الأربعاء، 1 يوليو 2015

تنظيم الدولة يوسع جغرافيته الهجومية إلى أربع قارات




  1. بعد بضع ساعات من بدء الهجوم الإرهابي على فندق ريو أمبريال مرحبا في سوسة بتونس، سارعت بريطانيا وألمانيا وفرنسا بإرسال وزراء داخليتها إلى تونس من أجل إجلاء خلفيات الهجوم الإرهابي الذي كلف بريطانيا وحدها ثلاثين شخصا، مما جعل الإعلام البريطاني يصفه بأنه أضخم هجوم إرهابي على بريطانيا منذ عقود.  
  2.  فقد أطلق الأمن البريطاني عمليات موسعة تهدف إلى سبر ملابسات الهجوم على فندق سوسة باعتبار أنه قد تكون مستهدفة من طرف تنظيم الدولة الذي تبنى الهجوم، باعتبار أن نسبة الوفيات كانت حصيلة الانكليز منها 80%؛ إذ أنّ الحروب الحديثة غالبا ما تكون غير مباشرة على غرار ما ألفناه في الحرب الباردة التي تم استئنافها في سوريا منذ الحراك العربي الأخير. ولئن كانت الحروب تقام بالوكالة ويقضى عليها أو يمدد من عمرها حسب مصالح الدول التماسيح، فإنّ الاعتداءات والتفجيرات الإرهابية أو الانتقامية قد ينتحى فيها ذاك المنحى بأن يتم الاعتداء على رعايا دولة أو مصالحها في دولة ثانية.
  1.    هذه الامور وغيرها جعلت لندن تجند لوحدها 600 ضابطا من أجل كشف ملابسات الحادث، منهم مسعفون ومنهم مكلفون بجمع المعلومات من كل العائدين من تونس ممن شهدوا الحادثة، ومنهم أطباء نفسانيين ومسعفين ومحققين استخباراتيين، وكان حظ تونس منهم 16 مسؤولا من بينهم كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب في بريطانيا، وخبير في الطب الشرعي بالإضافة إلى موظفي ارتباط مع عائلات الضحايا.
  2.    ويبدو أن تنظيم الدولة بدأ يشن ضربات عديدة منذ مطلع العام الحالي من أجل إبقاء العالم في حيرة من أمره، ومن ذلك:
  3. -         خلق نواة مخفية في أربع قارات من قارات العالم إذ لم تعد مطامعه في إنشاء كيان جغرافي تحكمه حدود نهائية باعتبار ان ذلك الأمر كلفه كوباني وتكريت ... وبالتالي بدا ينتشر في أوروبا: فرنسا في عمليتي شارلي هبدو وعملية الجمعة وروسيا وبلجيكا في حادثة اليهودي وفي إفريقيا مصر وتونس وليبيا والجزائر؛ وفي آسيا السعودية والكويت وافغانستان وسوريا والعراق واليمن والهند، وفي أستراليا .. إلى غير ذلك من البلدان كالولايات المتحدة التي تم فيها إفشال عدة عمليات.
  4. -         تشتيت قوى تحالف الستين الذي لم ينجز خارطته الامنية المتمثلة في القضاء على تنظيم الدولة الذي أقرّ وزير خارجية فرنسا الشراكية دومنيك دي في لوبن أن الغرب هو السبب في إنشاء كل هذه التنظيمات "الإرهابية" منذ الهجوم المفبرك على العراق.
  5. -         إرسال رسائل تؤكد للعالم ان هذا التنظيم قوي باعتبار أنه قادر على تجنيد الشباب عن بعد وبالتالي يضرب الدولة المستهدفة في عقر دارها وبواسطة مجندين يعرفون المكان تمام المعرفة، وبالتالي فتنظيم الدولة يسعى إلى فرض نفسه خاصة ان الولايات المتحدة بدأت تتفاوض مع حركة طالبان التي صنفتها حركة إرهابية ردحا من الزمن كما انها تفاوضت مع تنظيم الدولة من أجل إطلاق أحد رعاياها بعد ان قتل ذبحا اثنين منهم، وعلى غرارها فرنسا والجزائر وغيرها من الدول العربية إذا ما كانت الضحية المختطفة ذات وزن سياسي أو اجتماعي كبير.
  6. -         ضرب الأجهزة الحيوية في الدولة: كيان الدول السياسي على غرار ما يوجد في العراق وسوريا وليبيا؛ والكيان الاجتماعي مثل ما حاوله التنظيم مؤخرا في الكويت في هجوم الجمعة على جامع الإمام الصادق بمنطقة الصوابر الذي أسفر عن مقتل 27 شخصا. ويبدو ان الكويت اعتقلت جميع أعضاء الخلية التي ساهمت في التفجير. وفي الأخير ضرب الكيان الأمني والاقتصادي كما وقع في تونس في الحدود مع الجزائر ومع ليبيا ومحاولات تعطيل الأرتال الأمنية الدورية في جبل شعامبي؛ وفي تفجير متحف باردو في مارس الماضي الذي اسفر عن مقتل 21 شخصا من بينهم رجل أمن تونسي وتفجيرات الجمعة المفاجئة الكارثية التي ذكر بعض شهود العيان ان الوحدات الامنية لم تصل إلا بعد نصف ساعة مما يوحي بعدم استيعاب للدرس على الرغم من وقوع اختراقين أمنيين اختتما بهذا الهجوم الذي يبدو أنه جاء ردا على اغتيال الأمريكيين للقيادي التونسي في تنظيم الدولة مؤخرا في ليبيا؛ إذْ كان على السلطات التونسية أن ترفع درجة الخطر لمقتله.
  7. تجدر الإشارة إلى أنّ السياحة تمثّل أحد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل ما يناهز 400  ألف شخص؛ وتساهم بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي؛ وتوفر ما بين 18 20% من العملات الأجنبية سنويا. وما يحير في تفجير الجمعة أن 2013 فجر انتحاري تونسي نفسه بحزام ناسف في شاطئ يقع قبالة فندق في مدينة سوسة؛ وقد اتخذت السلطات التونسية إثر ذلك إجراءات أمنية يبدو أنها لم تساعد الأمن في تفادي كارثة الجمعة.

هناك تعليق واحد:

  1. يبدو أن أشطان تنظيم الدولة في غرب إفريقيا ستوسع جغرافية هجوماتها الإرهابية؛ إذ قرّر تنظيم أنصار الدين أمس ضم موريتانيا وساحل العاج إلى أهدافه الإرهابية مما دعا وحدات الأمن الموريتانية إلى الاجتماع من أجل تدارس خطة أمنية تخوّل لهم صدّ الهجوم.

    ردحذف


الحقوق محفوظة لمدونة الحروف ©2013-2014 | اتصل بنا | الخصوصية