السبت، 31 يناير 2015

العلمانية تنظيم للدولة نتيجة الجور

منذ تاسيس "الدولة المدينة" في المدينة المنورة في صدر الإسلام كان الاسلام نهجا سياسيا باعتبار أن الاجتماع من أجل السلم والحرب كان يقع في المسجد وبالنداء للصلاة حتى في غير وقت الصلاة. ولكن بعد الحكم الأموي فصل معاوية ابن ابي سفيان مهندس الدولة الأموية دار الحكم عن المسجد واتبعه في ذلك العباسيون وكل الدول أو الممالك الاسلامية شرقا أو غربا في المغرب الاسلامي والاندلس.
   قد نعتبر هذا الأمر فصلا للسياسي عن الديني بوجه من الوجوه؟ صحيح أنه على المستوى النصي لم يقع الفصل ولكن إجرائيا سخرت دار الخلافة أو الملك لشؤون الدولة والدواوين التي ظهرت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وخصصت دار القضاء له وبيت المال للغنائم والجباية والجزية. هذه الإجراءات الإجراءات لم يطلق عليها اسم وإنما بقيت داخلال سياق تأسيس الدولة أو تنظيمها.
   اما التنظيم الذي وقع في الغرب نتيجة تجبر الكنيسة ومحاكم التفتيش، والصراع بين الكاتليك والبروتستانت أفرز نمطا فكريا حاول تنظيم جميع مؤسسات الدولة وتمت تسميته بالعلمانية. وهي ليست مرادفة للكفر أو الحيد عن الحقوق وإنما عدم تدخل الدولة في ديانة المواطن، نتيجة ما عانه الاوروبيين من ظلم الكنيسة.
   فهي مجرد تنظيم للحالة المدنية، أو الاجتماعية التي جاءت الكتب السماوية لتنقيتها وحفظها. صحيح أن الغرب اعتمد في ذلك على العقول البشرية لأنه تخلى عن مراجعه "الشرعية" المحرفة؛ أما عندنا فمصادرنا وأصولنا لاتزال معتمدة بالأساس على الرغم من أننا لم نعتمد فيها على كتابة دساتيرنا المترجمة من النصوص الدستورية الغربية.
  وفي الأخير أظن أن بعض الفتاوى السياسية المؤصل لها في الإسلام من أجل إبقاء حكم السلطان الجائر والتي سمعنا الكثير منها اثناء الحراك العربي الأخير لا تخرج في تمييعها وتحريفها عن سياسة الكنيسة التي خرج عليها الغرب كافرا بتعاليمها ملحدا لم يعد يكترث لوجود إله نتيجة لما عاناه من قمع الكنيسة له باسم الدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية