ توظّفها
على أنّها ضمائر، أ ورابط أو ظروف أو خلايا بسيطة؛ وقد حلّلها Moignet على أنها تمثّل ولوجا دلاليا Subduction بين قيمة وأخرى. فاستعمال
المركّبات الإسمية الحرفية والتي يصفها L.Melis بالعمل الإعرابي، أوالبنيوي،
هي ما سنسميها نحن بنفس التسمية ولكن انطلاقا من تحليل مختلف مع تحليله من جهة إلا
أنه يلتقي معه، في هذه النقطة، على مستوى
أوسع (أنظر الصفحة 29 أعلاه).
[6] - اقترح C.Chevalier J.، ينتمي إلى جامعة الصربون باريس IV، في كتابه (الفعل والجملة)،
تحليلا لما يتجسّد داخل رحم الفعل Matrice verbale أي مشكل بناء الفعل La voix. إذ لم يطرح مشكل نظرية
المناسبة التعلقية وإنما طرح مشكل ما يجري داخلها، ففي هذا الرحم، العلاقات
المعنوية بين ما تسميه التقاليد النحوية بالفاعل والمفاعيل وهو ما درس بدقّة.
القسم
الثاني: المشاكل التي تطرحها نظرية المناسبة التعلّقية
لم
تتوقّف نظرية المناسبة التعلقيّة رغم إغرائها عن الإثارة وطرح المشاكل. فلماذا ؟
تسمح
الأداة حسب ما رأينا، أن يكون الإسم "إسما متمكّنا، فهو كما يقول GG "محدّد للمقولة الاسمية" (مبادئ
في اللسانيات النظريّة (PLT )، ص214).
ومن
هذا المنطلق سيسمح بـ"أسمنة" كل قسم من أقسام اللسان : نحو (Le vierge, la vivace et le bel aujourd’hui، كما يقول الشاعر)، أو قسم
من أقسام الخطاب: نحو ((ton
« pour le bon » est mal venu. وحتى بالنسبة إلى كل الجمل التي من نوع ((Le qu’en dira-t-on. يقول GG أثناء تحليله لهذا الصنف من الصياغات
"يكفي أن نجعل الصفة تتناسب تعلقيا مع نفسها لكي تصبح إسما" فبهذه
الصياغة التي نزع العديد منا الى قبولها حقيقة مطلقة يكمن مشكل أوّل. إذ أنه
لجعلها تتناسب تعلقيا مع نفسها فإنّ ذلك يجبرها على استدعاء الأداة، ولهذا فإنّ المناسبة
التعلقيّة بين مفهوم الوصفية وهذه الأداة، وذلك ما يعطيها مقولة الجنس (وهو حيادي
هنا) ومقولة العدد (المفرد) ومقولة الشخص (الغائب الذي يعطي مقولتي
الجنس والعدد بالعبارة أو المركّب المعنى).
حينئذ،
هل تمكننا من الناحية المنطقية، أن نقول إنّ هذه العملية هي عملة الإسماء[1]. فاسم
اللسان ذو المدلول الافتراضي إذا ما تعدّى من اللسان إلى
الخطاب وحقّق مناسبة تعلّقيّة داخلية مقتنيا بالأداة التماس
اتفاق مع وجهة الخطاب بمدلول فعّال (signifié effectif) ألا يعتبر إسما (substantif) أيضا ؟ تشير إلينا (عملية)
الإبدال بأنه يوجد في الجملة "l'enfant chante"، "l'enfant" وليس "enfant"، وتستبدل
بـ "Pierre" مصحوبة بـ"il".
إذ لا
يمكننا من الناحية المنطقية، أن نعتبر لا "l'enfant" ولا "il" ولا "Pierre" أسماء (substantif).
فالعملية التي تذهب بنا إذن من "vrai" إلى "le vrai"، ومن "enfant" إلى "l'enfant" ليست عملية
استسماء وإنما عملية أسمنة.
فإجراء تسمية واحدة على عناصر مختلفة مثل اسم
العلم و"المركب الإسمي" و"الاسم Substantif"، ستقف حاجزا أمام خصوصية مراجع الكلمات
المذكورة في المقولة النحوية وفي النشاط الخطابي. والواقع أنّ هذا
اللبس هو ما نجده في كتابات GG عندما يقول "يوجد في Il marche ضمير الغائب "il"
ويعتبر متمّما
للاسم (Pierre) المستعمل سابقا [...] ويذهب أبعد من
ذلك "ومثلما أنّ il عنصرا مكملا لحيّز الفعل، مادام
ضميرا متصلا بالفعل، وفاعل، فإنه سيصبح في الخطاب متمّما لحيّز اسمي: نحو:
Pierre sait penser. Il sait penser (د.ل3،1948-1949،
ص114، المكتوب بحروف كبيرة)، فليس Pierre باسم Substantif، وضمير الغائب "il" يعتبر متمّما لاسم علم مساوٍ، وليس
باسم Substantif هو الآخر، وإنما بمركّب اسمي
نحو: (l'enfant، وil .....).
وفي ما
كتب Moignet، بعد أن قال أثناء حديثه عن الضمائر
النظامية أنّ "إشارتها إلى كائنات ينحصر
عملها في ظروف الخطاب ويجعلها [...] تقترب، لا من خلال كونها بدون
إحكام، من اسم العلم"
(انظر نظام اللغة الفرنسية SLF، ص100 المكتوب
بحروف كبيرة) وسيقول (في ص
ص164-165، من نفس المرجع):
"تكمن
المناسبة التعلقية القولية (l’incidence
verbale) في اشتقاق الضمير المتصل العلائقي (pronom
conjoint clitique)، إذ يمكننا القول بدون مجازفة أنّ المناسبة
التعلقية للفعل في علاقتها بالأسس الدلالية الاسمية تتمّ بتوسّط الضمير
الشخص ، وذلك ما يترجمه الكلام المتداول بوضوح من
خلال سعيه إلى إنتاج الأسماء والضمائر دفعة واحدة [...] فمن بين الكلام
المتداول إذن نجد: il se les enfonce pour de bon، le fakir، les
épingles؟.
لا يمكننا التقاضي عن ردّة الفعل بما أنّ ما تمّ
انتاجه في الجملة أعلاه هو "مركبات اسمية" (وليس أسماء)
أو ضمائر متمّمة: ((les) les épingles (il) Le fakir)، قابلين للاستبدال أيضا بأسماء أعلام نحو: Il, l’a vue Pierre, Caroline إذ هو موضع لا يمكن أن يملأ بأسماء
بسيطة.
يجب أن نذكّر هنا بما صرّح به GG وأتباعه ونحن منهم بدون شك و(SLF.16 GM) بإلحاء أنّ الاسم في اللسان هو
الصفة والاسم بمعنى الجوهر في
اللسان، لتوضيح
أهمية عدم وجود خلط بين ما كان عليه الاسم في اللسان وما سيصبح عليه في
الخطاب والحقيقة أنّ النظرية تقول:
"يجمع الإسم في اللغة الفرنسية بين ثلاثة
وظائف دون أن يفرّق بينها، وهذه الوظائف هي، الفاعل، والمفعول والصفة، هي
وظائف في الخطاب تنفصل دون أن يستدعي دخول وحدة نحوية تقول:
Un homme vient,
Je vois un homme,
Je suis un homme,
Je suis homme
وللتعبير
عن أي وظيفة أخرى [...] تنتفي إشكالية استعمال الحرف أي انتفاء الوحدة
النحوية (أنظر
المكتوب بحروف كبيرة، د.ل 4، 1949-1950 A، ص34).
وهذا
يطرح عدّة مشاكل.
1-
أولا
قد "استدعى" وحدة نحوية في وظائفه الثلاثة (مع تغيير صفة الفاعل،
وهذه الوحدة النحوية هي الأداة أو المحدّد. ألم يكن اعتبار ذلك على هذا
النحو؟
2-
وقد تحدّث عن وظائف الاسم
في حين أنها وظائف المركب الاسمي.
3-
نعلم أنه توجد وظائف اسمية أخرى
لا تستدعي الأداة ولا الحرف نحو (Une femme enfant, une tarte maison etc). وقد خصّه (Michèl
Noailly) بدراسة جيّدة في كتابه (substantif
épithète). وقد تحدّث GG و (Moignet) عن الإسم المصاحب للأداة الصفر. فيجب
الحديث ب إذن عن الإسم بمعية الأداة بدلا منه مجرّد اسم بمعنى الجوهر.
4-
عندما يدخل الحرف في
التركيب، يقوم بذلك إما مع الاسم دون الأداة نحو: (une, (l)arme à feu)، وإمّا مع مركّب اسمي (une, (l')arme du, de son père): يجب
قراءة الحساب لكل ذلك.
5-
فالمركب الإسمي (لكي لا
نقول الاسم (substantif) له
وظائف أخرى تتحقق في الخطاب طبعا، فلماذا هذه الوظائف الثلاثة هي وحدها الوظائف
المحفوظة في اللسان؟
إنه بتقصّي نصوص GM وRV وGG التي توصلنا من خلالها إلى تحديد مركز
الحجاج الذي منه يصدر اختيار هذه الوظائف والذي منه أيضا تنشأ صعوبة في التحليل،
حيث توجد فجوة بين نظرية المناسبة التعلقية وما ينتج في الخطاب الذي لا
تعريه هذه النظرية اهتماما (لا ننسى النظر في الإحالة 6 أعلاه "Aucune
vue de l’esprit ne vaut que la réalité dément".
إنما
تأكّدنا منه، في الحقيقة، انطلاقا من نصوص GG، وRV وGM هو السعي إلى نظرية في الكلمة (théorie du mot) من أجل تفسير مَقْوَلَةِ الكلمات (catégorisation des mots) بمبدأ المناسبة التعلقية وتارة
الي نظرية الجملة أو بالأحرى نظرية في القضية من
أجل تفسير الوظائف الإسمية دون
ان ينشأ ترابط بين النظرتين.
غالبا ما تكون الصياغة Formule المرتبطة بالحديث عن المناسبة التعلقية
"لا يمكن ان نطلق عبارة homme إلا على ما يتعلّق بتكميم "homme" أو ما هو ضمني فيها" (أنظر،
ص25 أعلاه وكذلك (مبادئ النظرية اللسانية PLT، ص206). إذ يبدو أنّ النفي
المقيّد لهذه الصياغة يستبعد أن تستطيع Homme ان "تجري على"، أو
"تكوّن مناسبة تعلّقية" سوى أنْ تكون مرجعا مُضمنا في نفسه.
ينضاف إلى ذلك أنه إذا ما درسنا كل الأمثلة
التي استعملها GG انطلاقا من ص،204 إلى ص207 في PLT لاستعمال "استسماء" الصفة
سنتأكّد من أنّ الصفة المؤسممة substantivé المدروسة في الأمثلة المذكورة لها وظيفة
فاعل التي لا يطرح من خلالها مشكل معرفة ما إذا كانت تتناسب تعلقيا مع
قسم آخر من أقسام الكلام باعتبار أنّ الفاعل من خلال تعريفه هو العماد الدلالي للفعل
أو أساس البنية الإسنادية بأكملها.
ولكن المشكل يفرض نفسه عندما يكون "الاسم" مفعولا به. إذ تنعقد الأحوال في
هذه الحال، مما جعل GG يستدعي أولا حجّة آلية
المناسبة التعلقية القولة فيما يتعلّق بالفعل المتعدّي الذي من خلاله تمنح
التعدية كما تتحقّق في اللغة الفرنسية إ الفعل مناسبتين تعلقيتين مباشرتين
إحداهما مع فاعل منطقي والأخرى مع مفعول منطقي يسعيان إلى تحقيق
الوحدة الجملية [...] (د.ل 2، 1948-149 ب، ص197). يعني ذلك أنّ الفاعل ومثله في
ذلك المفعول به عمادان دلاليان للفعل، وذلك ما سيحمي المناسبة التعلقية للاسم. ولكن في نفس الصفحة كما لو
أنه يصلح ذلك، بعد أن خصّص في Pierre
lit le bible a ses amis "محمول الخطاب [...] هو كل
فعل زيد بكل ما يمكن أن يطلبه الفعل في الجملة من جهة زيادة الفهم وذلك
ما يجعل من المفعول به حملا دلاليا للفعل، وسيضيف أنّ "la bible" أي المفعول المباشر مفعول "متعلّق
بآلية المناسبة التعلقية للفعل"، (إذن فهل هو عماد دلالي أو حمْل دلالي؟)،
وأنّ "à ses amis" بما أنّ الحرف
يتصدّرها تعتبر "خارج آلية المناسبة التعلقية للفعل" (نفس
المرجع، ص198).
وأما بالنسبة للمفعول المباشر إذن
فقد وظّف GG حلّين متضادين يقف حائرا بينهما، إذ سيقول
في موضع "إنّ وظيفة الفاعل [...] وظيفة مناظرة لمناسبة تعلقية
إيجابية إذ ليست كالمناسبة التعلقية للمحمولة بما أنّ له مناسبة تعلقية
تكتشف نفسها. فهذا يظهر أنّ الفاعل هو الكائن المتحدث عنه وليس مثل
المحمول أي المتحدّدث به. فالفاعل من طبيعة العماد الدلالي وهو لا
يشبه في ذلك المفعول وهو من طبيعة الحمل الدلالي (د.ل3، 1948-1949 ج، ص70).
والحقيقة أنه لا يحيل في هذا المجال على نظرية الكلمة (أي
العملية الإسنادية Prédicativité)،
وإنما أيحيل على نظرية الجملة (أي
الإسناد Prédication))،
الفاعل/الفعل (المفعول).
وأما فيما يخصّ وظيفة الوصف attribut سيقول GG في نفس السنة المذكورة بعد أسبوع من الدرس
السابق، في سلسلتين من الدروس إنّ فعل العماد l’auxiliaire مثل الفعل المتعدي، يتناسب
تعلقيا مع الفاعل والصفة المرتبطة به (19 ماي 1949، سلسلة ب، ص191)،
في حين انه يوم 10 جوان 1949، سلسلة ج سيقول أنّ الصفة تتناسب تعلقيّا مع
الرابط المساعد la copule (ص226). تبيّن هذه
الترددات أنّ GG لم يصل بعد إلى تحقيق طبيعة العلاقة الكامنة
بين الفعل والمفعول، ويتجلّى هذا المأخذ في ما يبدو في التناقض الموجود في تعريفه
للمناسبة التعلقية الداخلية للاسم، إذ من خلالها "لا يمكن أن نعبّر بالقول
إلاّ بـ" أو بما يرى في الخطاب لأنّ المفعول المباشر مفعول للحمل الدلالي لا للعماد الدلالي. فإلى
هذا الحدّ يضيف ما لم يتراءى له في هذا الخطاب نسفه، وهو أنّ المفعول المباشر مركّب
اسمي بواسطته يكون الإسم قد حقّق مناسبته التعلقية الداخلية، أي مركّب اسمي منفصل
عن مبدأ المناسبة التعلقية المتحكم (gouverne ) في الكلم من جهة
تولّدها في اللسان
(أنظر Vassant، ص93 و94).
وفي نفس السياق سيقول RV "في الحقيقة، لوضع عوائق أمام سير
الفكرة، يجب على الفعل، لا فقط لكونه متعدّيا، أن يأخذ متمّما في التمثّل
الاصطلاحي على شكل حمل دلالي ولكن أيضا، زيادة على ذلك، أن يكون متعدّيا أو
لازما ، ليقتني عماد دلاليا، أي أن يظهر كما لو أنّ له مكانا
فضائيّا للمناسبة التعلقيّة
التي، بالاقتران مع موضعها الزمني، اتشارك في تحديده موقعها الكوني" (1981،
ص84 بالتمييز).
فالمقياس
هو أيضا مقياس الإسناد ، والعماد الدلالي هو الفاعل والحمل الدلالي هو
المفعول المباشر، وهما مركّبان وظيفيان وليسا قسمين من أقسام اللسان أو
الخطاب[2].
وأما عند GG فلكي يكون الفاعل هو العماد الدلالي السببي ويكون
المفعول المباشر هو العماد الدلالي الفعال (نظامية
اللغة الفرنسية، SLF، ص38) كانت التحاليل أكثر
إدهاشا: أثناء الحديث حول بعض الوظائف الاسمية في
أمثلة نحو Il marchait la
tête haute سيقول "في هذه الوظائف
[...] ليس للاسم مناسبة تعلقية داخلية محضة أبدا، وإنما يوضع في
مناسبة تعلقية من صنف ظرفي (أي مناسبة تعلقية خارجية من الدرجة
الثانية)" (SLF ، ص39، بالتمييز)، كما لو
انه يمكن للمناسبة التعلقية أن تكون أكثر أو أقلّ داخلية. للإسم، في الواقع،
مناسبة تعلقية داخلية متمكّنة ، إذ المركّب الاسمي هو الذي يكتسب مناسبة
تعلقية ظرفية (أنظر Vassant 1991، 1999)[3]. ومن
المحيّر أنّ GM ومثله في ذلك GG لا يميّز الاسم من المركّب الاسمي.
ومن الغريب
ما توحي به هذه الصياغة: "تبطل المناسبة التعلقية الداخلية للاسم عند
استعمال الحرف حيث يحيل الاسم الوارد في الحالات الخطابية اللاغية cas
nul de discours على عماد دلالي يؤدّي به إلى
الحرف" (ص
41 من نفس المرجع، وانظر كذلك ص23، ص40، المكتوب بحروف كبيرة). فقد
كشفت أنّ GM على غرار GG لم يلحق الاسم (حين تعلّق الأمر
بالمركّب الاسمي بالمناسبة التعلقية الداخلية إلا في وظائف "حالة التشابك cas synaptique، مثل حالة الفاعل والمفعول والصفة حيث لا يتدخلّ
الحرف. وذلك يندرج ضمن عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة، رغم التحاليل المقدّمة لما
تحمله الأداة لاسم اللسان أثناء انتقال اللسان إلى الخطاب.
لنذكر بما قال GG: "يمكننا أن نثبت بصيغة قطعية أنه في
لغة مثل الفرنسية، حيث تكون الأداة في استعمال مسترسل، يحمل الاسم بالتتالي مناسبة تعلقية في
اللسان، قبلية وداخلية (أي داخلية بالنسبة للحمل الدلالي بالنسبة إلى
عماد دلالي مادي، ومناسبة تعلقية في الخطاب بعدية وخارجية
بالنسبة إلى عماد دلالي شكلي، لا مكان لتحديده إلا في الخطاب" (د.ل 2،
1948-1949، ص، ص151)[4]. فمن
أين جاءت هذه المناسبة التعلقية الصادرة من الخطاب نحو الأداة؟ الجنس، العدد ومعهما
الشخص الفعّال. فذلك ما قاله في الاستشهاد الطويل (الذي أوردناه في الصفحة 26
أعلاه).
فهنا تطرح مسألة معرفة المسكوت عنه في نظرية
المناسبة التعلقية لجعلها قادرة على اجتياز صعوبات شبيهة. فمن تسلسل المعطيات المتمكن
منها نلاحظ أنّها:
أ-
لا تعتمد على ملاحظة كافية
للأعمال: مثل الخلط الذي رسخه GM وGG (مع العلم أنهما ليسا وحيدين في ذلك) بين
المركّب الاسمي والاسم واسم العلم (قابل للاستبدال بالضمير) والاسم (substantif)، وذلك ما لم يتقدّمه تحليل
ابتدائي استبدالي للمواضع البنيوية في الجملة، وما لم يشفع بدراسة رغم
كل التحاليل المتعلقة بالموضوع، أي ما تحمله الأداة إلى الاسم الذي يسمح لها
بإجراء وظيفي شبيه بما يجري عليه عندما يصبح مركّبا إسميا.
ب- ولا تقيم
وزنا، في الطور الملاحظ، للمستويات التي تظهر
فيها الكلمات: أي أنّ التحليل النسقي للجملة غائب كليّا. وكذلك التحليل إلى
المكوّنات المباشرة. وذلك ما يسمح بوجود سلمية للوظائف بمستوى أعلى- المركب
الفاعل والمركّب الفعلي، والمركب الظرفي يسمى P.Le Goffic هذه الأخيرة بالمفاعيل المتمّمة قبل
أن يباشر تحليلها بعبارات مقولية وبقيم إعرابية دلالية تداولية (أنظر،
1993، الفصل 13)-
حاملة لجمع من الكلمات بمستوى أقل؛ به يوجد تكافؤ وظيفي يجب أن يأخذ
بعين الاعتبار في مستوى النظرية. ففي ما يتعلّق بالإسم خصوصا لا تظهر مستويات تدخله
في الوظائف المتاحة له في اللسان . إذ لا
تتاح له إلا وظائف البناء غير الحرفي fonctions
de construction non prépositionnelle التي هي وظائف
متعلّقة بالفعل، أي وظائف تنبثق من تحليل القضية الأساسية وحتّى بالجملة لا في كلّ
الاستعمالات.
ج- وهي
دائرية: الوظائف المتاحة للاسم هي
وظائف البناء المباشر وذلك ما سيحافظ على المناسبة التعلقيّة الداخلية"
(وإن كنّا قد رأينا أنّ ذلك غير ممكن) لأنها ليست حرفية. فإبعاد هذه
الأخيرة ("إلغاء" للمناسبة التعلقية الداخلية) أمر غير مبرّر إذا ما قوبل بتعريف المناسبة التعلقية
الداخلية القائل بأنها تتحقّق في الخطاب عندما يتناسب اسم في اللسان تعلقيّا
مع الأداة او مع المحدّد، وتلك بالخصوص هي حال المركبات الحرفية ذات القيمة
التعلقية والظرفية. وحينما نتحدّث عن عملية الوصفية opération d’adjectivation والإسماء وعن الظرفية، وذلك
ما يدلّ على وجود مصداقية لعمليات الاستبدال المفضية إلى تماثل وظيفي[5]، تكشف
عبارة "الإسماء" عن الانغلاق الذي تمثّله صياغة المناسبة
التعلقية الداخلية (لا يمكن أن تجري إلا على)، وعن غياب العلاقة بين ما تمثّله
المناسبة التعلقية الداخلية للسان والمناسبة التعلقية الداخلية المتحقّقة
بالخطاب والوظائف المتحقّقة بالاسم في اللسان بحجّة وحيدة
تتمثّل في أنها أبنية مباشرة والوظائف الفعالة فيما سيصبح عليه الاسم في
الخطاب بحسب ارتباطه بالمحدّد أو عدمه، أو بحسب مستوى تجليه.
ثم أنّ نظرية المناسبة التعلقية تهدف إلى
توضيح بأي المبادئ تتمّ مَقْوَلَة
الكلمات كي يتمّ توظيفها كما يجب في التحاليل الواردة، ولكن
تمّ التقاعس عن ملاحظة النشاط الذي أرادت النظرية عرضه. فتعريف
الاسم من خلال نظرية المناسبة التعلقية الداخلية يحثّ على ملاحظة ما
يجرّ إلى ذلك من جهة النتائج في الخطاب، في حين يفرض تعريف الفعل الخروج من
نظرية الكلمة لجعله يلحق نظرية الكلمة بنظرية القضية وبنظرية الجملة[6]. فهذا
الربط لم يتمّ بدقّة، وذلك ما يبدو سهل الذكر بعديا، وبعيد المنال، ولكن
يجب التصريح به على الأقل إذا ما أردنا تطوير الفكرة.
فـGG، وRV،
وGM يرون جيّدا، وجود علاقة بين المناسبة
التعلقية الداخلية للاسم وكونه يشغل وظائف ترتبط بدلالة الفعل، ولكننا قد
وجدناهم يقرّون ببطلان المناسبة التعلقية الداخلية للإسم مع الوظيفة الحرفية
ولم يروا بأنّ ذلك لا يتعلّق أبدا بالاسم، وإنما بالمركّب الإسمي، فقد أغلقوا
الطريق التي كان من الممكن أن تقود إلى نظرية في المناسبة التعلقية بانسجام مع
الأعمال التي تريد النظرية عرضها.
صرّح GG في درس 28 أفريل 1949 (د.ل
2، ص165) بنوع من الغلق "هل سأتوصل يوما ما على الأقل إلى
وضع القواعد الأساسية لنظرية في الحرف؟ لا أجرأ على امتلاك هذا الطموح ما دام السؤال
يطرح صعوبات" تتكرّر باستئناف: "نرى من خلال هذه المعالم بطريقة بطيئة، بعد
تملّك اعتبار بصفة خاصّة [...] أعمال اللسان في النطاق الوحيد للكلمة، أتدرّج إلى
وجهات نظر أوسع حيث تلتقي نظرية الكلمة بنظرية الجملة. ففي نطاق نظرية في
الربط كهذه يمكننا، في النهاية، اكتشاف
أسس نظرية حقيقية في الحرف [...]". ويمكن ملاحظة لحظات الامل والإحباط
المذكورة حتى في كتاباته الأخيرة. فهو إذن
يدرك تتسم به نظرية الكلمة من عدم الكفاية بالمقارنة مع العلاقات الجملية، دون أن
يدرك إلى أيّ مستوى للتفسير بالضبط يستتبّ النقصان. فسيدرك بأن لذلك علاقة بنظرية
الحرف، ليس أكثر. وهذه هي المسألة التي سنحاول توضيحها الآن.
[1] - فمن الأساسي تفهّم معنى الكلمة إذا ما كان
الإسم يتعارض مع الصفة انطلاقا من اللسان، ومع اسم العلم Le nom propre ومع الضمير وإذا ما مَثُل
في اللغة تحت هذه التسمية مرجعا افتراضيا في اماصدقه Extension المطلق أو إذا ما كان
يوجد غرض ما لتوظيفه في الخطاب في الاستعمالات التعلقية Emplois actanciels الخاصة بالمحدّد Déterminant الذي يطبعه بعلامة الشخص مع
أنه في استعمالات أخرى يوظّف دون محدّد ويملأ استعمالات أخرى بتوظيف ذلك. فهذا
الاختلاف في الهيكل Statut هو ما يجب تمييزه
بمفاهيم تامة. يطلق GG الناتج الخطابي لإسم
المتمكن ولكنه يستمرّ في الإحالة عليه بالاسم. فمن باب المقارنة، نتحدّث في النحو التوزيعي أوالنحو
التوليدي أوالنحو التحويلي عن المركب الإسمي أو الجدول الإسمي إذا ما تعلّق
الأمر بالوظائف التعلقية fonctions actancielles، دون شكّ بما أنه
من المعروف عموما أنهما وظائف خاصّة بلإسم بصفة أولى. يتحدّث llinski (op.
cit: 106) عن الاستسماء Substantivation عندما يتعلّق
الأمر بالأسمنة Nominalisation؛ وأراد A. Lemaréchal (1989، ص50) أن
يميّز في مستوى اللغة التي يدرسها بين "الاسم nom" والاسم substantif. بيد أنه عندما يتحدّث
عن الاستسماء في الصفة يتضح لنا أنه يريد الحديث عن
عملية الأسمنة على الأصح تماما كما نجد عند GG، يظهر لنا P.Le goffic (1993،
ص16) أكثر تماسكا من خلال مفاهيمه إذ يرى أنّ دخول الأداة على
الصفة "يؤسمنها se nominalise" ويخصّص في (ص،
13) الإسم Nom (لاسم العلم Nom propre) أي "المركّب
الإسمي المكون من عنصر واحدة (المفردة)"؛ ويخصّص لاسم الجنس الوارد مع
المحدّد الصفر (النكرة) للإسم الخالي من المحدّدات substantif، ويخصّص المركب
الإسمي: محدّد + اسم. وسيدقّق مستويات التدخّل أي الوظائف الأوليّة Primatives/ الثانوية Secondaires. إذ ترتكز دراسة
الجملة على وسم المركبات الوظيفية أو على سَلْسَلَة الطبيعة المقولية او
الإعرابية للعناصر التي تكوّنها، وذلك ما يُنشئ مجموعة قوية بنيويا. وآثر M. Wilmet الإسم Nom عندما يتعلق الأمر
بـ Substantif ويقابل بين إسم
الجنس Nom
commun وإسم العلم Nom propre (op.cit,
63)، إذ يختار الجدول الإسمي Syntaxe nominal للإشارة إلى (إسم
+ محدد N+D) (مجموع المحدّدات) (ص127) وبالإحالة على الرتب
المكوّنة للتركيب X barre في المركبات الفرعية (ص126)؛ تشير N إلى نواة الجدول الإسمي SN والمركب
الإسمي GN والإسم N + المميّز Caractérisant على خلاف P. Le Goffic الذي يسمى المركب
الإسمي GN المتوالية Séquence (محدد Det + إسم Nom). فإشكالية وضع
المفاهيم المذكورة ليست عديمة الفائدة. إذ تكشف نفسها بنفسها من خلال إشكاليات تتطلّب
حلّا (أنظر حلّنا الوقتي للمسألة في (ص34 أعلاه (في
النسخة الأصلية) وكذلك في Vassant 1993) .
[2] - نجد عند MW مصنفا آخر من المشاكل، لا
فقط من جعله من COD المفعول المباشر
ومن COI المفعول غير
المباشر مركبين ذوي مناسبة تعلقية خارجية من درجة ثانية (1997، ص550) وإنما
باعتقاد أنّ ذلك يدخل في تناقض مع تعريف الظرف L’adverbe الذي يقرّ هو الآخر بمناسبة تعلّقية
خارجية من الدرجة الثانية، وإنّما يقترح إعادة تسمية ذلك بـالمناسبة التعلقية
العلائقية Incidence
relationnelle.
وقد اعترضنا مشكل مماثل إلى حدّ المطابقة (أنظر، ص33 أسفله).
[3] - تساءل البعض أيضا عن سبب ذلك. فالسبب بكل بساطة
لأنه يستبدل بظرف اللغة، وتساءل أيضا K Linski (2003،
ص106) عن سبب "قبول الجدول الإسميnominal Syntagme لدور الحمل الدلالي بصورة
أكثر بساطة من الإسم فتلك فعلا هي الإشكالية المطروحة ولكن يظهر لنا أنها
صيغت بشكل آخر. إذ أنّ الإسم لا يقبل دور العماد الدلالي إلا بصعوبة بما
أنه بمثابة العماد الدلالي الذي هو أداة باعتبارها تكون حملا دلاليا عندما
تتعلق بكلمة أخرى بدون أداة مباشرة أو بواسطة نحو:
Une robe couture, être
enfant/adulte (elle est vraiment) enfant/adulte), une robe en soie.
فالسؤال، الذي سنطرحه فيما بعد، يتمثل في معرفة متى يمكن للجدول الإسمي أن
يكون بمثابة العماد الدلالي أو الحمل الدلالي ولماذا ؟ (أنظر الصفحة 31).
[5] - تقول P.Vachon Lheureux (2003) "تعدّ الكلمة
بمقاييس" أثناء حديثها حول "الإسماء" و"الوصفية "
و"الظرفية"، مقدّمة أمثلة ملائمة وتحاليل دقيقة ولكن بما أنها
داخله في الجوقة "doxa"
القيومية، فلم تتساءل حول عبارة الإسماء.
وتحدّثت B.Chaput (2003) أيضا عن
الإسماء ولكن جعل المفهوم بين ظرفين في دراسته المتعلّقة بعلامات التغيير في
المقولة النحوية Marques
de changements de catégorie grammaticale . فقد لاحظنا تحرّجها من بعض
التوجّهات القيومية التقليدية التي أرادت الابتعاد عنها، إلا أنها لم تنجح ذلك.
وتوصّل Lude Melis في دراسة حديثة
على تمييز المركّبات الحرفية التي يكون فيها الحرف مؤثرا إعرابيا Un marqueur casuel من بين حروف أخرى. فقد
توصّل إلى وجود تصنيف للقيم الإعرابية للحروف (2003 ص ص43-48)، قابل للمقارنة
مع ما وجدناه عند Moignet في كلمات
مثل Que, si, quand، التي يتمّ توظّفها
على أنّها ضمائر، أ ورابط أو ظروف أو خلايا بسيطة؛ وقد حلّلها Moignet على أنها تمثّل ولوجا دلاليا Subduction بين قيمة وأخرى. فاستعمال
المركّبات الإسمية الحرفية والتي يصفها L.Melis بالعمل الإعرابي، أوالبنيوي،
هي ما سنسميها نحن بنفس التسمية ولكن انطلاقا من تحليل مختلف مع تحليله من جهة إلا
أنه يلتقي معه، في هذه النقطة، على مستوى
أوسع (أنظر الصفحة 29 أعلاه).
[6] - اقترح C.Chevalier J.، ينتمي إلى جامعة الصربون باريس IV، في كتابه (الفعل والجملة)،
تحليلا لما يتجسّد داخل رحم الفعل Matrice verbale أي مشكل بناء الفعل La voix. إذ لم يطرح مشكل نظرية
المناسبة التعلقية وإنما طرح مشكل ما يجري داخلها، ففي هذا الرحم، العلاقات
المعنوية بين ما تسميه التقاليد النحوية بالفاعل والمفاعيل وهو ما درس بدقّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق