الجزيرة العربية قبل مولد النبي
هناك
تغيير كبير وقع للعرب رفعهم إلى القمة بعد أن كانوا في القاع مثل حال المسلمين
اليوم. فبأمر من الله جلّ جلاله ذهب إبراهيم من فلسطين إلى وادي مكة أو بكة بزوجته
هاجر وابنه اسماعيل الرضيع وهو واد خالي ليس فيه بشر ولا ماء. قال الله تعالى "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي
بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم
مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ". كان العرب عدا الرحل منهم يسكنون في اليمن ولكن انهيار سد
مأرب كان سببا في تشتتهم. سكنت جرهم مكة لما
رأت الطيور تحوم حول زمزم بعد أن ضرب جبريل صلى الله عليه وسلم الأرض بين
قدمي إسماعيل وهو رضيع وأمه تسعى جيئة وذهابا بين الصفا والمروة علها تدرك شيئا،
وهي على يقين تام بأنّ الله لن يضيعها وابنها ما دام إبراهيم ذاهب ملبيا أمر الله
تعالى.
طلبت قبيلة جرثم من هاجر أن
تتركهم يسكنون بجانب الماء مقابل أن يؤدوا لها حق الماء الذي يستعملونه من زمزم،
فقبلت. سكنت جرهم عند الكعبة إلى أن جاءت خزاعة وانتصرت في حربها مع جرهم، فطمرت
الأخيرة زمزم وأصبحت خزاعة تجلب الماء من بعيد. يقال إنها سكنت مكة ثلاثمائة سنة
وقيل خمسمائة. كان عمرو بن لحي سيد خزاعة ومكة بلا منازع، كلامه يسري على الجميع،
فهو أغناهم وهو من يطعم الحجيج. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "رأيت
عمرو بن لحي يجرّ أمعاءه في النار، أوّل من بدّل دين العرب". فهو من أدخل هبل
وأمر الناس بعبادته بل أمرهم أن يتخذوا حجارة من مكة أربابا لهم بيوتهم. وأضاف
تلبية الشركة، وهو من سنّ سنة الأنعام المقدسة: الحامي، والبحيرة، والسائبة.
وانتشرت الأصنام ومن أعظمها عندهم: ود وهو إله بني كلب، وسواع لبني هذيل، ويغوث
لطيئ وأهل جرش، ويعوق لهمذان ونسر لليمن. ومن أعجب العجاب عبادة إيساف ونائلة، وهما
شابان يمنيان منعا من الزواج فتواعدا في الحج، فزنىيا فمسخا حجرين. ولكن عمرو بن
لحي أمر بعبادتهما. يتبع إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق