الثلاثاء، 28 يوليو 2015

من أسباب انتشار ظاهرة التسول





كتب السالك ناجم على حائطه في صفحته على فيسبوك ما معناه أنه لن يترّع لغزة ما دام آدوابه يعشون فقرا مدقعا فكاد بعد المعلقين يخرجون من صفحاتهم وجلودهم حتى ينالون منه. وهذا تعليق أحدهم:



 "عذر أقبح من ذبنب، فلسطين دولة مسلمة يحتلها عدو يهودي صهيوني لعين يقتّل أطفالها ونسائها ليل نهار وانت اطم اعليك وكيل واشراب آدوابه، ما يصلو ولا يصومو يلّ يعطيهم لقرك والجوع، وغزة رجالها يجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وربما لاحظت أنّ الفرق بين الفئتين كبير يغير كاع كيفت كال بعض الإخوة انت كاع إلين تتبرّع بشىء اسو شنه الحد اسو منهو اللا لباس".
   سنعلّق على التعليق من جانبين اثنين:
1- التمثيل أو "ضرب المثل" إن أردنا تقريب المسألة يختار له صاحبه أعز ما لديه مثل "والله إلى عدت ظرك فلان"، "حتى لو كنت كذا..."، "والله إلى ج ظرك والدي ول والدتي ما نعطيهم ذاك أحرى ..." وبالتالي فإن السالك تقع غزة في قلبه موقع هذه الأمثلة باعتبار أن هذه القضية لغوية نفسية يسلك فيها المتكلم هذا المسلك حتى يستوفي المعنى المراد أو يرتفع بالعنصر الآخر درجة العنصر الأول الذي هو هنا غزة. وبالتالي على المعلقين والقراء أن يفهموا ما يخفي النص حتى يكون التعليق يسير في نفس الحقل الدلالي مع النص.
2- الشائع في بلادنا استئثار الأجنبي على المواطن وهو أمر دنيئ وخلق ركيك سيطر على قلوب الموريتانين على الرغم من أن المثل الشعبي الموريتاني يقول: "اللحمة إذا خنزت يتولاها ألا ملاها"، ولكن سبحان الله "خيرن لغيرن" كما يقول المثل التونسي وعلى المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع أن يدرسو هذه الظاهرة. فمدينة صفلقس التونسية تتميز عن سائر المدن التونسية أن الغريب وإن كان تونسيا إذا فتح فيها محلا تجاريا لا يدخل عليه أي صفاقسي. بلغت درجة من التكاتف الاجتماعي غريبة لحد التطرف كتطرفنا نحن الموريتانيين في حقوق بعضنا البعض وإيثارنا الأجني على المواطن.

  نشير إلى أن كل دول العالم الفقير مثلنا تترك مجالا يقتات منه المواطن لا ينافسه عليه أحد ونحن في آخر تقرير في مرتبة 154 أفقر دولة عربية وبالتالي فعلى غزة أت تتبرع علينا. فالأجنبي ينافسنا في الغسيل (الثياب، والأثاث) في حفر أنابيب المياه في بيع الخضار في الحوانيت في البيع المتجول في شاريت في المطاعم في المقاهي في البناء في دبوا بريك ... في كل شيء بل حتى المواطن إن أراد عاملا منزليا أو حارسا أو مربيا أو سائقا (للمنزل أو للتاكسي) أو أراد عامل بناء وما يتبعه من كهرباء وماء و.... يؤثر الأجنبي على المواطن الموريتاني وبالتالي يقع الفقير المطحون الموريتاني في ورطة، إذ يشترك الفقراء وهم أكثر من 50% من السكان في فضلة ما تبقى من نهب النهابين ويزاحمهم الأجنبي فيها خاصة أن ما يتقاضاه الأجنبي يرسله إلى أهله أو يشتري به تذكرة من خطوط أجنبية ليذهب إلى الغرب ويبقى الاقتصاد الهش مترنحا ويبقى الفقير في عبثية مستمرة تحت رحمة المَنِّ من نظام عزيز وحوانيت الذل والمهانة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية